أقام المسيحيون الفلسطينيون في قطاع غزة، قداساً خاصاً بمناسبة "أحد الشعانين"، وتجمعت العديد من العائلات المسيحية في كنيسة القديس برفيريوس، في مدينة غزة، لأداء القدّاس.
أحد الشعانين في غزة هو أحد الفرح للمسيحيين الشرقيين الذين يحتفلون بدخول سيدنا المسيح على جحش ابن أتان إلى القدس، وهو مناسبة فرح، ممزوجة هذا العام بالحزن، بعد أن منعت إسرائيل حصول المسيحيين على التصاريح لأداء الشعائر الدينية في كنيسة القيامة، فجزء من الأُسَر حصل على تصريح والجزء الأخر لم يتمكن من تأمينه، فقرر الجميع الاحتفال في غزة على أمل الاحتفال السنة القادمة في القدس.
ويسمى هذا اليوم أيضا بـ"أحد السعف" أو "الزيتونة"؛ لأن أهالي القدس استقبلوا السيد المسيح بالسعف والزيتون المزين، لذلك يعاد استخدام السعف والزينة في أغلب الكنائس للاحتفال بهذا اليوم ، ويرمز النخيل إلى النصر.
لم يحصل الغزي أمير متاس على تصريح هذا العام للصلاة في القدس في أحد الشعانين، مع أنه تقدم بإصدار تصريح بحكم سنه الذي يسمح له بذلك، إلا أن طلبه قوبل بالرفض، دون ارفاق أي مبررات لذلك.
في أحد الشعانين تمنى متاس أن يفتح المعابر وتتحسن الأوضاع في قطاع غزة التي تعيش ظروفا صعبة بمسيحيها ومسلميها.
تصاريح المسيحية عبارة عن "كوتة"
أشار جبر الجلدة، مدير دائرة العلاقات الدينية في كنيسة القديس برفيريوس، إلى أن الكنيسة تقدمت باستصدار ما يقارب 1100 تصريح، مبيناً أن 670 تصريحاً فقط حصلت على الموافقات الأمنية، وقال: "هناك 100 تصريح لهم موافقات و لكن لم نستلم التصريح، فقمنا بمراجعة مؤسسات حقوق الإنسان، التي استفسرت من الجانب الإسرائيلي، وكان الجواب أن التصاريح عبارة عن "كوتة" معينة لسكان قطاع غزة من المسيحيين". وتابع "إننا نحتفل اليوم ونقيم قداسًا بمناسبة أحد الشعانين بمناسبة ذكرى دخول يسوع إلى مدينة القدس"، وأشار الجلدة أن كثيراً من المسيحيين كان يفترض أن يكونوا في القدس اليوم ولكن الإجراءات الإسرائيلية حالت دون ذلك.في ذكرى دخول السيد المسيح إلى القدس، مُنع مسيحيو غزة من دخولها للاحتفال في كنيسة القيامة.
في أحد الشعانين، يتمنى مسيحيو غزة أن تتحسن الأوضاع في القطاع الذي يعيش ظروفا صعبة بمسيحيه ومسلميه.ويتبع نحو 70% من مسيحيي قطاع غزة لطائفة الروم الأرثوذكس، بينما يتبع البقية طائفة اللاتين الكاثوليك. وأضاف الجلدة "ندعو الرب أن يعمّ السلام والاستقرار في العالم أجمع".
الحصار مشدد على المسلمين والمسحيين
أكّد إبراهيم جهشان، مرتل أول في الكنيسة الأرثوذكسية، أن الحصار الإسرائيلي والتشديد سار على المسلمين والمسيحيين على حد سواء، وتسائل: "إلى متى سنبقى نقول حصار وإغلاق؟ فمن حق أطفالنا أن يفرحوا ويضحكوا ويحملوا شعانينهم في القدس". ودعا جهشان إسرائيل في أحد الشعانين الذي يمثل أحد الفرح، أن تتعلم التواضع من السيد المسيح وتفتح المعابر حتى يشارك المسيحيين من كافة الطوائف بكافة الأعياد في بيت لحم والقدس، مؤكدا أنهم في أحد الشعانين ينتظرون المحبة والفرج من الله إلى كافة سكان قطاع غزة. ولكن جهشان أضاف: "صحيح أن قلبي مجروح لأني لم أعيّد في القدس ولكني أشكر ربنا أني بين أهلي في الكنيسة في غزة الحبيبة نحتفل معاً، فأنا ابن غزة ولن أتركها".القدس موعدهم
في القدس تمنوا أن يكونوا اليوم، فاحتفلوا بأجسادهم في غزة بينما رحلت قلوبهم إلى هناك، هكذا أكد فاروق جورج فرحا، الذي قال أن كل فلسطيني مسيحي أو مسلم يتمنى أن تفتح المعابر في كل الأوقات في الأعياد، مشدداً أن كل مسيحي غزة ومسيحي العالم يتمنون حضور الشعانين في القدس. أما نصر الجلدة فقد شاطره ذلك، وتمنى لو يحصل على تصريح دائم يمكنه من الخروج والعودة بسهولة للمشاركة في الأعياد وممارسة الطقوس والشعائر الدينية في الأماكن المقدسة، وقال: "كنا نتمنى دخول القدس كما دخلها السيد المسيح، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي منعني من الدخول للسنة الرابعة على التوالي، لأنه يتحكم في إصدار التصاريح". وألقى المطران اليكسيوس رئيس أسقفية صبريا وراعي برفيريوس للروم الأرثوذوكس كلمة بالمناسبة قال فيها: "نحن كمسيحيين مدعوون إلى أن نستقبل المسيح بتسابيح شكر نابعة من القلب، وأن نشكره على الدوام بشفاهنا حتى نعيش آلامه الخلاصية ونستوعب أهميتها". وأضاف: "لهذا فواجب علينا المشاركة في صلوات الكنيسة وأن نعيش بعمق هذه الأيام المؤلمة لأنها إن دلّت تدل على المعنى العميق لعبادتنا، فيجب أن تصير الكنيسة في هذا الأسبوع العظيم مركز حياة للكل وألا تفارقنا أناجيلها". فرحة العيد لدى المسيحيين كما هي عند المسلمين، بهجة وسرور وتحضيرات تسبق الأعياد وثياب جديدة وزينة وورود، وصلاة جماعية، تلتم فيها العائلة والأصحاب، تنتهي بأمنيات أن يحل السلام وتعم المحبة بين الناس كما تدعوهم تعاليم الكتاب المقدس. سعف النخيل وغصون الزيتون زينة الكنيسة، عبرت عن طقوس أحد الشعانين بعد أن انتهى المحتفلون من الصلاة، وجابو أرجاء الكنيسة بفرح وحزن، يسبحون باسم الرب، بصلوات ودعاء للخير والسلام.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...