على الرغم من مرور حوالي أسبوعين على مقتل كيم جونغ نام، الأخ غير الشقيق لزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، عبر هجوم بغاز أعصاب في مطار كوالالمبور في ماليزيا، إلا أنّ عملية الاغتيال هذه التي نفذتها سيدتان، لا تزال تتصدّر عناوين الصحف والمواقع الإخبارية حول العالم.
وعاد الحديث بقوة عن عملية اغتيال نام، بعد أن قالت الشرطة الماليزية أمس الجمعة، إنها وجدت آثار لغاز الأعصاب VX، والذي تصنفه الأمم المتحدة كسلاح من أسلحة الدمار الشامل.
ما لا يعرفه الكثير من العرب هو أن ثمة علاقة تربط بين هذا الغاز الفتاك ودولتين عربيتين، امتلكتاه واستخدمتاه في هجمات، بعضها ضد شعبهم. فعن أي بلدين نتحدث؟
ما هو غاز الأعصاب VX القاتل؟
هو السائل الأكثر فتكاً في العالم، لونه أصفر يميل إلى الذهبي، ليس له رائحة أو طعم، يمكن تذويبه في الماء على الرغم من أنه كثيف كزيت السيارات. يمكن لـ10 مليغرامات من هذا السائل قتل الشخص بمجرد احتكاكه ببشرته، إلا أنه يحث ضراراً أكبر عند تنفسه، فيتسبّب في الحالتين بتنبيه مفرط للعضلات والغدد والأنسجة الأخرى في الجسم، وقد يتسبب في توقف التنفس. ويصاب الشخص الذي يتعرض إلى جرعة قاتلة من هذا الغاز، بنوبات عدة في البداية ثم يفقد وعيه ويصاب بالشلل، ليموت بالنهاية بسبب فشل في التنفس. وتؤدي الجرعة البسيطة جداً من هذا الغاز إلى عدة أعراض مؤذية كالصداع والدوار وصعوبة في الرؤية وسرعة في التنفس وتعرق شديد، والتقيؤ وتغير دراماتيكي في ضغط الدم ودقات القلب.متى استُخدم لأول مرة؟
على الرغم من تصنيع هذا الغاز لأول مرة من قبل الكيميائي رناجي غوش لمصلحة شركة كيميائية بريطانية، في منتصف خمسينات القرن الماضي، إلا أن أول من استخدمه في حرب معلنة هو صدام حسين خلال حربه ضد إيران في ثمانينات القرن الماضي.على الرغم من تصنيع الغاز في منتصف خمسينات القرن الماضي، إلا أنه استخدم أول مرة من قبل العراق ضد إيرانوتشير التقارير الاستخباراتية إلى أن العراق أنتج أكثر من 50 طناً من هذه المادة القاتلة وأعاد استخدامها في الهجوم على الأكراد في قرية حلبجةعام 1988.
ما هي الدول التي تمتلكه؟
الولايات المتحدة وروسيا هما الدولتان الوحيدتان اللتان تعترفان بامتلاكهما لغاز VX ، إلا أن التقارير الإستخباراتية تؤكد امتلاك دول أخرى له. وأشار تقرير فرنسي نُشر في سبتمبر من العام 2013، إلى أن أسلحة سوريا الكيميائية تتضمن عشرات الأطنان من هذا الغاز الفتّاك، فيما تمتلك كوريا الشمالية من 2500 إلى 5000 طن منه. وقد أظهر تقرير للأمم المتحدة أن سوريا استخدمت الغاز ذاته عام 2013 في هجوم على مناطق في ريف دمشق، بما فيها منطقة المعضمية. وهو أول استخدام له في حرب منذ هجوم صدام على الأكراد. ويعتبر تصنيع هذا الغاز ممنوعاً في جميع الدول التي وقّعت على معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية في التسعينات. وهناك 4 دول لم توقع على هذه المعاهدة وهي مصر وجنوب السودان وإسرائيل وكوريا الشمالية. ومع الكشف عن هذه المعلومات الخطيرة عن هذا الغاز الفتاك وامتلاك دول كثيرة حول العالم له، يصبح احتمال استخدامه في حالات جديدة مستقبلاً أمراً وارداً. فهل يمكن للدول استخدام غاز الأعصاب بهذه الطريقة البسيطة والسريعة، للتخلص من أشخاص غير مرغوب بهم؟ وهل من الممكن أن تستخدم أي دولة عربية هذا الغاز مستقبلاً؟رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...