شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!
مذكرات سامر، فتىً آخر من حركة حماس | الجزء الثاني

مذكرات سامر، فتىً آخر من حركة حماس | الجزء الثاني

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

رأي

الأحد 19 فبراير 201711:16 ص
مذكرا سامر، فتىً آخر من حركة حماس | الجزء الأول. اتصال من رقم مجهول تلقاه «سامر» صباح أحد أيام أكتوبر 2005. طلب منه المتصل أن يتوجه إلى «الجامعة الإسلامية» (جامعة تابعة لحركة حماس)، وأعطاه وصفاً لأحد المباني داخل الجامعة وأشار إليه حين يصل أن يسأل عن الأخ (س.ق)، وحين يقابله ستكون لغة الحوار كالتالي: سيقول «سامر» لذلك الشخص إنه من جماعة «أبو محمد» من منطقة «أسد2» (يتم إطلاق هذه الأسماء لتمييز المناطق بعضها من بعض، وغالباً ما تكون الأسماء مثل صقر. أسد. فهد. إلخ). لاحقاً سيتلقى رداً من ذلك الشخص بكلمة، «أين اللقاء». ليعاجله «سامر» بالإجابة، «أسوار عكا». هذه كانت كلمات الشيفرة التي سيتعارفان بها. توجّه «سامر» إلى الجامعة ودلف من البوابة بعد أن أبرز البطاقة التي تسلمها في وقت سابق من «أبو محمد»، وكتب عليها «جهاز الأمن العام». وصل إلى الشخص المطلوب وتم التعارف بينهما، واصطحبه الرجل الذي يبدو من ضخامة جثته ووجهه العبوس وجهاز اللاسلكي الذي يحمله بيده والمسدس الذي يكاد غير ظاهر من كتل الشحم المتراكمة حول خاصرته، «ذا شأن كبير». وصل «سامر» إلى قاعة بداخلها 10 أشخاص، وجلس قبل أن يدخل شخص بلباس رسمي عرّف عن نفسه بـ«الدكتور أبو بكر»، الذي طلب من الحاضرين التعريف بأنفسهم بذكر الكنية (الاسم المستعار)، وذكر أسماء المناطق التي جاؤوا منها. خلال تعريف أولئك الأشخاص عن أنفسهم، اكتشف سامر أنهم يتحدرون من جميع المناطق في قطاع غزة، كما انتبه أنهم جميعاً يحدقون به، خاصة بعد أن عرف عن نفسه باسم «سامر»، نظراً لأنه لم يفكر بعد بالكنية التي سيطلقها على نفسه. بعد انتهاء التعارف، بدأ «أبو بكر»، يتحدث عن العلوم الأمنية وما تقتضيه المرحلة القادمة من انتباه وتركيز، خاصة بعد انسحاب إسرائيل من قطاع غزة، والمناكفات التي ازدادت حدتها بين حركتي «حماس» و«فتح»، والتي كانت تصل أحياناً إلى حد الاشتباك المسلح... انتبه سامر أن حديث «أبو بكر» يتركز حول حركة «فتح»، والفساد المتفشي في مؤسسات السلطة الفلسطينية، بينما لم يأتِ على ذكر الاحتلال وما يمارسه من إرهاب بحق الشعب الفلسطيني. أنهى «أبو بكر» حديثه الذي استمر نحو ساعة مع وصول وجبات الطعام. وبعد تناول الطعام عاد المشاركون في تلك الورشة إلى القاعة، قبل أن يبدأ بعض الأشخاص بإدخال كاميرات وأجهزة تبدو أنها حديثة الشراء، لتبدأ محاضرة جديدة عن التصوير بجميع المعدات والوسائل، وكيفية «التمويه» وإخفاء الكاميرا. السؤال الذي كان يدور في رأس «سامر» طوال الوقت، «ترى ما الذي سنقوم بتصويره؟ ولماذا كل هذا الاهتمام بي؟». استمرت الورشة على مدار يومين، تعرف خلالهما المشتركون على استخدام جميع أنواع الكاميرات وأجهزة التسجيل. مع بداية العام 2006، كانت الانتخابات البرلمانية داخل الأراضي الفلسطينية على الأبواب. وبعد بداية العام ببضعة أيام، تلقى سامر اتصالاً من «أبو محمد»، الذي طلب منه الحضور إلى منزله مساء. اشتمل اللقاء بينهما على تعليمات جديدة قوامها تصوير الفعاليات الخاصة بالانتخابات، التي تقوم بها الفصائل المنافسة لـ«حماس»، وخاصة الفعاليات التي تنظمها حركة «فتح».
