الجنون فنون. قد تكون هذه المقولة أفضل ما يعكس مجتمعاتنا التي باتت تبحث عما هو أبعد من المعتاد، وعن تجارب مختلفة ومتنوعة حتى لو كانت "مجنونة"، من أجل حياة ملأى بالإثارة، في منأى عن ضوضاء المدينة، وضجر الأيام ووتيرة الحياة المتسارعة.
لذلك انتشر في مدن العالم العديد من المقاهي والمطاعم، التي لم تتميّز بمأكولاتها الشهية أو بقهوتها اللذيذة، بل بمفهومها وطابعها الأقرب إلى الجنون. لذلك، قررنا أن نقدم لكم قائمة بأكثر هذه المقاهي غرابة في العالم، بعضها بات شائعاً وبعضها الآخر ما زال حكراً على مدينة ما.
مقهى تنظيف الأذنين (ميماكي)
سيتساءل كثيرون "ألا نستطيع تنظيف آذاننا؟ وما الحاجة للتوجه لمقهى للقيام بذلك؟" إلا أن الكثيرين من اليابانيين (وغالبيتهم من الرجال)، لا يوافقونكم الرأي. فيجدون في هذه الفكرة فرصة للراحة والاسترخاء بعد يوم عمل طويل وشاق. هذه الفكرة نابعة من العادات اليابانية، إذ غالباً ما تقوم الأمهات بتنظيف آذان أطفالها بكل حب وعناية. فيجلس الطفل في حضن أمه، التي تنظف برفق أذنيه. وبالتالي، هذه المقاهي تعتبر عودة إلى ذكريات الطفولة للعديد من اليابانيين.مقهى الكوارث
لا بد أن تحب تناول الطعام في كل الأوقات وفي كل الظروف، تحديداً حين يشهد المطعم زلزالاً! ففي "مقهى الكوارث" في إسبانيا، يمكنك تناول الطعام بهدوء للحظات، قبل أن يتم تقليد زلزال بقوة 7،8 درجات على مقياس ريختر. ولكن، حتى مع زلزال بهذه القوة، تم تصميم الأكواب والأطباق من مادة ثقيلة كي لا تنكسر، وحدها المشروبات والمأكولات تنسكب، فلا ترتدوا أفضل ملابسكم. كما يحمل الموظفون معدات السلامة، لأهداف العرض فقط، فحتى الآن لم يتم التبليغ عن أي إصابات!مقهى الحزن
هل ينتابكم الحزن وتشعرون برغبة بالبكاء؟ مقابل 6 دولارات، تستطيعون ارتياد مقهى الحزن في الصين، الذي يوفّر لكم البصل والفلفل الأحمر ليساعدكم على ذرف الدموع. كما يوفّر المناديل وزيت النعناع لتخفيف آلام المكتئبين، وتقديم فرصة للبكاء الجماعي لحلّ مختلف المشاكل النفسية. يعتبر هذا المقهى علاجاً جماعياً يعتمد على مبدأ جمع المكتئبين، أو من يعانون من مشاكل أخرى، في مكان واحد للتنفس والحديث عن مشاكلهم والبكاء. حتى أن اليابان ذهبت أبعد من ذلك، وقدّمت خدمة استئجار "غرفة الحزن" في أحد الفنادق للبكاء. كيف؟ تقدم باقة من الأفلام التي تساعدك على ذرف الدموع.مقهى العناق
ربما لا تحبّون البكاء، إنما تفضّلون العناق ولمس الآخرين بحثاً عن بعض لحظات الاهتمام. هذا الأمر ممكن أيضاً في اليابان، شرط أن لا ترفضوا عناق الغرباء، وأن لا تطلبوا أكثر من ذلك. ففي مقهى "سوينا"، إذا كنت وحيداً، تستطيع أن تحصل على قيلولة معانقاً أحدهم أو إحداهن، لعشرين دقيقة مقابل 38 دولاراً، أو لليلة كاملة (10ساعات) مقابل 640 دولاراً. العناق هنا قد يكون مكلفاً. فكرة انتقلت أخيراً إلى نيويورك وتورونتو.مقهى المرحاض
