شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
يتساءل مشاهدو التسعينات... أين اختفت فاتنات الشاشة؟

يتساءل مشاهدو التسعينات... أين اختفت فاتنات الشاشة؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأربعاء 1 مارس 201707:05 م

لمع في تسعينات القرن الماضي بريق نجمات شابات توقع لهن الجمهور والنقاد مستقبلاً واعداً وبصمة قوية في مستقبل السينما والدراما. لكن حضورهن خفت تدريجياً لأسباب مختلفة، وباتت وجوههن ذكرى لشباب عايشوا تلك الفترة.

تركن أثرهن في الوقت الذي لم يكن للمشاهد مصدراً للترفيه سوى ما تعرضه قنوات محدودة على التلفاز أو الأفلام القليلة في صالات السينما.

فتجد أبناء الجيل في البلد الواحد يشاهدون البرامج ذاتها، الوجوه ذاتها، والمسلسلات ذاتها. مما شكل ذاكرة جمعية قوية ترتبط برموز معينة.

لذا، يعيش أبناء تلك الفترة حالة من الحنين كلما شاهدوا الأعمال الفنية التي شبوا عليها. ويتذكرون النجوم والنجمات الذين أثروا مراهقتهم وشكلوا وعيهم الأول. فما هي أشهر هذه الوجوه؟ وماذا حل بهم؟

تحية الأنصاري

من منا لا يتذكر صوتها في مسلسل عائلة شلش وهو تردد جملتها المحفوظة عن ظهر قلب: "قطيعة... محدش بياكلها بالساهل"؟

كانت تحية الأنصاري بالنسبة لكثير من الفتيات مثالاً للفتاة المستقلة التي تتبنى مشروعاً خاصاً وتعيش بشكل "رجولي" وترتدي الجينز.

كما أنها أقامت صداقة مقربة مع رجل، هو "شريكها في المشروع"، الأمر الذي لم يكن مقبولاً لدى كثير من الأسر في التسعينات. فكانت هي بداية كسر "التابوه" في أذاهاننا. وجهها طفولي وجرأتها وشجاعتها وضعت خطة تخيلية لحياة بنات التسعينات، دون أن تدري. لم يكن عائلة شلش هو عملها المميز الوحيد إذ أدت أيضاً دور "سوزان حافظ" في واحد من كلاسيكيات الدراما المصرية وهو مسلسل "الشهد والدموع".

اختفت تحية الأنصاري من الشاشة في سلاسة ونعومة كما بدأت مشوارها. لكنها تركت بصمة تجعلنا نتذكر وجهها دائماً.

أصيبت بالسرطان فأقعدها ذلك عن مواصلة العمل حتى بعد تمام الشفاء. واكتفى منها الفن بتلك الأعمال التسعة التي قدمتها. كان آخر ما قدمت فيلم الواد سيد النصاب عام 1990، ثم توفيت عام 2005.

إيستر بولونسكي

هي المطربة والممثلة إيمان الطوخي، لكن نتعمد استبدال اسمها بالاسم الأشهر في مشوارها، والذي كان سبباً في انتشارها، إذ لعبت دور "إيستر بولونسكي" في مسلسل رأفت الهجان أمام محمود عبد العزيز.

أين الوجوه التي أثرت بجيل التسعينات، في وقت لم يكن للمشاهد مصدراً للترفيه سوى ما تعرضه قنوات التلفاز
ذهب ولم يعد، شعار رفعته نجمات التسعينات من صفاء السبع إلى إيمان الطوخي وشيرين سيف النصر...

وقد كانت بولونسكي، أو الطوخي فتاة أحلام معظم شباب الثمانينات. حتى الأطفال أسرتهم الطوخي بدور "ماما نونو" في مسلسل الأطفال التسعيناتي الشهير "كوكي كاك"... فأين ذهبت إيستر بولونسكي أو ماما نونو؟

تعددت الأقاويل حول أسباب اختفاء الطوخي وانسحابها من سماء الأضواء والكاميرات. فبعد النجاح والانتشار الواضح في التسعينات كمطربة وممثلة في عدد من الأفلام والمسلسلات كان أشهرها بخلاف الهجَّان: مسلسل بوابة الحلواني ودور شهرزاد في ألف ليلة وليلة أمام يوسف شعبان.

دارت شائعات حول اختفاء الطوخي عن الساحة الفنية عام 1997. وقد نفت في مقابلة مع جريدة الفجر عقب ثورة 25 يناير 2011 أن يكون اختفاؤها راجعاً إلى ارتدائها الحجاب أو إلى زواجها من الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك، الذي انتشرت شائعات كثيرة ربطتها به، نفتها هي كثيراً.

لم تتزوج الطوخي حتى الآن واعتكفت على رعاية أمِّها المُسنَّة. ولم تُخطب إلا مرتين باءتا بالفشل، وهي الآن تحتفظ بالذكرى الأكثر شعبية في أذاهاننا "إيستر بولونسكي".

جيهان نصر

رغم أنها لم تكن الحبيبة الأساسية في مسلسل "من الذي لا يحب فاطمة" إلا أننا تعاطفنا معها وغمرتنا سعادة طفولية بريئة حين فازت بحبيبها بعد أن تركته لها شريكتها "شيرين سيف النصر".

تضعنا جيهان نصر أسرى حالة من التصديق لكل ما تقول وتفعل. فحين تطلب أن نتعاطف معها ونحبها كما في "ماجدة/ من الذي لا يحب فاطمة" فإننا بكل سهولة نفعل، وكذلك حين تقودنا لأن نكرهها كما في الجزء الثاني من "فريال فراويلة/ المال والبنون".

