شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
هوس السلطة والتجارة بالدين والجسد... سيناريوهات أفلام قديمة لا تزال تعبّر عن واقعنا

هوس السلطة والتجارة بالدين والجسد... سيناريوهات أفلام قديمة لا تزال تعبّر عن واقعنا

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

السبت 3 يونيو 201710:56 ص
على الرغم من كونها أفلاماً سينمائية قديمة، يعود بعضها إلى حقبة الستينيات، فهي لا تزال تعبّر عن الواقع المصري الحالي، في جمل حوارية جاءت على ألسنة شخصياتها، وأصبحت مادة خصبة لل"كوميكس والقفشات" الكوميدية والنقدية على مواقع التواصل الاجتماعي، لتكشف عن جزء مهم من حياتنا وثقافتنا وأسلوب تفكيرنا. في ما يلي، أبرز هذه الجُمل.

العشق المرضي للسلطة

"وضروري هطلعه ظابط، الظباط هما اللي بيحكموا العالم، إمبارح وانهاردة وبكرة، وفي كل زمان ومكان". لأن السلطة هي حياة ظابط المباحث هشام (أحمد زكي) في فيلم زوجة رجل مهم، الذي أخرجه محمد خان عام 1987، فلن يكون غريباً انتهاء حياته بنهاية سلطته. فهو يرى نظام الحكم العسكري طبيعياً، ويفكر منذ لحظة معرفته بحمل زوجته، بأن الجنين لا بد أن يكون ذكراً، وأن يصبح ضابطاً، لأن "الضباط هم الذين يحكمون العالم".
هو العشق المرضي نفسه للسلطة، وقد أجبر الوزير رأفت رستم (أحمد زكي) على التعايش مع كوابيسه المؤلمة، خوفاً على منصبه، في فيلم معالي الوزير (2002). وهو ما منعه من الاعتراف بضعفه الجنسي، والذهاب إلى طبيب، خوفاً من صحف المعارضة التي ستروج للخبر فتنهي مستقبله السياسي. وهو المشهد الذي انتهى بجملة معبرة من زوجته فوقية (لبلبة): "لو رحت لأي دكتور متخصص في الحكاية دي، مش بعيد تلاقي كل زعماء المعارضة عنده". إنه العجز الكامن في الحكم ومعارضيه على السواء.

بين الحكومة والشعب

بحسب مصالح الشخص تكون نظرته للوطن. فالوطن جنة يجب الدفاع عنها لمن يعيش في خيرها، بينما هي جحيم لآخرين يجري استغلالهم وقهرهم. وفي فيلم المنسي (1993)، من تأليف وحيد حامد وإخراج شريف عرفة، يحاول رجل الأعمال المتسلط والاستغلالي أسعد ياقوت (كرم مطاوع)، إقناع مديرة مكتبه غادة (يسرا)، بإقامة علاقة جنسية مع رجل أعمال عربي لإتمام صفقة لبيع شركته إليه بمبلغ كبير، يشبه شركته في الوطن، الذي "نعيش فيه وعلينا أن ندافع عنه ونحميه ونضحي من أجله".
بالنسبة إلى المجند البسيط هلال (أشرف عبد الباقي)، في فيلم الإرهاب والكباب (1992) لوحيد حامد وشريف عرفة، الوطن هو قريته، التي تركها من أجل الخدمة العسكرية، فإذا به يجد نفسه خادماً للـ"باشا"، سيادة اللواء وزوجته وأولاده، فأصبح الوطن شخصاً يسخّرك لخدمته.
أما الحكومة، كما يعبّر عنها وزير الداخلية (كمال الشناوي)، في فيلم الإرهاب والكباب، فلا يمكن وضع السيف على رقبتها، حتى لو كان الثمن احتجاز الأبرياء، فالدولة ستعتبرهم شهداء، وستصرف تعويضات "محترمة" لذويهم، إذا تم اقتحام المجمع الحكومي بالقوة لإنقاذ هيبة الدولة من أيدي الإرهابيين. فلا يوجد للحكومة ذراع، ليحاول أحد الضغط عليه، ومن يتضرر عليه اللجوء لمجلس الشعب أو ضرب رأسه بالحائط.
ويعبّر حارس المبنى عبد السميع (أحمد زكي) في حوار عارض، خلال فيلم البيه البواب (1987) ليوسف جوهر وحسن إبراهيم، عن أداء الحكومة السيىء. فهو يريد من الموظف الحكومي السابق فرحات (فؤاد المهندس)، انضباطاً في عمله معهيخالف انضباط الحكومة، التي خدم في جهازها الإداري، فانضباط المعلم عبد السميع "حاجة تانية".

