شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
عادات من المجتمع التركي لا بدّ أن تعرفوها قبل زيارة البلد

عادات من المجتمع التركي لا بدّ أن تعرفوها قبل زيارة البلد

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأربعاء 6 ديسمبر 201703:52 م

سكب الماء خلف المسافر، غياب أجهزة التكييف في معظم المنازل التركية، شرب القهوة المالحة، انتشار الخرزة الزرقاء وربط الشريطة الحمراء... عادات وتقاليد قد تبدو غريبة على العرب والأجانب، الذين يقطنون في تركيا، أو يزورونها بغرض السياحة. فالأتراك كغيرهم من الشعوب، لديهم عادات مرتبطة بتاريخهم وثقافتهم تحكم سلوكهم الاجتماعي.

 وعلى الرغم من اشتراكهم مع العرب في الكثير من العادات بحكم القرب الجغرافي والطابع الديني المشترك، إلا أن لهم عادات تميزهم عن سواهم من الشعوب، وتعود في غالبها إلى العهد العثماني. وللتعرف إلى هذه العادات والمعتقدات، وتجنب الإحراج في التعامل مع الأتراك، تعالوا معنا في جولة على أبرز العادات المنتشرة في هذا المجتمع، والتي لا تزال تمارس منذ القدم إلى يومنا هذا.

عادات الضيافة

كوب الشاي

أينما حللت في تركيا وفي أي وقت كان، سيقدم لك الأتراك كوباً من الشاي الساخن، كشكل من أشكال الضيافة والترحيب بك والتعرف إليك. في المقابل، يتوجب عليك أن لا ترفض شرب كوب الشاي. فالشاي هو المشروب الشعبي الأكثر انتشاراً في تركيا، وجميع الأتراك يحتسونه صغاراً وكباراً في كل الأوقات، وبالنسبة إلى كثير منهم، لا يقل أهمية عن الماء. وهذا ما أكدته دراسة دولية احتلت فيها تركيا المرتبة الأولى عالمياً في استهلاك الشاي، بمعدل استهلاك، يصل لأكثر من 3 كيلوغرامات للفرد الواحد، أي ما يعادل 1000 كوب شاي سنوياً. ويقوم الأتراك بزراعة الشاي على سواحل البحر الأسود، وفي منطقة ريزا، التي تتصف بالمناخ المناسب.

أما طريقة تحضير الشاي التركي فتختلف عن طريقة تحضير الشاي في العالم العربي، فيتم استخدام إبريقين أحدهما كبير في الأسفل، يوضع فيه الماء ليغلي، وفوقه يُوضع إبريق صغير يحتوي على القليل من الماء المغلي، مع عدة ملاعق من أوراق الشاي، التي تُترك لتختمر على نار هادئة. وبعد اختمار العشبة، تُصب المياه المغلية في كوب زجاجي صغير من الإبريق السفلي ثم يصب فوقها الشاي المختمر من الإبريق الصغير، وتضاف مكعبات السكر وتُقدم.

 وبعد انتهاء الضيف من شرب كوب الشاي، سيعيد التركي ملء الكوب تلقائياً، حتى من دون أن يطلب منه ذلك. وفي حال اكتفائه وعدم رغبته في شرب المزيد، عليه أن يترك الملعقة الصغيرة التي تقدم بجوار كأس الشاي على فوهة الكوب، كعلامة تدل على أنه لم يعد يريد المزيد من الشاي.

كأس الماء مع القهوة

تنتشر عادة تقديم الماء مع القهوة في المجتمع العربي كما في المجتمع التركي، ولكنها عادة تركية الأصل تعود إلى عهد العثمانيين. فكان الماء يقدم مع القهوة عند استقبال الضيوف، وإذا كان الضيف جائعاً يمد يده إلى الماء ويشربه فيفهم المضيف أنه جائع، ويسارع لتقديم الطعام له دون إحراجه. أما إذا لم يكن جائعاً فيشرب القهوة. تأتي القهوة في الدرجة الثانية بعد الشاي عند الأتراك، وغالباً ما تقدم للضيوف ثقيلة بدون سكر.

