المنطقة الأكثر ثراءً بالموارد الطبيعية والطاقة والثروة والشباب، تواجه بلدان عديدة فيها اليوم شبح المجاعة وانعدام الأمن الغذائي الحاد. ذلك ما كشفت عنه منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة في تقرير النظام العالمي للمعلومات والإنذار المبكر الصادر خلال شهر مارس الماضي.
الحروب المنتشرة في المنطقة وما تخلفه من نزوح وتهجير وتوقف للإنتاج الزراعي هي المسؤول الأول عما وصل إليه الوضع من تدهور كبير على مستوى الإمدادات الغذائية.
و تحتل سبع دول عربية قائمة الدول العشر الأولى المستفيدة من المساعدات الإنسانية عالمياً. فوفقاً لـتقرير نشرته وكالة الأنباء الإنسانية (إيرين)، تلقت ثماني دول عربية سنة 2016 حوالي 9 مليارات دولار ونصف المليار كمساعدات إنسانية.
وتنقسم الدول التي تعاني من أزمات غذائية إلى ثلاثة أنواع وفقاً لتصنيف "الفاو" بحسب حدة الأزمة: الأول، نقص استثنائي في إجمالي إنتاج الأغذية والإمداد بها نتيجة إخفاق المحصول والكوارث الطبيعية وانقطاع الاستيراد، وكذلك إعاقة عملية توزيع الأغذية، فضلاً عن الخسائر المفرطة بعد الحصاد أو معوقات أخرى أمام الإمداد.
تملك ليبيا صندوقاً سيادياً بـ 66 مليار دولار لكنها تعاني أزمة غذائية حادة
يقف اليمن على حافة المجاعة ويواجه 17 مليون شخص حالة انعدام الأمن الغذائيوالثاني، بلدان تواجه انعدام إمكانية الوصول إلى الأغذية على نطاق واسع، ولا يملك جلّ السكان فيها سبيلاً إلى تأمين الغذاء من الأسواق المحلية بفعل تدني الدخل بشكل كبير أو ارتفاع أسعار الأغذية على نحوٍ استثنائي أو غياب إمكانية التنقل داخل البلد. أما القسم الثالث، فيضم بلداناً تواجه حالة انعدام شديد في الأمن الغذائي المحلي على الصعيد المحلي بفعل تدفق اللاجئين أو احتشاد النازحين داخلياً أو مناطق تشهد توليفة من إخفاق المحاصيل والفقر المدقع.
ليبيا
وصفت منظمة الفاو الوضع في ليبيا بــ"انعدام أمن غذائي شديد ومتمركز" مشيرةً إلى أن عدد الأشخاص المحتاجين إلى مساعدات غذائية يقدر بنحو 400 ألف، حيث يمثل اللاجئون وطالبو اللجوء والنازحون الداخليون الشريحة الأضعف. هنالك تقارير عن نقص الأغذية لاسيما في المناطق الجنوبية والشرقية، حيث لا تكفي إمدادات المواد الغذائية الأساسية بما فيها القمح والخبز والدقيق والمعكرونة والزيت وكذلك الحليب والأغذية المعززة المخصصة للأطفال. كما ثمة محدودية في وصول السكان المتضررين إلى الأغذية المدعومة. المفارقة أن ليبيا تملك صندوقاً سيادياً قيمته تناهز الـ 66 مليار دولار واحتياطياً من الذهب يبلغ 116.6 طن. لكن الحرب التي تشق البلاد منذ 2011، في أعاقب إسقاط نظام معمر القذافي، أدت إلى تدهور الأوضاع على كل المستويات.العراق
يشترك العراق مع ليبيا في نفس التصنيف للوضع الغذائي، إذ تعيش البلاد نزوحاً داخلياً لأكثر من ثلاثة ملايين شخص، بسبب سيطرة تنظيم داعش على العديد من المناطق. كما يواجه قرابة 2.4 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي تبعاً للتقديرات، منهم 1.5 مليون شخص يواجهون انعداماً شديداً في الأمن الغذائي. ذات المفارقة القائمة في ليبيا يعيشها العراق، البلد الغني بالنفط والذي يملك صندوقاً سيادياً يناهز المليار دولار واحتياطيا من الذهب يقدر بـ 89.8 طن. وحصل العراق على حوالي 1.8 مليار كمساعدات إنسانية خلال العام الماضي.اليمن