لا شك أننا نعجز عن فهم الأسباب التي تدفع الأفراد إلى ارتياد مقهى "ذي كرايزي تويليت" The Crazy toilet، للاستمتاع بديكور مستوحى من الحمام، وتناول المشروبات والمأكولات في أكسسوارات خاصة بالحمام، وتحديداً كرسي الحمام. إلا أن هذا المطعم في روسيا نجح في جذب الكثيرين من أجل تجربة "استثنائية". وإذا كنتم في زيارة إلى تايوان وتريدون تجربة مماثلة، فهذاالنوع من المقاهي موجود أيضاً في مدينة تايبيه.مقهى "الخادمات"
قد تتجسّد الغرابة في هذه المقاهي حيث تستقبلك فتيات بلباس الخادمات، وترحبّ بك سيدي أو سيدتي وتخدمك وتقدم لك المأكولات والمشروبات، وتسمح الفتاة لك بالتقاط صورة معها. ولدت الفكرة عام 2001 في طوكيو، ولاقت نجاحاً واسعاً. ولم تنتشر في اليابان فحسب، بل أيضاً في الصين وكوريا الجنوبية وتايلندا وأستراليا وهولندا والمكسيك. وتعتبر "مقاهي الخادمات" فئة من المقاهي التأثيرية cosplay restaurants الرائجة في اليابان. علماً أن صورة "الخادمة" رائجة جداً، وتعتبر فتيشية في العديد من رسوم المانغا اليابانية، والرسوم المتحركة، وألعاب "غال"، ما يفسّر جذبها للعديد من الشباب اليابانيين otaku.مقهى الغسيل
لا شك أن كل واحد منّا عاش في بلاد الغرب اختبر معاناة أو مغامرة حمل أكياس الغسيل للتوجه إلى أماكن الغسيل المشتركة. إلا أن "ذي لوندرومات كافيه" The Laundromat Cafe الذي افتتح عام 2004 في كوبنهاغن، يُغيّر نظرتك لهذه الساعات المضجرة من الأسبوع. فليس عليك سوى التوجه إلى المقهى، ووضع غسيلك في اللوندرومات، والاستمتاع بالقهوة أو البيرة، فالمقهى يقدم أكثر من 40 نوعاً منها، إضافة إلى قائمة طعام. وقد توسّع هذا المقهى في الدنمارك إلى إيسلندا وقريباً إلى اليابان.مقاهي القطط، الأرانب، البوم أو حتى الزواحف
تحوّلت مقاهي القطط إلى موضة رائجة ليس في اليابان فحسب، بل أيضاً في الإمارات العربية المتحدة أو فرنسا أو كوريا الجنوبية. إلا أن المقاهي التي تجعل من الحيوانات مقيمة دائمة لديها كثُرت في السنوات الأخيرة. تدخل المقهى للاستمتاع بكوب قهوة، ورفقة هذه الحيوانات الأليفة، كالقطط والأرانب، أو مقاهٍ لحيوانات لم نعتدها كالبومة. فكرة لاقت رواجاً في طوكيو إذ تدريب هذا الحيوان الذي يفضل الليل لم تبدُ صعبة. تستطيعون مقابل نحو 9 دولارات أن تستمتعوا برفقة بومة على كتفكم. أما مقاهي الزواحف، فغالباً ما تعج بالسحالي والثعابين والسلاحف والضفادع الودية جداً والمتوفرة في مختلف المدن اليابانية.مقهى المستشفى
هذا المقهى غريب إلى أبعد حدود الغرابة، إذ تستقبلك النادلات بلباس الممرضات للاهتمام بك كما لو كنت في المستشفى. انطلقت الفكرة بمقهى في لاتفيا، أقفل أبوابه اليوم لغياب الزوار (ونتساءل لماذا؟) إلا أن الفكرة ما زالت رائجة في جاكارتا الإندونيسية إلى الآن. هل زرتم مقهى أكثر غرابة لم نذكره في مقالنا؟ لا تترددوا في مشاركتنا بتجربتكم في قسم التعليقات.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...