ما زالت روابط القرابة والدم والعائلة تلعب دوراً هاماً في الشأن العام في العالم العربي؛ في السياسة والأحزاب والسلطة والاقتصاد والمال، وخاصة المال. تفرض ذلك البنية الاجتماعية الشرقية والنظام الأبوي السائد في المنطقة، حيث ما زالت القبيلة والعشيرة والطائفة حاضرة بقوة في كثير من بلدانها. وعلى الرغم من أن أغلب الأثرياء العرب هم عصاميون، غير أنهم تحولوا مع الوقت إلى إدارة أعمالهم في إطار عائلي. كما أن المجموعات الاقتصادية العائلية ما زالت تدير أصولاً هائلة تزداد عاماً فأخر. وفقاً لمجلة فوربس الشرق الوسط فإن غالبية العائلات العربية الغنية حافظت على ثرواتها كما هي أو زادت عليها مقارنة بالعام الماضي. وكشفت فوربس الشرق الأوسط عن قائمتها السنوية الثانية للعائلات الثرية المؤثرة في اقتصادات الدول العربية لعام 2017. وقد ورثت معظمها وعددها 12 عائلة، ثرواتها بعد انتقال الأعمال من الآباء إلى الأبناء الذين تولوا بدورهم إدارتها وتنميتها.
السعودية: 10 عائلات ثرية
إسماعيل أبو داوود وسليمان العليان
وفقاً لفوربس فإن المملكة العربية السعودية تضم معظم العائلات العربية الثرية، بصافي ثروة إجمالية قدرها 25.7 مليار دولار. وفي مقدمتها عائلة العليان بثروة قدرها 8 مليارات دولار، وهي ثروة موروثة ومتنامية مصدرها الشركات المساهمة العامة. وتمتلك مجموعة العليان حقوق ترخيص من (Kimberly Clark) وشركة (Coca-Cola) و (General Foods) وغيرها من الشركات الأخرى. وفي عام 2016 أضافت المجموعة شريكاً آخر وأنشأت مشروعاً مشتركاً مع شركة تصنيع المحركات الأمريكية Cummins لتوزيع منتجاتها في الإمارات والسعودية والكويت. بالإضافة إلى أنها مستثمر رئيسي في أسواق الأسهم، ولها حصص في (Crédit Suisse) و(National Grid) و(Saudi British Bank) وتملك عقارات عدة حول العالم، بما فيها (Hôtel Ritz) في مدريد الذي اشترته مؤخرًا و(550 Madison Avenue) في مانهاتن. وفي المركز الثاني سعودياً والثالث عربياً، عائلة أبو داود بثروة بلغت 4 مليار دولار مصدرها الامتيازات التجارية. تأسست في العام 1935 على يد إسماعيل علي أبو دواد على هيئة مشروع صغير للبيع بالجملة بمدينة جدة. وبعد عقدين، أصبحت (Abudawood Group) المنتج والموزع لمنتجات (Procter & Gamble) مثل مسحوق (Tide) وشفرات الحلاقة Gillette ومعجون الأسنان (Crest) وقد ساعد أبناؤه: أسامة وأنس وأيمن، على توسيع مشاريع المجموعة، وتوزيع منتجات و (PepsiCo) في باكستان واليمن والبحرين ومصر والعراق.
غالبية العائلات العربية الغنية حافظت على ثرواتها أو زادت عليها مقارنة بالعام الماضي
تضم السعودية معظم العائلات الثرية بصافي ثروة قدرها 25.7 مليار دولارواحتلت العائلات السعودية المراكز العربية من المرتبة الرابعة إلى العاشرة. وجاءت عائلة الجميل، المتخصصة في تجارة السيارات، في المركز الرابع بـ 2.2 مليار دولار. وفي المركز الخامس عائلة الدباغ بـ 2 مليار دولار وفي المركز السادس عائلة العجلان (2 مليار دولار)، والمركز السابع عائلة الراشد (2 مليار دولار)، والمركز الثامن عائلة المهيدب (1.7 مليار دولار)، والمركز التاسع عائلة العقيل (1.5 مليار دولار)، والمركز العاشر شربتلي (1.3 مليار دولار). في المقابل نجد عضوين من العائلة المالكة السعودية في قائمة أثرياء العرب لهذا العام: الأمير الوليد بن طلال آل سعود، أثرى الأثرياء العرب بثروة قدرتها مجلة فوربس 18.7 مليار دولار. وسلطان بن محمد بن سعود الكبير، شريك مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة المراعي، والتي اعتبرتها فوربس، الشركة العربية الوحيدة في قائمتها السنوية للشركات الأكثر ابتكارًا في العالم، وقد بلغت ثروته 3.8 مليار دولار.
لبنان: تحالف المال والسياسية
نجيب وطه ميقاتي وسعد الحريري
من بين سبعة مليارديرات لبنانيين دخلوا تصنيف مجلة فوربس لعام 2017، يتوزع ستة منهم على عائلتين ثريتين وتلعبان دوراً في السياسة والحكم في البلاد.
في لبنان، الكثير من قادة الأحزاب السياسية هم من كبار رجال المال والأعمال. وبلغ مجموع ثروات أثرياء لبنان الذين دخلوا تصنيف فوربس لهذا العام 12.6 مليار دولار.
