تستهوي فكرة السفر حول العالم والتعرف إلى ثقافات جديدة الشباب، ويرون في مهنة المضيف أو المضيفة تحقيقاً لحلمهم هذا.
تلف هذه المهنة هالة من السحر تشبه الغيوم، وتجعل معرفة الحقائق عن الطيران يتأخر قليلاً. فالواقع في هذه المهنة قد يكون مخيباً للآمال إذا كنت قد تجاوزت الـ35 من عمرك.
سنقدم هنا محاولة لمقاربة الأسئلة الهامة التي قد تعانوا منها في حال كان هذا المجال اختياركم في الحياة، وبعض النصائح من أشخاص قرروا في وقت ما أن هذه الحياة لا تناسبهم.
نمط حياتك القائم على الانتقال والسفر المستمر لن ينجيكم من التضخم المالي الذي يحصل على الأرض. لكن بما أنكم تعملون في مهنة تحمل مخاطر معينة، فإن لديكم بعض الامتيازات التي تشعركم بالسعادة.
لا تنخدعوا بالأفكار المسبقة التي نملكها عن العاملين في الجو.
الأرض ليست كالسماء، فالحياة ليست مجرد لقاء زملاء عمل في مساحة محددة، واحتمال نزق ركاب متعددي الجنسيات بطلباتهم التي لا تنته كبير في هذه المهنة. وبعد الانتهاء من العمل يمكنكم الذهاب للاستراحة على الأرض. في الواقع أنتم بحاجة للحياة على الأرض، ومع تقدمكم في السن تصبح الرغبة في الرفقة مهمة أكثر من مجرد التسكع وإمضاء الوقت الممتع بعد نهار مرهق.لا تراهنوا على سعة صدر شركة الطيران... للإجازات المرضية رصيد محدد
لا تنخدعوا بالأفكار المسبقة التي نملكها عن العاملين في مجال الطيران... وفكرو ملياً قبل أن تخوضوا هذا المجالفكرة الارتباط من خارج الوسط الذي تعملون فيه أكثر صعوبة في هذا المجال عن غيرها، نظراً للزمن الطويل الذي تقضونه خارج المنزل، وعدم انتظامه، إضافة إلى الأخطار التي ترافق هذه المهنة. خططوا جيداً للمستقبل في وقت مبكر، وحددوا متى ستتوقفون عن ممارسة هذه المهنة. فالزمن الذي تصرفونه في الطيران والرغبة في المزيد من المعرفة قد يأخذ من عمركم الكثير، في الوقت الذي يمكن فيه لمجموعة من الكتب أو مساق دراسي ما أن يردم هذه الفجوة. الحصول على شهادة أولى أمر أساسي، لكن التفكير بتطوير حياتكم والدخول إلى مجال ثان يستدعي الدراسة من جديد، أو حتى دخول سوق العمل في مجال اختصاصكم. وإمضاء أكثر من 10 سنوات على سبيل المثال في مجال الطيران يستدعي زيادة تأهيلكم، مما قد يتطلب عودتكم إلى مقاعد الدراسة من جديد، فهل أنتم مستعدون للجلوس على مقعد الدراسة في الخامسة والثلاثين؟ الحفاظ على الصحة الجسدية والنفسية أمر في غاية الأهمية، فهو رأسمال حياتكم اليومية. ولا يمكن لكم الطيران وأنتم مصابون بالزكام، فكيف إن كنتم مصابين بالحمى على سبيل المثال. كما أن أصحاب المناعة الضعيفة معرضون أكثر من غيرهم للإصابات فلا تراهنوا على سعة صدر شركة الطيران. للإجازات المرضية رصيد محدد. بعد الزواج ربما تخسرون لحظات هامة في الحياة. يمكن أيفوت مضيف الطيران موعد ولادة زوجاته التي باغتها المخاض في غير الوقت المحدد لها من قبل الطبيب، أو أن يفوت أول حفلة لابنته مع كورس المدرسة بسبب أوقات العمل والسفر الطويل، أو يغير ظرف جوي مباغت توقيت عودته المفترض في مناسبة ما أو لقاء عائلي. عبء الغياب عن المنزل لفترات طويلة ستتحمله الزوجة لفترة، لكن إلى زمن محدد قبل أن تنفجر من الأعباء الكثيرة التي ستقع على كاهلها مع تزايد مسؤوليات الأطفال، وتقدمهم في العمر والحاجة إلى الأب شريكاً في التربية والرفقة والعناية.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...