أمن الدولة والاتهام بالعمالة

"أنت أكيد عميل أجنبي". هي إحدى التهم الجاهزة في قائمة الضابط هشام (أحمد زكي)، في فيلم زوجة رجل مهم. حين دار بينه وبين صحافي حوار ظهرت خلاله محاولات الضابط السابقة تلفيق التهم له بإثارة الرأي العام وقلب نظام الحكم. يؤمن هشام إيماناً راسخاً بأنه يحمي أمن الدولة، وبأن المختلفين معه هم بالتأكيد من المتطرفين الذين يجب التخلص منهم.
&t=5740s أما في فيلم الوزير جاي (1986)، تأليف عاطف بشاي وإخراج إبراهيم الشقنقيري، فالاتهام بالعمالة يصدر من موظف كبير من العاملين في المصلحة الحكومية، لأحد الممثلين المغمورين، الذين استعانت بهم المصلحة لتمثيل دور المواطنين أثناء زيارة الوزير. فالمواطن الذين يريد الاعتراف أمام الوزير بالحقيقة، هو بحسب وصفهم له، "دسيسة لفرملة المسيرة" و"عميل بيقبض من مصلحة تانية لتشويه صورتنا".
وفي فيلم الكرنك (1975)، تأليف ممدوح الليثي عن قصة نجيب محفوظ وإخراج علي بدرخان، يقوم خالد صفوان (كمال الشناوي)، المسؤول عن جهاز أمني رفيع، بتلفيق محضر اعتراف لإسماعيل الشيخ (نور الشريف) بانضمامه للشيوعيين، في حوار لا يخلو من الكوميديا السوداء.

التجارة بالدين

"وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم"، هذه إحدى الجمل الحوارية الشهيرة التي تتبادر إلى الذهن حين التطرق إلى استغلال الدين لتحقيق مصالح شخصية. وقد جاءت على لسان الشيخ مبروك (حسن البارودي) في فيلم الزوجة الثانية (1967)، للمخرج صلاح أبو سيف، خلال محاولاته إقناع الفلاح البسيط أبو العلا (شكري سرحان)، بالانفصال عن زوجته فاطمة (سعاد حسني)، لتحقيق رغبة العمدة المتسلط عتمان (صلاح منصور) منها.
التجارة بالدين أيضاً كانت محوراً لشخصية المعلم عرابي (صبري فواز)، صاحب المخبز، في فيلم كلمني شكراً (2010)، للمخرج خالد يوسف، والذي يوضح فلسفته الشخصية من إطلاق اللحية ورسم صفات التدين على مظهره، على الرغم من مخالفته للقانون وبيع حصة الدقيق المدعم في السوق السوداء، فاللحية تجارة وأكل عيش، وجسر للثقة مع من لا يعرفون حقيقتك.  

اللعب بعقول الجماهير

يعتبر فيلم البداية (1986)، للمؤلف لينين الرملي والمخرج صلاح أبو سيف، واحداً من أكثر الأفلام العربية كثافةً في عرض الأفكار المعبرة عن واقعنا الاجتماعي. وقد عبرت عنها شخصيات الفيلم المتباينة، والتي جمعتها حادثة سقوط طائرة بالقرب من واحة صحراوية مهجورة. وما بين الفنان الحالم عادل صدقي (أحمد زكي)، الذي يريد يوتوبيا تضم الجميع، ورجل الأعمال نبيه الأربوطلي (جميل راتب)، الذي يريد حكم الواحة وامتلاكها، تدور أحداث الفيلم من خلال السيطرة على الإعلام، ممثلاً في الصحافية شهيرة كامل (صفية العمري)، والاستعانة بالقبضة الأمنية للاعب الملاكمة صالح محمود (صبري عبد المنعم)، واللعب على سذاجة الفلاح البسيط سليم سالم (حمدي أحمد)، لإثارة حميته الدينية تجاه عادل صدقي، بدعوى أن الأخير ديمقراطي، وأن الديمقراطية تعني الكفر، في إشارة إلى لعب السلطة بعقول الجماهير.
&t=2330s أما حاتم زهران (نور الشريف)، الذي يمثل رجل الأعمال الآتي من رأسمالية الغرب، في فيلم زمن حاتم زهران (1987)، فيقدم نقداً لكل من اليسار والإسلاميين وتحالفاتهما، ويصفهما بجيل حاول هدم البلد لبنائها على الطراز العربي الإسلامي الوحدوي التقدمي، فلم ينته بهم الاتفاق على "هل الوحدوي أولاً أو التقدمي".

الواسطة والمحسوبية

يبدو أن الواسطة تمتد إلى جذور عميقة في المجتمع المصري. ففي فيلم الكرنك (1975)، تنعكس صورة قديمة من أحداث تتكرر سنوياً في الحياة الجامعية المصرية. فأبناء الأساتذة هم الأوائل والمعينين في الجامعات، ودراسة الطب وراثة كما المرض.
وفي فيلم القاهرة 30 (1966)، عن قصة نجيب محفوظ وإخراج صلاح أبو سيف، يحاول محجوب عبد الدايم (حمدي أحمد) الحصول على واسطة، عبر ابن بلدته سالم الإخشيدي (أحمد توفيق)، للحصول على وظيفة مناسبة. والرشوة هي طريق الواسطة، سواء كانت رشوة مالية أو جنسية.
وبصورة كوميدية، يعرض وحيد حامد في فيلمه الثعلب والعنب (1884)، للمخرج محمد عبد العزيز، كيف يمكن للواسطة أن تفتح الأبواب المغلقة أمام محسن العصافيري (يونس شلبي)، الذي يلتحق بالوظيفة تلو الأخرى بفضل توصية الوزير أبو العلا شاهين (فؤاد المهندس)، مع أنه فاشل وكسول.
&t=740s

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image