القهوة المالحة

هل سمعتم من قبل عن القهوة المالحة التي تقدم للعريس التركي عند ذهابه لطلب يد العروس من أهلها؟

 هي عادة قديمة من عادات الزواج في المجتمع التركي لا تزال يطبقها الكثير من الفتيات كاختبار لمدى حب الشاب للفتاة ورغبته في الزواج بها. عند قدوم أهل العريس لطلب يد الفتاة، تقوم العروس بتحضير القهوة عادية لجميع الضيوف، ما عدا قهوة العريس، تضع في فنجانه الملح بدلاً من السكر كاختبار له. وتختلف نسبة الملح التي تضعها الفتاة في الفنجان، وفقاً لدرجة حبها للشاب وقبولها الزواج منه فإذا كانت كمية الملح قليلة، دلت على موافقة الفتاة على الزواج، وإن كانت كثيرة فذلك يعني عدم موافقتها. وإذا شرب الشاب الفنجان كاملاً من دون أن يبدي أي انزعاج، فذلك يؤكد حبه للفتاة ورغبته في الزواج بها. وفي حال أبدى العريس انزعاجاً من القهوة ولم يكمل شربها فذلك يعني فشله في الاختبار، وقد يكون ذلك سبباً من أسباب رفض الفتاة له وامتناعها عن الزواج منه.

خلع الحذاء عند باب المنزل

via GIPHY

يتصف الشعب التركي بحبه الشديد للنظافة، ومن العادات المرتبطة بذلك، عادة خلع الحذاء عند باب المنزل. فعند زيارة أحد الأتراك في منزله، من المحبب أن يقوم الضيف بخلع حذائه عند قبل دخوله، ليرتدي نوعاً من النعال المنزلية النظيفة، التي يقدمها له المضيف في الغالب. وكذلك فإنه من اللباقة لدى الأتراك، ألا يقوم الضيف بزيارة المنزل ويده فارغة، عليه أن يحضر هدية صغيرة كباقة من الأزهار أو علبة من الشوكولا، في حال كانت زيارته الأولى لمنزل المضيف.

الشعب التركي يعتبر شعباً لطيفاً ومضيافاً، يحب الضيوف والأجانب ويحترمهم حتى في طريقة الخطاب، فيكلم الغرباء والكبار بالعمر بطريقة رسمية لإظهار الاحترام، من خلال استخدام صيغة الجمع في الكلام، بدلاً من صيغة المفرد.

غالباً ما يقوم الأتراك بإضافة ألقاب مثل أفندم أو بيه أو آغا بي، للرجل الغريب أو الكبير، وأبله أي الأخت الكبيرة أو هانم للمرأة. وبالمقابل، فإنهم يحبون أن يقوم الضيف أو الشخص الغريب بمخاطبتهم بأسلوب لائق، فلا يُحبذ أن يقوم الغريب بمخاطبة كبار السن بصيغة المفرد بل بصيغة الجمع كدلالة على إظهار الاحترام لهم.

وعند استضافة أحد الأتراك لزائر في منزله، عليه ألا يخرج من منزل المضيف قبل منتصف الليل، فذلك بالنسبة إليهم يعني أن المضيف لم يقم بواجب الضيافة بالشكل الصحيح. وإن قدم أحد الأتراك دعوة للضيف لتناول الطعام في الخارج مثلاً، فيجب على الضيف ألا يدفع الحساب، فالمضيف هو من يتكفل بالدفع، وإن كان ذلك سبب لإحراج الضيف، فعليه أن يدعو المضيف للخروج في وقت لاحق.

السجاد الصيفي وغياب التكييف

قد يبدو منظر السجاد في المنزل في فصل الصيف غريباً للكثير من العرب، الذين يقومون بزيارة الأتراك في منازلهم، كما غياب وسائل التكييف في معظم المنازل، حتى في أشد أيام الصيف حرارة. والسبب في ذلك يعود لتجنب البرودة في نظر الأتراك، فالكثير من الأتراك يخشون من البرودة ويرونها سبباً للعديد من الأمراض، ما يدفعهم لتغيير السجاد في فصل الصيف، إلى سجاد آخر أقل سماكة، واستبدال وسائل التكييف بالمراوح العادية، وتجنب السير في المنزل إلا بارتداء نعال منزلية خاصة.

رش الملح وسكب المياه خلف المسافر

via GIPHY

صب المياه وكسر الوعاء خلف المسافر عادة غريبة على مجتمعاتنا العربية، لكنها شائعة في تركيا، لاعتقاد الأتراك بأن سكب الماء يجلب الحظ الجيد. فيقوم أهل المسافر برش الملح وسكب المياه خلفه بعد رحيله، لتكون رحلته سهلة وموفقة كالماء، وغالباً ما يقولون: "  su gibi git gel" أي "اذهب وارجع مثل هذا الماء".