تملك عائلة ميقاتي 5.2 مليار دولار تتوزع بين الأخوين طه نجيب، رئيس وزراء لبنان السابق، والسياسي والوزير في عدة حكومات. ومصدر ثروة آل ميقاتي من قطاع الاتصالات، فقد أسسا شركة Investcom خلال فترة الحرب الأهلية في لبنان. وجمعوا ثروة من بناء أبراج الهواتف النقالة في البلدان الأفريقية. ثم باعوا شركتهم إلى شركة MTN بجنوب أفريقيا عام 2006 مقابل 5.5 مليار دولار.
في المقابل ضمت قائمة فوربس ثلاثة أثرياء من عائلة الحريري بصافي ثروة إجمالية قدرها 5.7 مليار دولار، موزعة بين أبناء رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. فقد احتل بهاء الحريري المركز 18 عربياً بـ2.2 مليار دولار وجاء فهد الحريري في المركز 32 في قائمة الأثرياء العرب بـ1.3 مليار دولار مصدرها قطاع الإنشاءات. وحاز شقيقه أيمن المركز 33 بـ1.2 مليار دولار.
واحتل الرئيس سعد الحريري المركز 41 بثروة قدرها مليار دولار مصدرها الرئيسي مجموعة Saudi Oger إحدى أكبر شركات الإنشاءات في المملكة العربية السعودية. ويشغل سعد الحريري حالياً منصب رئيس الحكومة اللبنانية كما أنه زعيم تيار المستقبل، أحد أكبر الأحزاب السياسية في البلاد.
مصر: آل ساويرس نفوذ متزايد
نجيب، أنسي وناصف ساويرس
العائلة المصرية العريقة ما زالت تتربع على عرش الثراء، على الرغم من الأوضاع التي تمر بها مصر والمنطقة. ناصف ساويرس احتل المركز الخامس في قائمة الأثرياء العرب بثروة قدرها 5.6 مليار دولار مصدرها قطاعي الانشاءات والكيماويات. وكان ناصف قد اشترى أسهماً في شركات أوروبية متعثرة، كما استثمر الصندوق الذي يدير 930 مليون دولار في (Applus+) مؤخرًا، وهي شركة إسبانية توفر خدمات اختبارية لمتطلبات الجودة والسلامة.
في حين احتل شقيقه المثير للجدل نجيب ساويرس المركز الثامن في القائمة العربية بثروة بلغت 3.9 مليار دولار مصدرها أساساً قطاع الاتصالات، لكنه خسر أكثر من 13 مليون دولار قياساً للعام الماضي. ويشارك ساويرس إلى جانب نشاطه الاقتصادي في الشأن العام بآراء ومواقف مثيرة للجدل في الشأنين الديني والسياسي. وقد ساهم في 2011 في تأسيس حزب المصريين الأحرار، ذي المرجعية الليبرالية، إلى جانب عدد من المثقفين كالشاعر أحمد فؤاد نجم والمخرج خالد يوسف والكاتب الراحل جمال الغيطاني. كما يملك نفوذاً كبيراً في الساحة المصرية إعلامياً وسياسياً.
أما عميد العائلة أنسي ساويرس فقد احتل المركز 37 في القائمة العربية بثروة قدرت بــ 1.2 مليار دولار. هو الأب لعائلة ساويرس، ومؤسس شركة أوراسكوم للإنشاء والصناعة في عام 1950، والتي تعتبر اليوم من أكبر شركات المقاولات في الشرق الأوسط.
أثرياء المغرب العربي
عثمان بنجلون ويسعد ربراب
أربعة رجال أعمال مغاربة فقط دخلوا قائمة فوربس للأثرياء العرب لعام 2017. أولهم الجزائري يسعد ربراب وعائلته بثروة بلغت 3.1 مليار دولار، صاحب ومؤسس مجموعة شركات Cevital، عملاق الصناعات الغذائية في الجزائر، ولديه استثمارات في مختلف القطاعات: صناعة الصلب، الأغذية، الزراعة، والإلكترونيات داخل البلاد وخارجها خاصة في إفريقيا. وقد طرح ربراب مؤخراً مشروعاً لإنشاء خط سكة حديدية يربط شمالها بجنوبها وشرقها بغربها، تقدر تكلفته بحوالي 15 مليار يورو. كما يمتلك مشاريع إعلامية بينها صحيفة Liberté اليومية التي تصدر باللغة الفرنسية. وقد سعى إلى شراء صحيفة "الخبر" اليومية، مقابل 35 مليون دولار في العام الماضي. غير أن الحكومة الجزائرية عارضت تلك الصفقة، ورأت أن عملية الاستحواذ قد تفتح باباً لسلسلة من الاحتكارات الإعلامية. وثانياً جاء المصرفي ورجال الأعمال المغربي عثمان بنجلون بثروة بلغت 1.9 مليار دولار واحتل بذلك المركز 21 عربياً. وثالثاً السياسي ورجل الاعمال المغربي، عزيز أخنوش وعائلته، بثروة قدرت بـ 1.5 مليار دولار. ويملك أخنوش مجموعة "أكوا" للطاقة، ويشغل منصب وزير الفلاحة كما أنه الأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار. وفي المركز الرابع مغاربياً جاء رجل الأعمال المغربي أنس الصفراوي بثروة بلغت 1.1 مليار دولار مصدرها مجموعة الضحى الناشطة في المجال العقاري والإنشاءات.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...