لا تزال الحروب والاضطرابات السياسية تستعر في بعض أنحاء العالم مُخلفةً آلاف اللاجئين والجوعى. وتهب وكالات الإغاثة والمنظمات الإنسانية من أجل تأمين الحد الأدنى من الحياة للضحايا وتنفق في ذلك الكثير من المال، لكنه يبقى قليلاً في مواجهة هذه الكوارث والحروب.
في ديسمبر الماضي، أعلنت الأمم المتحدة الحاجة إلى 22.2 مليار دولار لتلبية حاجات نحو 92.8 مليون متضرر من النزاعات والكوارث الطبيعية في العام 2017.
هذا النداء لم يزل ينتظر استجابة الحكومات المانحة في العالم، والتي قدمت خلال العام 2016، وفقاً لوكالة الأنباء الإنسانية (إيرين)، 11.4 مليار دولار لتمويل النداءات المنسقة من قبل الأمم المتحدة. يعد هذا الرقم قياسياً، ولكنه لا يتعدى نصف مبلغ الـ20.1 مليار دولار المطلوبة. وقبل عشر سنوات، عندما كان النداء السنوي لا يتجاوز 5 مليارات دولار، كانت نسبة تمويله تقترب من 70%.
الجهات المانحة دولياً
وفقاً لنظام التتبع المالي التابع للأمم المتحدة فقد شكل الإنفاق الإنساني حوالي 22 مليار دولار خلال العام 2016. وبلغ إجمالي الإنفاق على المساعدات الدولية 131.6 مليار دولار، قدمتها حكومات وجهات دولية مانحة. وقد حلت الولايات المتحدة الأمريكية في المركز الأول عالمياً بمنحها 6.2 مليار دولار تليها المفوضية الأوروبية في المركز الثاني، بـ3.1 مليار، وتأتي السعودية في المركز العاشر (321 مليون دولار). لكن هذا الترتيب لا يعكس حقيقة سخاء هذه الدول المانحة. فمن خلال قياس قيمة الأموال الممنوحة مقارنة بالدخل القومي الإجمالي، نجد أن دولاً أخرى أكثر سخاء تحتل المراكز المتقدمة في منح المساعدات الإنسانية.ثلث الدول العربية تعيش على المساعدات الإنسانية!
تلقت ثماني دول عربية 9 مليارات دولار مساعدات في 2016وتحتل النرويج المركز الأول كأكبر الجهات المانحة للمساعدات الإنسانية نسبة إلى الدخل القومي، إذ يساهم النرويجيون بـ0.19% من ثروتهم الوطنية في تمويل المساعدات الإنسانية حول العالم، أي ما قيمته 899 مليون دولار. وفي المركز الثاني اللكسمبرغ بـ0.16% وثالثةً حلت الإمارات بـ0.15%، ثم السويد (0.12%)، ثم الدنمارك (0.09%)، ثم ألمانيا (0.08%)، ثم الكويت (0.07%) التي حلت في العام 2015 في المركز الأول، ثم المملكة المتحدة (0.06%)، ثم أيرلندا (0.05%)، ثم السعودية في المركز العاشر (0.04%). وتساهم الدول العربية المانحة بنحو مليار ونصف دولار في تمويل المساعدات الإنسانية حول العالم.
الدول المستفيدة
بسبب الحروب التي تشق كثيراً من الدول العربية، تحتل سبع منها قائمة الدول العشر الأولى المستفيدة من المساعدات الإنسانية عالمياً. فوفقاً لـتقرير نشرته وكالة الأنباء الإنسانية (إيرين)، تلقت ثماني دول عربية سنة 2016 حوالي 9 مليارات دولار ونصف المليار مساعدات إنسانية. احتلت سوريا المركز الأول في قائمة أكبر البلدان المستفيدة بـ2.255 مليار دولار، تلاها العراق ثانياً (1.8 مليار)، ثم اليمن (1.6 مليار)، وكانت السودان أقل المستفدين، بمساعدات لم تتخطى 558 مليون دولار.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 3 أيامرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ 4 أياممقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعمقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ اسبوعينخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين