"الجلوس على القهوة"، أو المقهى، في القاهرة جزء من التراث المصري الذي يحضر بقوة من خلال الأفلام القديمة. فلا يمكن تخيل حارة مصرية بدون ذاك المكان الحيوي الذي يجتمع فيه الرجال لاحتساء الشاي وتبادل الأحاديث ولعب طاولة النرد.
ومع تغير وتيرة الحياة في العاصمة، أصبح المقهى "كافيه" حديث، يشبه أمثاله حول العالم. لكن الزائر للقاهرة يبحث عن المقاهي القديمة، ذات الطابع المصري البحت.
لذا سنأخذكم في جولة على جواهر مخبأة في أحياء القاهرة، تنبض بالحياة وبالشخصية المصرية، ولا يكلفكم الجلوس فيها الكثير من المال.
مقهى الشمس الذهبية
يقع في ممر يربط بين شارع 26 يوليو، وشارع سوق التوفيقة بوسط القاهرة. أغلى المشروبات لن تكلفكم نصف دولار، في المقهى الذي يتميز بإضاءته الخافتة طوال اليوم. يزين جدرانه رسوم فرعونية مطلية باللون البني ومزخرفة بلون الذهب. يشعركم موقع المقهى القريب من دور العرض السينمائي والمسارح الموجودة في منطقة "وسط البلد" بأنكم في قاهرة الثلاثينيات من القرن الماضي. وحينما يرتفع صوت الراديو، يصدح غناء فناني الزمن الجميل بالأغاني الطربية. يتيح مقهى الشمس الذهبية المقسم إلى 5 أجزاء، للإناث الجلوس وتدخين الشيشة (نرجيلة)، وهو ما تمنعه معظم المقاهي الشعبية في مصر. وإذا أردتم تناول طبق من الأطعمة الشعبية، فبجواركم إثنين من أشهر محلات الكشري في مصر "سيد حنفي" و"أبو طارق"، بالإضافة إلى محل "حواوشي شلبي". وعلى بعد أقل من 3 كيلومترات من المقهى، مسجد السلطان أبو العلا، وبجواره متحف المركبات الملكية، الذي يعود تاريخه إلى عصر الخديوي إسماعيل الذي حكم مصر من العام 1863 حتى 1879.قمر الزمان
[caption id="attachment_92281" align="alignnone" width="700"] مقهى قمر الزمان في المعادي[/caption] لا يوجد في منطقة المعادي الرقية سواه مقهىً شعبياً. يقبع مقهى "قمر الزمان" في شارع 9 بجوار محطة مترو ثكنات المعادي وعلى بعد بضعة كيلومترات عن محمية وادي دجلة الغنية بالحفريات. قد تجد بجوارك في المقهى الذي يسمح للإناث بالجلوس وتدخين الشيشة، عدد من الأجانب، فالمقهى يقع في منطقة يسكنها كثير من الأوروبيين المقيمين في القاهرة.جولة على جواهر مخبأة في أحياء القاهرة، تنبض بالحياة وبالشخصية المصرية ولا يكلفكم الجلوس فيها الكثير
رحلة البحث عن "القهوة المصرية" التقليدية بكراسيها الخشبية... المكان الذي زيّن حارات القاهرة الشعبيةولكن لا تجعلوا هذا الأمر يقلقكم فمشروبكم لن يكلفكم الكثير من المال ولا يتجاوز سعر كوب الشاي والقهوة والينسون أكثر من ربع دولار.
سعيد حلاوة
أقل من كيلو متر واحد هي المسافة التي تفصل بين مقهى "سعيد حلاوة" في منطقة المنيرة وبين مسجد السيدة زينب ومتحف محمد علي في العاصمة المصرية. المكان مناسب لمشاهدة مباريات كرة القدم المهمة، فهناك أكثر من 5 شاشات تلفاز موزعة حول المقهى. كما يُسمح للإناث بالجلوس فيه، لكنه يمنع السيدات المصريات من تدخين الشيشة، فيما يسمح بذلك لغير المصريات.مقهى فيينا
[caption id="attachment_92247" align="alignnone" width="800"] مقهى فينا تصوير أحمد المصري[/caption] يقع مقهى فيينا في شارع القصر العيني، في الجهة المقابلة لمسرح السلام، أحد أشهر مسارح القاهرة. ويُعد من أبرز المقاهي الجاذبة لأعضاء مجلس النواب المصري، خاصة قبل ثورة يناير. ويقول صاحب فيينا في تصريحات صحفية إن إقبال النواب على مقهاه كان سببه وجود الصحفي الراحِل، عبدالله كمال، زبون المقهى العتيد. وهو كذلك وجهة الفنانين، سيما فناني المسرح.مقهى الغندور
[caption id="attachment_92248" align="alignnone" width="966"] مقهى الغندور، تصوير شيماء سيد[/caption] إذا كنتم تريدون الغوص في منطقة شعبية والجلوس على مقهى عمره عشرات السنوات، فيمكنكم الذهاب إلى منطقة عابدين، والجلوس في "قهوة الغندور" بشارع محمد فريد. وبخلاف "الدومنة" و"الطاولة"، يوفر المقهى لرواده "الكوتشينه". فلا تستغربوا إذا وجدت طاولة يحيط بها عشرة أشخاص لأنهم في الغالب يلعبون. [caption id="attachment_92249" align="alignnone" width="924"] مقهى الغندور، تصوير شيماء سيد[/caption] ويقع بالقرب من المقهى قصر عابدين الرئاسي، فبإمكانكم الجلوس وشرب الشاي بعد جولة في متحف القصر التاريخي.الفلاح
[caption id="attachment_92250" align="alignnone" width="937"] مقهى الفلاح في القاهرة الفاطمية، تصوير شيماء سيد[/caption] يقع مقهى الفلاح في شارع المعز لدين الله، أحد أبرز شوارع القاهرة الفاطمية، وتحيط به الكثير من المعالم الأثرية. فهنا مسجد الحسين، وعلى بعد عشرات الأمتار منه جامع الأزهر، أحد أهم المساجد في مصر وأشهرها في العالم الإسلامي، وهناك يقبع باب الفتوح، أحد أبرز أبواب القاهرة. وإذا كنتم ممن يفضلون السياحة الدينية، فاجعلوا استراحتكم في مقهى الفلاح، ولا تستغربوا من اللوحة التي تشير إلي أنه "كافيه الفلاح"، فهو مقهى شعبي، ولو قالت "اليافطة" غير ذلك، ومشروبكم به لن يكلفكم نصف دولار، بعكس المقاهي الشهيرة في المنطقة.الخن
[caption id="attachment_92251" align="alignnone" width="960"] قهوة الخن، تصوير محمد حجازي[/caption] أما إذا كنتم تفضلون تدخين "الشيشة" فننصحكم بمقهى الخن، الذي يعرف بنرجيلته المميزة. يقدم الخن "شاي بالنعناع" مذاقه لا يُنسى، لكنه لا يتمتع بشهرة كبيرة، لذا لا يقصده زوار البلد الأجانب، بل أهل الحارة فقط. أسعار المشروبات هناك لن تكلفكم الكثير، فتكلفة مشروبات ثلاث أشخاص لا تتجاوز الدولار الواحد. يقع مقهى "الخن" خلف قصر شامبليون في منطقة وسط البلد. وعلى بعد مئات الأمتار منه المتحف المصري، وتفصل بينه وبين برج القاهرة أقل من 5 كيلو مترات.زهرة سنزاند
[caption id="attachment_92259" align="alignnone" width="993"] زهرة سنزاند، تصوير أحمد المصري[/caption] موقع مقهى زهرة سنزاند في شارع التحرير يجعله قريباً من قصر عابدين وميدان التحرير والمتحف المصري. المقهى الذي اعتاد الموسيقار محمد سلطان، زوج الفنانة الراحلة فايزة أحمد، الجلوس به، يتميز بهدوءه، وعدم صخبه ككثير من مقاهي منطقة وسط البلد. ومع ذلك فأسعاره مناسبة جداً، وثمن كوب الشاي أقل من ربع دولار. مقاعده خشبية من الطراز القديم، تتناسب مع عمره الذي يمتد لعشرات السنوات. إذا رغبتم في تناول الطعام، فستجدون بالقرب منكم "فسحة سمية"، وهو واحد من أبرز 5 مطاعم شعبية في القاهرة. أسعاره تبدأ من 20 جنيهاً وتصل إلى 50 أو 60 (ما يعادل 7 دولارات أميركية).رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين