في الأشهر الأخيرة، نَقل صهريجان الوقودَ الإيراني إلى آسيا على الرغم من العقوبات الأمريكية المفروضة على مثل هذه الشحنات، بحسب تحليل أجرته وكالة رويترز للأنباء اعتمدت فيه على بيانات تتبع السفن، إضافة إلى مقابلات مع سماسرة وتجار لم تحدد الوكالة الدولية هويتهم.
وكشف تحقيق نشرته رويترز الأربعاء 20 مارس أنه تم تحميل شحنات الوقود الإيراني على صهاريج مع وثائق تبين أن الوقود عراقي وليس إيرانياً، من خلال وثائق مزورة.
وقالت مصادر عدة، منها مسؤولون في شركات نفط عراقية إنهم لا يعرفون من هي الجهات التي قامت بتزوير الوثائق ولا متى حدث ذلك.
وتظهر عمليات النقل أن بعض الوقود الإيراني يتم تصديره على الرغم من فرض العقوبات الأمريكية على طهران في نوفمبر من العام 2018، وهي العقوبات التي سعت واشنطن من خلالها إلى الضغط على إيران للتخلي عن البرامج النووية والصاروخية التي تقوم بها، لكن يظهر تحقيق رويترز أن بعض تجار الوقود أعادوا إحياء التكتيكات التي ذاتها المستخدمة لتفادي العقوبات ضد إيران بين عامي 2012 و2016.
تحقيق لرويترز يكشف كيف تحايلت طهران على العقوبات الأمريكية وصدرت الوقود الإيراني مع وثائق مزورة تبين أن الوقود عراقي وليس إيرانياً.
إيقاف أجهزة الإرسال والاستقبال
بحسب وثائق حصلت عليها رويترز، فإن ناقلة النفط العملاقة التي تحمل اسم "جريس 1"، والتي تبلغ طاقتها 300 ألف طن استهلكت كمية كبيرة من الوقود حين كانت في البصرة بالعراق ما بين 10 و12 ديسمبر 2018، رغم أن سجلات ميناء البصرة لا تحوي معلومات عن تحركاتها خلال تلك الفترة.
قامت رويترز بدراسة بيانات حصلت عليها من أربعة مزودي معلومات تتبع السفن، فعلمت أن الناقلة العملاقة لديها نظام تعرّف تلقائي يعرف اختصاراً باسم (AIS)، وهو جهاز إرسال واستقبال، تم إيقافه من 30 نوفمبر إلى 14 ديسمبر 2018، وهو ما يجعل معرفة خط سير الناقلة "جريس 1" في هذه الفترة مستحيلاً.
وعلمت رويترز أن "جريس 1" ظهرت في المياه القريبة من ميناء عسلوية الإيراني محملة بالكامل، وقد تم نقل الشحنة التي كانت عليها إلى سفينتين أصغر في مياه الإمارات في يناير، بعدها جرى تسليم شحنة الوقود إلى سنغافورة في فبراير.
وأظهرت وثائق الشحن أن نحو 284 ألف طن من الوقود الإيراني نقلت في شحنات تبلغ قيمتها نحو 120 مليون دولار بالأسعار الحالية.
ورفض مسؤولون في وزارة النفط الإيرانية التعليق، كما لم تستجب الجمارك السنغافورية لطلبات رويترز للتعقيب على الأمر.
و"جريس 1" هي ناقلة شحن عملاقة ترفع علم بنما، تديرها شركة خدمات شحن يقع مقرها في سنغافورة.
ويبين تحقيق رويترز أن طهران تقوم بتصدير وقودها إلى آسيا عن طريق وثائق مزورة تزعم أن الوقود عراقي وقادم من البصرة، لكن رويترز تحققت من أن كل الوثائق مزورة ولا تعترف بها السلطات العراقية، وتقول إنها لا تعرف عنها أي شيء.
ونقلت رويترز عن بيتر كيرنان، كبير محللي الطاقة في وحدة الإيكونوميست إنتليجنس، قوله إن بعض المشترين يريدون النفط الإيراني بغض النظر عن العقوبات الأمريكية، مضيفاً أن إيران توصلت إلى طريقة لمواصلة تصدير كميات من النفط في إشارة إلى تصدير نفطها باعتباره نفطاً عراقياً.
وسمحت الولايات المتحدة لثماني دول شراء كميات محدودة من النفط الإيراني الخام، لكن هذا لا يشمل المنتجات المكررة من النفط الخام، بما في ذلك الوقود، الذي يستخدم بشكل أساسي في تشغيل محركات السفن الكبيرة.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...