المرية، أسسها عبد الرحمن الناصر لدين الله أو عبد الرحمن الثالث، الخليفة الأندلسي الأول، كبرج دفاعي لمدينة بَجَّانَة (Pechina) الأندلسية، ومن هنا جاء اسمها "المرية بيانة"، ورغم التغيرات التي شهدتها القلعة منذ وقتها، حافظت على تاريخها الأندلسي، الذي خصص له متحف المدينة معرضاً دائماً.
وفي عام 955م، أمر ببناء قلعة ومسجد فيها، كما أمر بتحصين منطقة ما بين القلعة والبحر، حتى أصبحت المرية الميناء الأهم في الأندلس على البحر المتوسط.
https://youtu.be/c4c75j_ADjE
جذبت المنطقة البحارة والتجار للاستقرار فيها، وبحسب المصادر الإسلامية، كانت السوق المفضل في المنطقة المسلمة من شبه الجزيرة الأيبيرية، التي ازدهرت وأصبحت مقصد التجّار السوريين والمصريين، والفرنسيين والإيطاليين أيضاً.
https://youtu.be/FntXEd3mf_I?t=1m15s
في القرن الـ11، تطورت المرية ثقافياً واقتصادياً لتصبح مركزاً للتجارة مع المغرب وشرق البحر الأبيض المتوسط، وفي القرن الثاني عشر، شهدت المدينة تغيراً جذرياً في مكانتها الاستراتيجية بعد أن ضمتها ممالك الشمال (1147 - 1157).
[caption id="attachment_159710" align="alignleft" width="700"] مدخل القلعة من تصوير Antonio Ciendones من مقتنيات Conjunto Monumental de la Alcazaba de Almería[/caption]
وبعد ثلاثة قرون، نتيجة لسياسة مملكة أراغون التوسعية في البحر الأبيض المتوسط ، تنازل حاكم غرناطة عنها عام 1489، لصالح الملك فرديناند والملكة إيزابيل.
زيارة لقلعة المرية
ما يميز قلعة المرية هي قدراتها الدفاعية، وإطلالتها المباشرة على البحر المتوسط، على ما يمسى "خليج المرية"، وتاريخ تلك المدينة التي لعبت دوراً اقتصادياً واستراتيجياً مهماً في العصور الوسطى.جامع قرطبة الكبير وقصر الحمراء بغرناطة، نماذج خالدة لأبهّة الحكم الإسلامي في الأندلس
بعد أن أسسها خليفة الأندلس الأول عبد الرحمن الناصر، أصبحت المرية مقصداً للتجّار السوريين والمصريين، والفرنسيين والإيطاليين أيضاً.تنقسم القلعة اليوم إلى ثلاثة أقسام: أول قسمين لهما طابع وتصميم إسلاميين، أما في الثالث، فنلحظ ملامح مسيحية. يبدو القسم الأول من القلعة كأنه حديقة اليوم، ولكنه في العصور الوسطى، كان عبارة عن شوارع ومنازل، بحسب الحفريات الأثرية التي أجريت هناك، علماً بأنه تم الحفاظ على بعض البقايا الأثرية بما في ذلك نظام هيدروليكي من أجل تزويد المنطقة بالمياه (من عمق 70 متراً). يمكن دخول القسم الثاني من البرج العالي جنوب السور المعروف بـMuro de la Vela، وهو يشكل النواة الأساسية للقلعة وللمدينة وجميع مبانيها ومرافقها، وفيه قصرٌ، ومسجد، وحمامات، ومنازل، تمّ الكشف عنها في الحفريات الأثرية الأخيرة، وتبين أن بعضها يعود للفترة الناصرية (1233م - 1492م). [caption id="attachment_159711" align="alignleft" width="737"] القسم الثالث من القلعة، من تصوير Pedro Besga من مجموعة Conjunto Monumental de la Alcazaba de Almería[/caption] أما القسم الثالث، فيتكون من قلعة مسيحية، يتم الوصول إليها عبر جسر متحرك، بنيت لتلبية المتطلبات العسكرية، ولدعم السلطة السياسية. صور "المرية" من معرض قُدّم مشاركة من قبل Conjunto Monumental de la Alcazaba de Almería وConsejería de Cultura de la Junta de Andalucia
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...