يصف النظام العالمي للمعلومات والإنذار المبكرللفاو الوضع في اليمن بأنه " صعوبة في الوصول للغذاء واسعة النطاق". فقد أدى الصراع العسكري في البلاد إلى ارتفاع معدلات الفقر وإلى ارتفاع في أسعار الأغذية والوقود. وبناءً على التقييم الطارئ للأغذية والتغذية، يواجه ما يزيد عن 17 مليون شخص حالة انعدام الأمن الغذائي، أي بزيادة ثلاثة ملايين مقارنة مع التحليل الدلالي للتصنيف المتكامل للأمن الغذائي خلال يونيو/حزيران 2016. كما يعتبر خطر الإعلان عن حالة المجاعة مرتفعاً. وتحصل اليمن خلال العام على حوالي 1.6 مليار دولار كمساعدات إنسانية.سورية
الوضع في سورية أقل حدة من اليمن لكنه ليس في أحسن حال. نظام الإنذار التابع للفاو يصفه بــ "عجز استثنائي في الإنتاج/الإمدادات الكلية للغذاء". فقد أدت الحرب المتواصلة منذ أكثر من ست سنوات إلى تأثر الإنتاج الزراعي بشكل ملحوظ على الرغم من المناخ الجيد والأراضي الخصبة التي تتميز بها سورية. ويواجه نحو سبعة ملايين شخص انعدام الأمن الغذائي وتعرض مليوني شخص آخرين لانعدام الأمن الغذائي. ورغم تقديم بعض المساعدات الغذائية الدولية، إلا أن اللاجئين السوريين يتسببون في الضغط على المجتمعات المضيفة في البلدان المجاورة. واحتلت سوريا المركز الأول في قائمة أكبر البلدان المستفيدة من المساعدات الإنسانية في العالم في العام 2016 بحصولها على حوالي 2.255 مليار دولار.السودان
على الرغم من أن السودان لا يعيش حرباً واسعة النطاق، إلا أن الصراعات بين السلطة والحركات المعارضة المسلحة لم تتوقف الأمر الذي خلف انعداماً للأمن المدني وأثر على النشاط الزراعي. وتقدر الفاو حاجة ثلاثة ملايين شخص في السودان إلى مساعدات إنسانية، لاسيما النازحين داخلياً والمجتمعات المضيفة في المناطق المتأثرة بالصراعات.الصومال
يغرق الصومال في الفوضى منذ العام 1990 بعد أن تفككت الدولة تماماً ودخلت البلاد في صراعات أهلية خلفت المجاعات القاتلة. وعلى الرغم من تحسن الأوضاع خلال السنوات الأخيرة إلا أن حالة الصراع وانعدام الأمن المدني لم تتوقف تماماً. كما ساهم الجفاف الذي ضرب البلاد على نطاق واسع في مزيد تدهور الوضع الغذائي. وتقدر حاجة نحو 2.9 مليون شخص إلى مساعدات طارئة، لاسيما النازحين داخلياً والمجتمعات الزراعية-الرعوية المتأثرة بالجفاف على امتداد البلد.موريتانيا
في موريتانيا لا يعاني السكان المحليون من مشاكل غذائية، لكن اللاجئين القادمين من دول الجوار يتسببون في مزيد من الضغط على الإمدادات الغذائية المحلية. ولا يزال يعيش زهاء 45 ألف لاجئ مالي في مخيم مبيرا الواقع جنوب شرق البلاد، إلى حدود ديسمبر 2016. وتؤثر الأزمة على الوضع الغذائي لحوالي 119 ألف شخص في البلاد.جيبوتي
على الرغم من الاستقرار الأمني والسياسي الذي تعيشه جيبوتي فإن البلاد تعاني أزمة غذائية سببها وفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة "تأثيرات مديدة لمواسم الأمطار غير المواتية في مصادر المعيشة الرعوية". ويواجه قرابة 197 ألف شخص حالة انعدام شديد في الأمن الغذائي، أي أقل من التقديرات السابقة، ويتركز هؤلاء بشكل رئيس في المناطق الرعوية الداخلية في إقليمي أوبوك ودخيل.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Apple User -
منذ 4 ساعاتHi
Apple User -
منذ 4 ساعاتHi
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 3 أيامرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ 4 أياممقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعمقال جيد جدا