مكقبلت جامعات السعودية العام الماضي نحو 10725 طالب وطالبة أجنبية، دفع بعضهم إليها المنح والمميزات التي تقدمها لهم.
فالجامعات السعودية الناشئة تسعى لاستقطابهم من أجل زيادة التنوع فيها، ما يعطيها فرصة للتقدم في التصنيف العالمي للجامعات.
لذا، تقدم جامعات مثل المجمعة وحائل وشقراء والجوف وغيرها منحاً كاملة لغير السعوديين للدراسة، وهي إما منح داخلية لمن يقيمون في السعودية بالأصل بشكل نظامي، أو منح خارجية للطلبة غير السعوديين من خارج البلاد، يرغب الكثير منهم بدراسة الشريعة في إحدى الجامعات الدينية فيها.
تزايد أعداد الطلاب الأجانب في السعودية، يثير في كل عام غضب بعض الطلاب المحليين، سيما الذين يرغبون بالانتساب للجامعات الحكومية، فهم يشعرون أنه لم يبقَ لهم محل في هذه الجامعات.
وهو ما دفع مبارك العصيمي، المتحدث الرسمي لوزارة التعليم لأن يؤكد أكثر من مرة، أن الجامعات السعودية ملزمة بأن لا يتجاوز عدد الطلاب الأجانب الحد الأقصى للنسب المقررة رسمياً، وهو خمسة في المئة من إجمالي المقبولين من الجنسين.
يصل عدد الجامعات في السعودية إلى 27 جامعة حكومية ذات طاقة استيعابية عالية، موزعة جغرافياً بين ثلاث عشرة منطقة كما يوجد ثماني جامعات خاصة معتمدة، و38 كلية خاصة.
ترتبط هذه الجامعات الخاصة والكليات بوزارة التعليم، ولكنها تتمتع بقدر كبير من الاستقلالية في المجالين الإداري والأكاديمي، وأخيراً قرر وزير التعليم الدكتور محمد العيسى منحها المزيد من الاستقلالية.
قبلت جامعات السعودية العام الماضي نحو 10725 طالب وطالبة أجنبية دفع بعضهم إليها المنح التي تقدمها
استقلالية كبيرة
تؤكد لرصيف22 مصادر في وزارة التعليم أن برنامج المنح الكاملة للطلاب غير السعوديين يتضمن، السكن والإعاشة، والمصاريف الدراسية، ومصروفاً شهرياً يقدر يبلغ نحو 250 دولاراً.
لكن لا يعتبر هذا الأمر منحة دراسية بالمعنى الحرفي للمنحة، فالدراسة في الجامعات الحكومية السعودية مجاني في الأساس. غير أن هذا قد يتغير في عام 2019، وربما قبل ذلك، عندما يدخل نظام الجامعات الجديد حيز التنفيذ، والذي يجيز للجامعات تحصيل رسوم مقابل قبول الطلاب الأجانب فيها، وهي واحدة من مبادرات وزارة التعليم ضمن رؤية السعودية 2030.
عرب أكثر
بحسب تصريحات عامة مبارك الصعيمي، المتحدث الرسمي لوزارة التعليم، يأتي معظم الطلاب الأجانب في السعودية من اليمن وسوريا ومصر وفلسطين والأردن، خاصة أن هنالك نحو مليون مصري يسكنون في السعودية ومثلهم من اليمنيين، وأكثر من ٢،٥ سوري. غير أن الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة وجامعة أم القرى في مكة المكرمة وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض، والتي تختص بالدرجة الأساسية في تخريج علماء الشريعة، والدعوة والإرشاد الديني، تحرص على أن يكون من طلابها الخارجيين من دول أفريقيا أو شرق أسيا، خاصة في كليات الشريعة والدعوة.وجهة طلاب الدين
يكشف الدكتور صالح العمودي الأستاذ في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة أن الطلاب المقيمين في السعودية مع عائلاتهم يفضلون دخول الجامعات الطبية والعلمية، فيما يفضل الطلاب القادمون من الخارج الكليات الشرعية والدينية. وهي جامعات تدرس العلوم الشرعية بالاعتماد على المنهج السلفي، وتحتوي على عدة أقسام أهمها، الشريعة، والقرآن الكريم، والحديث، وأصول الدين، والمذاهب المعاصرة. يقول الطالب محمد بورغي (٢٣ عاماً) القادم من نيجيريا، إنه حرص على أن يلتحق بجامعة الأمام محمد بن سعود الإسلامية في تخصص الشريعة، لكي يعود لبلاده داعية وإمام مسجد. ويقول لرصيف22 :"حصلت على منحة دراسية كاملة: سكن، ووجبات غذائية، ومصروف جيب شهري للكتب والمعيشة، وهي أمور تجعل من الدراسة في السعودية حلماً لأي طالب نيجيري، ولكن الأهم من ذلك هو دراسة المواد الدينية على يد كبار العلماء، فالسعودية تتميز عن غيرها بالتعليم الديني الغني". وقد يكون السبب هو رغبة القيمين على هذه الجامعات في نشر المذهب السلفي بين طلاب الشريعة المسلمين في العالم.طلاب الداخل والخارج
منيرة لطفي (22 عاماً) من مصر، طالبة العلوم التطبيقية في جامعة الملك سعود في الرياض، تدرس منذ ثلاث أعوام في الجامعة التي تُعتبر الأكبر في السعودية. تقول لرصيف22: "حصلت على القبول بعد أن تخرجت من الثانوية العامة بامتياز، كل ما قمت به هو أنني قدمت أوراقي في الجامعة التي قبلتني على الفور، فوالدي يعمل في السعودية، وكان متردداً بين أن أكمل دراستي الجامعية في السعودية، وأن أعود لمصر". وتقول إن ما دفعها للبقاء هو المستوى الكبير للجامعة وترتيبها العالمي. بعد سفر عائلتها لمصر، سكنت منيرة في السكن الجامعي الملحق بالجامعة، وهذا ما جعلها تركز أكثر في دراستها، وتضيف: "كطالبة أجنبية، كان لي الأولوية في السكن الجامعي، وهذا أمر أقنع والدي باستمراري فيها".رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...