قصة انضمام شاب إلى حماس... وكيف أقنعته الحركة بالانقلاب على ذويه
قصة انضمام شاب إلى حماس... تفاصيل استقطابه من قبل عناصر الحركة والمهامات الموكلة إليه
بدأ «سامر» يفهم تفاصيل اللعبة. البداية كانت متابعة بعض الأشخاص المشتبه بأنهم جواسيس لإسرائيل، حتى يتم إيهامه بأن «وسائل الصراع مع الاحتلال قد تطورت ووصلت إلى مرحلة حرب المعلومات. فمن يمتلك المعلومة يمتلك القوة»، لكن الحقيقة قد ظهرت الآن، فعناصر «حماس» لا يمكنهم دخول الفعاليات التي تنظمها الفصائل الأخرى، لأن هيئتهم معروفة للجميع، لذلك تمت الاستعانة به في هذا الوقت بالذات. انتهى اللقاء بالكثير من علامات الاستفهام لدى «سامر»، الذي توجه نحو منزله وبيده «الكاميرا» التي تسلمها من «أبو محمد»، الذي قال له أنه سيزوده بالمعلومات عن الفعاليات المطلوب متابعتها عبر الهاتف أولاً بأول. تجنباً لكثرة التفكير الذي حرمه النوم بضعة أيام، خاصة أن عائلته معروفة للقاصي والداني بأنها تنتمي لحركة «فتح»، ولديها من المناضلين الذين اعتقلوا في سجون الاحتلال، الكثير. قرر «سامر» أن يفكر بطريقة مختلفة هذه المرة، فهو الآن ابن لحركة «حماس»، ولا بد أن يقدم فروض الولاء والطاعة للحركة بالوسيلة التي يتم تحديدها له، وتذكر نبوءة «أبو محمد»، بأنه سيكون له مستقبل متميز في صفوف الحركة خلال فترة قريبة. اليوم 25 يناير 2006. إنه يوم الانتخابات. هرع الفلسطينيون إلى مراكز الاقتراع لممارسة حقهم الديمقراطي، بينما توجه «سامر» إلى منزل «أبو محمد» بناء على موعد مسبق. دخل «سامر» المنزل ليصطدم بنحو 20 شخصاً يحملون السلاح وأجهزة اللاسلكي، وهم مستعدون لتلقي أية إشارة بالتحرك. كان من الواضح أن هؤلاء الأشخاص وغيرهم المئات مستعدون للهجوم في أية لحظة للسيطرة على الشارع بالقوة العسكرية، إذا لم يتم إعلان فوز حماس بالانتخابات التشريعية. ولكن... «تم إعلان فوز حماس بغالبية مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني». «كتائب القسام» (الجناح المسلح لحركة حماس)، التي كان يحلم «سامر» بأن يكون عضواً فيها، والتي كان يعتبرها الفلسطينيون مثالاً نموذجياً للمقاومة المجيدة ضد الاحتلال الإسرائيلي، تحولت إلى «ميليشيا مسلحة» تستخدمها «حماس» لحماية وجودها على رأس السلطة في قطاع غزة. مع تسارع الأحداث، تطورت المهمات التي يكلف بها «سامر»، فقد بدأت تظهر على الساحة في قطاع غزة بعض الجماعات الجهادية التي تشكلت من العناصر المنشقة عن حركة «حماس»، لأنهم اعتبروا أن الحركة قد فسدت بعد مشاركتها وفوزها في الانتخابات البرلمانية. وكان التكليف هذه المرة هو تصوير جنازة أحد عناصر تلك الجماعات، وكان قد قتل أثناء تدريب عسكري. «سامر» متحدثاً إلى «أبو محمد»: «هوا أنا رح أحمل الكاميرا وأمشي بالجنازة بشكلي هادا بدون ما أَلفِت النظر؟». أجابه «أبو محمد»، بأنه سيوفر له سيارة للتنقل، واقترح عليه أن يتم تثبيت الكاميرا على زجاج السيارة الخلفي، ويمكن للسيارة أن تطوف حول الجنازة دون أن تلفت الأنظار، لأنهم يريدون معرفة العناصر المتعاطفة مع تلك الجماعات ومن المؤكد أن جزءاً كبيراً منهم سيشاركون في تلك الجنازة. شعر سامر بأن تفكير الحركة بات يقتصر على نظرية المؤامرة، فأي شخصين يسيران معاً في الشارع، لا بد أنهما يتآمران على الحركة لإسقاطها. كان الجميع متهمين بالعمالة إما لإسرائيل وإما لحركة «فتح»، أو ربما للجماعات الجهادية المنشقة عن «حماس»، والتي بدأت تشق طريقها بقوة داخل الساحة الفلسطينية. بدأ يشعر بالخطر مع تزايد المهمات، خاصة مع دخول العام 2007، وأسر «حماس» للجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. فحماس بعد أسر شاليط، وضعت سكان قطاع غزة في مصاف الجواسيس الذين جندتهم إسرائيل للبحث عن جنديها الأسير في غزة. بدا وكأن «كل فلسطيني جاسوس حتى يثبت العكس». بدأ تفكيره يَنصَبُ باتجاه واحد، «كيف يمكنني الخروج من هذا المستنقع بعد أن أصبحت طبيعة المهمات أكثر صعوبة وقذارة أيضاً؟ وهل يتركونني وشأني؟»، هذه الأسئلة كانت تسيطر على عقل «سامر» طوال الوقت. في مايو 2007، كان التواصل الأخير بين «سامر» و«أبو محمد»، وحدث ذلك مصادفة، فاللقاء بينهما اشتمل على تكليف بمهمة جديدة، لكن هذه المهمة لم تكن كسابقاتها... أبو محمد: «طبعاً إنتا عارف كيف الأوضاع صارت بعد ما نجحت الحركة في الانتخابات. فتح قاعدة بتجهز حالها وناويين يوجهوا ضربة قاضية لحماس. وإحنا لازم نكون جاهزين طول الوقت». سامر: «طيب يعني أفهم شو المطلوب مني يا أبو محمد، لأني الآن بفترة امتحانات زي ما إنتا عارف، وعندي مشكلة بالتحرك لأني مش (لن) رح أكون قادر أتحرك في أي وقت زي (مثل) الأول». أبو محمد: «إحنا مراعيين إنك بفترة امتحانات ولازم تركز. وإحنا ما رح نحتاج إنك تخرج من بيتك خلال الفترة الجاية». سامر مستغرباً حديث أبو محمد: «آها كيف رح أتابع التكليفات والمهام؟!». أبو محمد وقد بدا التوتر على وجهه: «الاجتماعات اللي بتتم في بيت عمك بالدور الأرضي اللي بيجتمع فيها قادة الأقاليم في حركة فتح، محتاجين نعرف اللي بيدور في هادي الاجتماعات، ومين اللي بيحضروا (...)». شارف قلب «سامر» أن يخرج من صدره من شدة الخفقان، فالأمور بدت أسوأ مما قد تخيلها يوماً، ويبدو أن أي رد سلبي منه الآن لن يكون بالتأكيد في مصلحته، لذلك قرر الموافقة مبدئياً لدراسة الأوضاع عن قرب. انتهى اللقاء ولم يعرف «سامر» كيف وصل إلى منزله في ذلك اليوم، فالطريق كان طويلاً جداً. اتجه إلى غرفته وطلب من أخيه الذي يشاركه في الغرفة أن ينام اليوم في أي مكان آخر داخل المنزل لأنه يحتاج إلى الضوء لمراجعة بعض الدروس قبل النوم. بعثر «سامر» الكتب فوق سطح المكتب دون تركيز ودون رغبة في أي شيء، كلمات «أبو محمد» تدوي في رأسه كأنه تلقى ضربة بمطرقة حديدية لا يزال صداها يتردد من حوله. قرار نهائي بقطع العلاقات اتخذه «سامر» بعد تفكير مرير، وفي اليوم التالي قام بتسليم «الكاميرا» لأحد أبناء الحركة وطلب منه أن يوصلها لـ«أبو محمد»، بحجة أن والده طلب منه إرجاعها إلى صاحبها لأنه رأى أنها تلهيه عن الدراسة. ومن ثم جلس ينتظر رد الفعل في أية لحظة. يبدو أن رد الفعل سيتأخر قليلاً. مضت الأيام رتيبة، وجاء اليوم الأول لاختبارات الثانوية العامة مع بداية يونيو 2007، الساعة السادسة صباحاً، «سامر» نائم ووالدته تحاول أن توقظه وكأن هناك مصيبة قد حلت... «سامر.. إصحا.. يلا يا حبيبي إصحا». هو يعلم أن والدته متوترة بسبب الاختبارات. لذلك لم يستغرب الطريقة التي أيقظته بها وعلامات الفزع التي تمكنت من ملامحها... انتظرت والدته حتى غسل وجهه وبدأ يفيق قليلاً لتقول له: «في اشتباكات مسلحة بالشوارع وناس كتير ماتت... ما في تروح الامتحان مش رح تخرج من باب الدار». جميع أفراد العائلة يجلسون في الطابق الأرضي من المنزل. الخوف يسيطر على الجميع. يبدو أن هذه الاشتباكات بين عناصر «حماس» المسلحين، وعناصر الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية، ليست كسابقاتها. عقارب الساعة تشير إلى الثامنة صباحاً، باقٍ من الوقت ساعة لبدء الاختبارات، لكن كيف سيصل «سامر» إلى المدرسة التي تقع في وسط منطقة النزاع، بينما تطورت الاشتباكات ودخلت مرحلة إطلاق الصواريخ وقذائف «الهاون» والـ«آر بي جي». في الثامنة والنصف، أذاع الراديو خبراً بأنه قد تم تغيير اللجان وعلى كل طالب أن يتوجه إلى أقرب مدرسة لمكان سكنه. كانت المدرسة القريبة من منزل «سامر»، تبعد بضع مئات من الأمتار. اتجه «سامر» إلى تلك المدرسة. الشوارع تسكنها الأشباح وعشرات المسلحين الملثمين الذين انتشروا وكأنهم ذاهبون نحو تحرير فلسطين. خلال مسيره اصطدم بمجموعة من أصحابه القدامى أبناء الحركة، «كانوا صغاراً لم يبلغوا بعد السابعة عشرة من عمرهم. وقائدهم لم يبلغ العشرين». أول ما تساءل عنه «سامر» في تلك اللحظات هو «ترى أين قادتهم الكبار الآن؟». وفي وسط هذا التساؤل عادت به الذاكرة قليلاً إلى الوراء، وتحديداً إلى اللقاء الذي كان قد جمعه مع «أبو البراء»، الذي كان أول شخص يتعامل معه من أبناء الحركة، تذكر حين قال له «رح يجي علينا وقت إحنا الجيل القديم ما رح نقدر نتحرك... وإنتو الجيل الجديد اللي رح تكونوا مسيطرين عالشارع بكل التفاصيل». يبدو أن هذه النبوءة كانت حقيقة، تم الترتيب لها بشكل جيد خلال السنوات السابقة، فها هم شباب في مقتبل العمر يحملون السلاح ويطلقون الرصاص بقلب ميت على أبناء شعبهم طمعاً في السيطرة على 360 كلم (مساحة قطاع غزة). سيطرت «حماس» على قطاع غزة في منتصف يونيو، وتفننت خلال تلك الفترة بابتداع أساليب جديدة للتنكيل بكل من يظهر معارضته لتعاليم الحركة وقوانينها. ما رآه «سامر»، خلال الفترة القليلة التي كانت تفصل بين انقطاع علاقته بالحركة والانقلاب العسكري الذي قامت به، كان كافياً لأن يزرع بداخله الكثير من الكره على أولئك الذين خدعوه على مدار السنوات الماضية. لكنه في الوقت ذاته لم يكن مقتنعاً بأن أصحابه القدامى سيتركونه وشأنه. فهذا ليس ديدنهم. وبالفعل هذا ما كان. بعد نحو شهر وبينما كان «سامر» يجلس في منزله، جاء أخوه الأصغر يبلغه بأن هناك بعض الأشخاص يسألون عنه وينتظرونه على باب المنزل. أربعة من أصحابه القدامى قدموا لزيارته والاطمئنان عليه، واقتصرت زيارتهم على الحديث في اختبارات الثانوية العامة، إلى جانب بعض الدعوات لأولئك الصالحين الذين سيطروا على البلاد، وتقدموا لسامر بهدية مغلفة بالورق المزركش. انتهت الزيارة مع رجاء بأن يروه بالمسجد قريباً. وحال انصرافهم فتح «سامر» الهدية. كانت كتاباً أزرق الغلاف بعنوان: «معالم الشخصية الإسلامية». بضع زيارات تكررت على فترات متباعدة قام بها أصحابه القدامى على أمل أن يعود «سامر» إلى ما كان عليه. لكنه كان قد اختار طريقاً آخر، وانتهج الكتابة في الشؤون الفلسطينية الداخلية، وخصوصاً ما يعكر صفو الفلسطينيين، وكانت أول مقالة كتبها بعنوان : «هل تحتاج الحياة في غزة إلى ترخيص؟»، على خلفية قيام «حماس» بفرض الكثير من القوانين التي تطلب ترخيصاً لأي شيء حتى حبوب «الفياغرا»... أي أن أي شخص يريد أن يمارس الجنس لا بد له من ترخيص. بعد نشر تلك المقالة، تلقى «سامر» أول استدعاء من الميليشيات الأمنية التابعة لحركة «حماس» للحضور إلى أحد المراكز التابعة لها، ليبدأ مسيرة أخرى قوامها الاعتقال والملاحقات الأمنية... وكان هذا بالفعل هو رد الفعل الذي ينتظره. النهاية.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.



* يعبّر المقال عن وجهة نظر الكاتب/ة وليس بالضرورة عن رأي رصيف22

Website by WhiteBeard
Popup Image