الصلاة هي تضرع وابتهال، ودعوة من البشر إلى الله، أو الربّ، أو الإله أو الآلهة أو لقوى خارقة، وهي موجودة في كل الأديان على مدار التاريخ، ولكنها تختلف في طريقتها وعدد مراتها وأسبابها وأحكامها.
ويتفق مؤرخو الأديان ورجال الدين والمؤمنون على محورية الصلاة في الدين لدرجة أن الفيلسوف الأمريكي وليام جيمس يقول إنه بدون الصلاة لا يوجد دين. كما قال المتصوف المسيحي الهندي سادو سوندار سينغ إن الصلاة بأهمية التنفس للإنسان.
ومفهوم الدعوة للصلاة موجود في العديد من الأديان ومن بينها الأذان وقرع الأجراس والبارخو.
الأذان
الأذان هو وسيلة دعوة المسلمين للصلاة خمس مرات في اليوم أو لصلاة الجمعة، ويؤديه المؤذن من فوق مئذنة المسجد أو على بابه. بدأ الأذان مع ظهور الإسلام نفسه في القرن السابع الميلادي، وكان الناس في بداية فرض الصلاة إذا جاء وقتها وحان موعدها يتجهون مباشرة إلى المساجد لأدائها، دون أن يكون هناك أي إعلام أو نداء يعلم أن موعد الصلاة قد حان. وكان هذا مدعاة للتفكير بطريقة تعلن للمسلمين أوقات الصلاة، وتدعوهم إليها. وتم حل المشكلة عندما رأى الصحابي عبدالله بن زيد مناماً سمع فيه منادياً يردد كلمات الأذان فأعجب نبي الإسلام بها وأمر بلال بن رباح أن ينادي به، لأن صوته جميل. ولاحقاً أضاف بلال جملة "الصلاة خير من النوم"، وأقر محمد بلالاً عليها، وهي تقال فقط في صلاة الفجر. وكان المؤذن يؤدي بصوت قوي مرتفع حتى ظهرت مكبرات الصوت، فانتشر استخدامها في المساجد في جميع أنحاء العالم، ولكن دورها وأهمتيها تغيرت، خاصة اليوم مع تغير علاقتنا بالوقت، وطرق تنظيم حياتنا حوله.تقول كلمات الأذان عند أبناء الطائفة السنية: "الله أكبر ، الله أكبر"، و"أشهد ألا إله إلا الله" و"أشهد أن محمداً رسول الله" مرتتين، ثمّ "حي على الصلاة"، و"حي على الفلاح"، "الله أكبر" مكررة مرتين، وتختم بـ"لا إله إلا الله".
بين عامي عام 1932 و1950، حظرت سطلة كمال أتاتورك الأذان باللغة العربية، واستبدلته بأذان باللغة التركية.
في بعض المجتمعات المسلمة، جرت عادة ترديد الأذان في أذن الطفل بعد ولادته.
الناقوس وأجراس الكنائس
البارخو
https://youtu.be/9W_A5ZtBKgo البارخو هي دعوة المؤمنين للصلاة في اليهودية، وتتم وقوفاً، ويقوم الشخص الذي يقود جماعة المصلين، "الحكيم" أو "الربي" بترديد السطر الأول، ثمّ تردد الجموع وراءه السطر الثاني، ويعود الحاخام لترديده مرة أخرى. يعتقد أن أصل البارخو يعود إلى الملك داؤود عندما قال للجمع وراءه "الآن نبارك الاسم"، في إشارة إلى الرب حيث لا يذكر اليهود المتدينين اسم الرب ويكتفون بالإشارة له. وقد بارك جميع الحضور الاسم وأطرقوا رؤوسهم. وتقول كلمات البارخو: " عظموا أدوناي (من أسماء الربّ عند اليهود)، فتعظيمنا له واجب الآن وإلى الأبد". وهناك وسيلة أخرى يستخدمها الحاخامات اليهود لتنبيه المتدينين للصلوات والمناسبات الأهم، وهي "الشوفار" أو البوق المصنوع من قرن الكبش الذي ينطلق في الأحياء اليهودية المتدينة للتنبيه ليوم السبت. كما يطلق البوق في رأس السنة العبرية لمدة يومين، وتبدأ طقوس الاحتفال برأس السنة بالنفخ في البوق قبل الصلاة.أجراس المعابد البوذية
https://youtu.be/OUpNdanOLCY تبدأ العديد من الصلوات البوذية بقرع الأجراس. ويقرع الرهبان البوذيون الأجراس كوسيلة لدعوة المؤمنين للصلاة والعبادة، ويشعلون البخور، وعندما يدخل المصلون المعبد، يقومون بدورهم بقرع الأجراس. كما يدق الرهبان البوذيون أيضاً الأجراس للدعوة للتركيز والتأمل في لحظة الحاضر، بعيداً عن ذكريات الماضي أو تأملات المستقبل. ويمثل قرع الأجراس في البوذية صوت بوذا نفسه أو صوت القانون الذي يحافظ على نظام كل شيء في هذا العالم. كما يعتبر صوت قرع الأجراس في البوذية مصدراً للتوازن بين قوى الذكورة والأنوثة في الحياة، لذلك فإنه مصدر للسعادة لدى المؤمنين لدعمه الانسجام بين عنصري الحياة.أجراس المعابد الهندوسية
قرع الأجراس أو "الغانتا" هو أول خطوة في الصلاة الهندوسية "بوغاس"، لتنبيه المؤمنين وجذبهم وتفريغ أذهانهم من كل الأفكار. كما أن قرع الأجراس في الهندوسية يستهدف أيضاً طرد الأرواح الشريرة. ويبدأ الهندوس صلاتهم البوغاس بقرع الأجراس وهم يرددون: " أتضرع إلى الإله حتى تدخل القوى النبيلة قلبي وبيتي وتخرج منهما قوى الشر". ويرمز هيكل الجرس إلى الوقت (أنانتا)، ويرمز لسانه إلى الإلهة ساراسواتي، ويعتبر حبله هو المبدأ الحيوي (برانا شاكتي). وفكرة استخدام صوت الأجراس كقيمة روحية كان منتشراً في الاحتفالات الوثنية الشتوية القديمة، وكانت إحدى أهم وظائفه طرد الأرواح الشريرة.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يوممقال مدغدغ للانسانية التي فينا. جميل.
Ahmed Adel -
منذ 4 أياممقال رائع كالعادة
بسمه الشامي -
منذ أسبوععزيزتي
لم تكن عائلة ونيس مثاليه وكانوا يرتكبون الأخطاء ولكن يقدمون لنا طريقه لحلها في كل حلقه...
نسرين الحميدي -
منذ اسبوعينلا اعتقد ان القانون وحقوق المرأة هو الحل لحماية المرأة من التعنيف بقدر الدعم النفسي للنساء للدفاع...
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعيناخيرا مقال مهم يمس هموم حقيقيه للإنسان العربي ، شكرا جزيلا للكاتبه.
mohamed amr -
منذ اسبوعينمقالة جميلة أوي