الخرزة الزرقاء لدفع الحسد والرقم 13 نذير شؤم

في تركيا، قد لا يخلو منزل أو مطعم أو مكتب من الخرزة الزرقاء، التي تختلف بأشكالها وأحجامها، لكنها تنتشر في كل مكان. فالاعتقاد القديم السائد أن الخرزة الزرقاء قادرة على الحماية من العين والحسد، وساهم في انتشارها في المجتمعات القديمة، ومع أن هذا الاعتقاد قد اندثر لدى الكثيرين، إلا أن وضع الخرزة الزرقاء للمواليد الجدد، وفي المنازل والمكاتب، بات تقليداً اعتاده الشعب التركي.

ومن تلك المعتقدات القديمة، خوف الأتراك من وضع حقائبهم على الأرض، واعتبار ذلك نذير شؤم يؤدي للفقر وخسارة المال. ويتشاءمون من عواء الكلاب ومن الرقم 13 وتنتشر لديهم كما في البلاد العربية عادة الدق على الخشب لدفع الحسد والسوء والأرواح الشريرة. لكن الأتراك يعقبون ذلك بقرص الأذن مرة واحدة. وعند تعرض أحدهم لموقف مفزع تراه يسارع بوضع إبهامه في فمه، ليلمس فكه العلوي قائلاً بسم الله، لإزالة آثار الخوف السلبية عن جسده.

 عادات الزواج

ربط خواتم الخطبة بشريطة حمراء

من عادات الخطبة لدى الأسر التركية، ربط خواتم العروسين بشريطة حمراء للدلالة على ارتباطهما ارتباطاً أبدياً. وفي حفل الخطبة، يقوم والد الفتاة أو والدتها بفك هذا الارتباط من خلال قص الشريطة الحمراء، ما يعني موافقة أهل الفتاة على خطبة ابنتهم وخروجها من حياتها الأسرية إلى حياتها الزوجية.

ليلة الحناء

تسبق ليلة الحناء حفل الزفاف، وتتميز بطقوس وتقاليد خاصة، فيقوم أقارب العروس بالفرح والاحتفال وفي نهاية الحفل، يقمن بغناء الأغاني الحزينة، وتذكير العروس بذكريات وأشياء قديمة ليدفعنها للبكاء، كدلالة على حزنها على فراق أهلها.  ثم يُحضر الحناء بصينية خاصة ويدار به حول العروس، وعندما يحين وقت وضع الحناء في يد العروس تأتي أمها لتضع قطعة ذهب في يدها، عندها تفتح العروس يدها ليوضع لها الحناء، وغالباً ما ترتدي العروس في ليلة الحناء ثوباً أحمر مزخرفاً ووشاحاً أحمر يغطي وجهها، ليقوم العريس بكشفه في ما بعد.

الشريطة الحمراء في الزفاف


ومن عادات الزفاف المنتشرة في كثير من المناطق الريفية التركية، وعند العديد من العوائل المحافظة، وضع شريط أحمر على خصر العروس بعد ارتدائها الثوب الأبيض، فيقوم والد الفتاة أو أخوها الأكبر بلفه حول خصرها كدليل على أن العروس هي فتاة عذراء. كما يتميز الأتراك بنوع خاص من الموسيقى والرقص الشعبي، يختلف من منطقة إلى أخرى، تقوم عليه غالبية حفلات الزفاف.

عادات الحداد

ومن عادات الحداد المنتشرة لدى الأتراك، أن يقوم الأهل بقراءة آيات من القرآن على الميت والحديث عن صفاته الحسنة وعن إنجازاته في حياته وتأثيره على من حوله. وأن لا يقوم أفراد العائلة بارتداء الملابس الملونة ولا المشاركة في أي حفلات أو مناسبات، حتى يزول حزنهم، مثلما يحصل في عدد من الثقافات العربية. كما يقومون بتحضير المأكولات التي كان يحبها المتوفّى والحلويات وتوزيعها على روحه في اليوم الثالث، والسابع، والأربعين، والثاني والخمسين، وفي الذكرى السنوية لوفاته. ويعود ذلك لاعتقاد قديم لديهم بأن هذه المأكولات والولائم ستصل للمتوفّى كما تصل للأحياء وسيفرح بها.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image