اعتزلت نصر الحياة الفنية بشكل رسمي مُعلن حينما تزوجت رجل الأعمال سعودي الجنسية سعود الشربتلي عام 1997. ولكن على الرغم من أن حياتها الفنية لم تمتد لأكثر من 12 عاماً، إلا أنها تركت عدداً لا بأس من الأعمال الكلاسيكية المحفورة في ذاكرة أبناء الثمانينات والتسعينات عن ظهر قلب مثل "الكيت كات" و "البخيل وأنا".

إجلال زكي

"بلاها نادية... خد سوسو، ده الأدب نادية. الأخلاق نادية"... ربما يحفظ الكثيرون وجهها وأداءها كـ"نادية" في مسرحية "سك على بناتك" أمام الراحل فؤاد المهندس، ولكن اسمها يغيب عن الذاكرة دائماً.

هي "ليلى" في "عائلة شلش"، الفتاة الرومانسية التي وقعت في غرام لاعب السيرك، وهو ما يعدُّ أمراً مشيناً لدى العائلات المحافظة.

تتمتع زكي بصوت مميز محفوظ في الذاكرة، وربما يعود ذلك إلى عملها في برامج الأطفال في الإذاعة المصرية. وقد أدت على الشاشة ما يزيد عن عشرين مسلسلاً وثمانية أفلام.

اختفت زكي من الساحة الفنية لسبب غير واضح للعامة. وفي حين أرجع بعض جمهورها الأمر إلى زواجها، لكن البعض ينفي ذلك لأن أزواجها كانوا من داخل الوسط الفني.

شيرين سيف النصر

من أكثر الفنانات اللاتي تعرضن للشائعات الكاذبة. فكل شائعة تشتعل في البداية كالنار ثم تتوقف فجأة أمام حقيقة الزواج، وهذا ما حدث من أقاويل ترددت حول طبيعة علاقة شيرين سيف النصر برجل الأعمال السعودي عبد العزيز الإبراهيمي.

تعلق وجه سيف النصر بالأعمال الرومانسية التي تتسم صاحبتها بجمال لافت، فقد أدت ببراعة دور إبنة الباشا التي وقع السائق في غرامها في فيلم "سواق الهانم". والحبيبة الشقية خفيفة الظل أمام شريف منير في كلٍ من "غاضبون وغاضبات" و"اللص الذي أحبه".

وكان بالطبع الدور الفيصل في علاقتها بجمهور التسعينات هو "مارجريت" التي تحولت إلى "فاطمة" في "من الذي لا يحب فاطمة".

وقد كانت سبباً في حلم راود الكثير من الشباب آنذاك: أن يسافر إلى بلد أجنبية ويتعرف إلى امرأة جميلة تحبه ويحبها وتعتنق الإسلام ويتزوجها ويعيشان في ثبات ونبات.

انسحبت سيف النصر من الحياة الفنية تدريجياً. فلقد اعتزلت للمرة الأولى عقب زواجها من عبد العزيز الإبراهيمي عام 1996 ثم عادت مرة أخرى بعد طلاقها منه، لكنها كانت عودة غير قوية ولم تستمر. ورغم أن عدد أعمالها ليس بالكثير، إلا أنه مؤثر، فلقد واتاها الحظ للعمل في عدة كلاسيكيات للدراما المصرية.

صفاء السبع

كانت كارت الجوكر المتكرر في السينما والدراما التسعينية. أعمال كثيرة وأدوار ثانوية هامة تألقت فيها السبع إلى جوار ليلى علوي وإيمان الطوخي وإلهام شاهين وغيرهن.

هي ابنة الممثل النجم محمد السبع ولكنها لم تدخل المجال الفني من باب الواسطة، إنما من باب المعهد العالي للفنون المسرحية. وكانت صفاء السبع من المرونة التي تجعلها تقبل الأدوار الثانوية طوال حياتها رغم موهبتها الفذة. فهي صديقة إيستر بوبونسكي في "رأفت الهجان" وفيروز هانم في "البراري والحامول" وليلى في فيلم "أزواج في ورطة".

كسابقتها، لم يكن اعتزال صفاء السبع أمراً قاطعاً واضحاً، لكنه كان اختفاء مرافق لزواجها من ضابط شرطة في أواخر التسعينات. وانتشرت الأقاويل آنذاك عن تفضيلها للحياة الأسرية على حساب الفنية. لكنها عادت للوقوف "خلف الميكروفون" في عمل إذاعي عام 2009 بعنوان "عوَّام على بر الهوى". فهل تستمر العودة تدريجياً كما كان الانقطاع أم أنه عمل وحيد كسرت به السبع حاجز الصمت؟ هذا ما ستوضحه السنوات القادمة.

نرمين الفقي

ربما هي الوحيدة التي لم تختف كلياً، لكن ظهروها لم يكن طاغياً كما كان في التسعينات. فهي التي كانت بطلة لمسلسلات وإعلانات التسعينات، من حياة الجوهري إلى "رد قلبي" إلى "الوجه الآخر للقمر".

ثم عادت بقوة في أكثر أدوارها نضجاً حينما وقفت أمام يحيى الفخراني في مسلسل "الليل وآخره" وهي الراقصة التي سلبته لبه وعشقها. ثم وقفت مرة أخرى أمام الفنان الراحل محمود عبد العزيز في "جبل الحلال". وكأنها توصل رسالة إلى نجمات جيل كامل بلعتهن أمواج الحياة بأنه من الممكن التواجد بندرة ولكن بنضج.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image