معاناة التعليم في مصر
تعاني المنظومة التعليمية في مصر من تأخر تكنولوجي واضح وتعتمد على أدوات قديمة في توصيل المعلومة للطلاب. بل إن أغلب القائمين على العملية نفسها غير مؤهلين لذلك، إضافة إلى تكدس الطلاب داخل الفصول الدراسية بصورة تمنعهم من المتابعة والتركيز ناهيك بغياب الخدمات التعليمية في عدد من المحافظات. وأوضحت دراسة للمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي المصري، أن مستوى التلاميذ في مواد اللغة العربية والرياضيات والعلوم، تراجع بنسبة كبيرة، "وتراوحت نسبة الإخفاق فيها من 74% إلى 86% بين تلاميذ المرحلة الابتدائية، وأكدت أن 78% من طلاب المرحلة الابتدائية لا يجيدون القراءة والكتابة حتى الصف السادس الابتدائي"، بحسب التقرير الذي نُشر في بوابة الصباح عام 2013. ويعاني كذلك طلاب التعليم الفني من تدهور مستوى العملية التعليمية، حتى أن جزءاً لا بأس به منهم ينهي تعليمه وهو لا يجيد القراءة والكتابة. وبرغم أن هذه المدارس الخاصة تعمل على الجانب العملي بشكل، فهي غير مجهزة بأبسط الأدوات المساعدة على ذلك وفقاً لزيارات ميدانية لبعضها قام بها موقع رصيف22.التعليم في مصر والربيع العربي
تأثر التعليم في مصر شكل أو بآخر بالربيع العربي، وعدم استقرار الأوضاع السياسية في البلاد لفترة من الزمن، وخاصة المناطق التي ظهر فيها أعضاء تنظيمات إسلامية متطرفة كشمال سيناء، التي انهارت المدارس فيها وتم نقل التلاميذ وتهجيرهم. علماً أن اهتمام الدولة بالتعليم يظهر أنه لم يشهد تطوراً واضحاً بعد الثورة وتغير النظام السياسي القائم برغم ارتفاع ميزانية التعليم التي بلغت 76 ملياراً و70 مليوناً و533 ألف جنيه عامي 2015-2016، بينما كانت ميزانية العام المالي السابق 74 ملياراً و100 مليون و787 ألف جنيه. تعد هذه النسبة كبيرة ولكنها لم تحقق التطوير المنشود. ففي تقرير سابق للجهــاز المركزي للتعـبئة العامــة والإحصــاء، بلغ معدل الأمية في مصر 29% مقابل 27.1% في الدول العربية و16% في العالم بين عامي 2008-2016، بحسب صحيفة اليوم السابع. يعتمد النظام التعليمي في مصر على الحفظ والتلقين بشكل كبير، وهو ما دعا وزير التعليم الحالى طارق شوقي إلى الحديث عن إلغاء نظام "الثانوية العامة" الذي يجبر الطلاب على الحصول على درجات عالية والالتحاق بكليات ما يطلق عليها "القمة"، وتطلب الدراسة فيها الحصول على درجات عالية في الثانوية العامة ثم يتم توزيع الطلاب على الجامعات من خلال مكتب التنسيق المصري وفقاً لدرجاتهم.حال التعليم في العالم العربي
تواجه عدد من الدول العربية الأخرى مشاكل في التعليم ايضاً ومن بينها سوريا التي تأثرت بشكل كبير بسبب الحرب على مدار 6 سنوات متتالية.
ماهي الدول العربية التي تفوقت في التعليم وأيها مازالت تعاني؟
أخرجت تصنيفات المنتدى الاقتصادي العالمي التعليم في مصر من قوائمها...تعرفوا على بعض الأسباب
فوفقاً لتقرير أصدرته منظمة "اليونيسيف" عام 2014 فإن حوالي 3 ملاين سوري لا يستطيعون الذهاب إلى المدرسة داخل البلاد أو في دول اللجوء. وفي عام 2016 بقي أكثر من 1.7 مليون طفل سوري داخل البلاد بلا مدارس، فيما تهدمت مدرسة من بين كل ثلاث مدارس في البلاد.
كيف تطور الدول الغير عربية تعليمها؟
نجح عدد من الدول الأخرى غير العربية مثل سنغافورة في تطوير نظامها التعليمي ووضعه في مرتبة متقدمة برغم ما مرت به من أوضاع اقتصادية وسياسية سيئة مما يؤكد أن الدول العربية تستطيع التغلب على الأمر نفسه. وتحتل سنغافورة مرتبة متقدمة في التعليم، بترتيب المنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس"، ويعتمد نظام التعليم فيها على حرية اختيار الطفل ما يحبه ويتناسب مع مهاراته، وفقاً لميوله واهتماماته عكس ما يحدث في الأنظمة التعليمية العربية القائمة على الحفظ والتلقين والامتحانات والتنسيق الذي يجبرك على دراسة شيء معين وفقاً لدرجاتك لا ميولك. وقد نجحت بولندا فى ذلك من خلال الـتخلص من الهيكل التنظيمي للمدارس المعمول به منذ العهد الـشيوعي، إذ كان يلتحق أغلب الطلاب بعد سن الرابعة عشرة بالمدارس الحرفية، بينما 20% من الطلاب الحاصلين على أعلى الدرجات في سن الرابعة عشرة هم من يحق لهم إكمال تعليمهم. الآن، يكمل كل الطلاب تعليمهم بعد سن الخامسة عشرة، ويكون لديهم أربعة خيارات لإكمال تعليمهم، تـؤدي إلى اختبارات الالتحاق الجامعية. كما عملت الحكومة على توفير برامج تدريب للـمعلم تركز على التعليم الفني والحرفي، فـضلاً عن مساعدة الطلاب على العمل في الظروف الاقتصادية الحالية.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...