#إخوان_راقين، والتي لاقت رواجاً كبيراً لدى مئات اليمنيين.
يُسمى الصراع في اليمن بالـ "حرب المنسية". وقد مضى عامان على اندلاعه في 26 مارس 2015، لم تقم الصحافة خلالها بتغطية يوميات السكان كما غطت الحرب في سوريا أو العراق.
وتحولت قدرة الناس على الابتكار والتفاؤل ومواصلة العيش إلى تحدٍ كبير، إذ لم يعد على خارطتها مكان لتحقيق الأحلام. وشعر الكثير منهم بتهميش العالم لهم.
لكن ذلك لم يمنع الأخوين من ممارسة هوايتهما وحمل آلة التصوير، بغية بث الإيجابية عبر صور وتغريدات تدوّن يوميات الحياة البسيطة في بلد الحرب الُمهملة.
"نحن في حالة حرب وتدمير. يجب أن نعيش ونشعر بالأشياء المحطمة من حولنا، علينا أن نختبر حياة اليمنيين البسطاء، ورسالتنا هي أنه مهما كان اليمني مُتعباً فستبقى الابتسامة مرسومة على وجهه ولن يتأثر بتغيرات الزمن ووجع المكان"، يقول رامي، الأخ الأكبر لرصيف22.
لم يبقَ من الشاحنة بعد تحطمها سوى بابها الأبيض المتسخ.
أخذه الشقيقان رامي (23 عاماً) وعبدالرحمن (22 عاماً) الشميري وثبتاه في وسط الشارع ثم جلسا خلفه وأخرج كل منهما ذراعه من الشباك في لقطة لا تخلو من الطرافة. هذه اللقطة جزء من مجموعة الصور التي ينشرانها عبر حسابهما على فيسبوك تحت هاشتاغ عامان على الحرب المنسية
ينهش الصراع بين قوات التحالف والجماعة الحوثية جسد اليمن كالسرطان، وتزداد الأوضاع الانسانية سوءاً كل يوم. يفقد الناس وظائفهم، ترتفع أسعار المشتقات النفطية، تنقطع مرتبات الموظفين، تطل الكهرباء على المنازل كالزائر السريع، تلقي التحية وترحل قبل أن يكتفي أهل الدار منها، فيما تنقطع عن زيارة مناطق كاملة. وبحسب تقرير منظمة الصحة العالمية في نهاية العام الماضي، فإن حوالي نصف محافظات اليمن بعاني من انتشار مرض الكوليرا، فيما تُهدد المجاعة 12 مليون يمني، خاصة سكان محافظة تعز.في الدمار والحطام وجد الشابان رامي وعبدالرحمن مادة لصنع الابتسامة.. في حرب اليمن المنسيةليست هذه الظروف بالنسبة للصديقين سوى خلفية لعملٍ فني. فهما يختاران الأماكن المدمرة حيناً، أو المدينة المتعبة حيناً، ليخلقا فيها مشهداً يصور تفاصيل الحياة البسيطة التي تستمر على الرغم من الصعاب.
البداية
بدأ الشابان المشوار في يوليو 2015 حينما رآيا سيارة محطمة ومكشوفة عند وقوفهما في طابور انتظارٍ بمحطة وقود. فقرر الأخ الأصغر التقاط صورة لها. "قال لي عبدالرحمن: حينما نكون على سيارة محطمة سوف تقول الناس إننا مضحكون" يقول رامي متذكراً ذلك اليوم. "التقطنا الصورة ورفعناها في منشور على فيسبوك، ومن هنا بدأت القصة". لاقت الصورة إعجاب الكثير ممن شاهدوها. فشجعتهما ردة فعل الناس على التقاط الصور بطريقتهما وأسلوبهما. "كان البعض يقول لنا: فلتأتوا لالتقاط صورة على سيارتنا المحطمة، كان تجاوبهم مع تلك الصورة أكثر من أي منشورات مضت ﻷنهم رأوا شيئاً مختلفاً"، يقول رامي. ويضيف: "اخترنا أن نسمي مشروعنا إخوان راقين لأننا نريد أن نكون راقيين في تفكيرنا وأسلوبنا في الحياة". وقد تحول هذا الاسم إلى واجهة لهما وإلى وهاشتاغ يستخدمانه ليغردا أفكاراً تدعو للتفاؤل والإيجابية والابتسام.التصالح مع الدمار والحطام
نشأت علاقة عشق بينهما وبين السيارات المحطمة والأشياء المدمرة، فسافرا حول اليمن بحثاً عنها. وقد اعتادا التقاط الصور ليتأكدا من صدق اللحظة وحقيقة الدمار. "نحاول أن نجعل من اﻷماكن المدمرة صورة فنية تعكس روح الحياة فيها" يقول الشقيفان. وقد انتقلت عدوى المبادرة إلى متابعيهم الذين صاروا يرون أيضاً الجمال وسط الحطام ويجدون السعادة في أبسط الأشياء، فيلتقطون الصور ويرسلونها للإخوة "الراقين".مبادرات لمقاومة التشوه
لا تخلو أرض اليمن من مبادارات شابة فردية تَظهر في أيام الحرب نتاج إصرار الناس على الاستمرار في الحياة ومقاومة التشوه الذي يخلفه العنف. فقد أطلقت الإعلامية والناشطة اليمنية سماح الشغدري مبادرة "سينما صوت"، التي تنتقد الحرب وآثارها عبر إنشاء سينما تعرض أفلاماً عن العنف. كما جمعت الفنانة رقية الواسعي الزجاج المحطم بعد الغارات الجوية، ورسمت عليه. وعبّرت الشابة نسمة الكميم عن معاناة اليمنيين بأسلوب مؤثر عبر صور فوتوغرافية نشرتها على مواقع التواصل الاجتماعي. تنبع هذه المبادرات من رغبة في العيش والابتسام، وهو ما يدعو إليه الإخوان راقين. يختم الشامري: "نحب أن نوصل فكرة أنك تستطيع عيش حياتك مثلما تحب... لا لأجل إرضاء الآخرين، ابتسم لكل شيء من حولك. حتى في مشاكلك تفاءل بالخير وستفرج بإذن الله. فالسعادة ليست لها حدود ولا قواعد وقوانين".رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...