يقول مثل قديم: "يمضي الإنسان أيامه منتظراً عطلة نهاية الأسبوع، وسنينه منتظراً فصل الصيف، وحياته منتظراً السعادة". السعادة التي تسعى إليها منذ يوم ولادتك حتى نفسك الأخير، تترجمها أهداف سنوية أملاً بتحقيقها. فتبدأ سنتك الجديدة بحماس شديد غالباً ما يبدأ بالزوال بعد أول تجربة فاشلة.
تشرف السنة الجارية على نهايتها، فيقبل الإنسان على عام جديد، وهو مثقل بتجارب العام الماضي، الحلوة والمرّة. يبدأ بالتفكير والتخطيط لمشاريع العام المقبل، حاملاً آمالاً ومخاوف تعيد نفسها سنة تلو أخرى. ولكن هل بإمكان المرء فعلاً أن يغيّر حياته نحو الأفضل أو سيبقى دوماً أسير التجارب الماضية؟
أشخاص يخططون لخسارة الوزن أو الإقلاع عن السجائر والكافيين، أو الحصول على جسم لافت. آخرون يأملون بكسب مادي أو الاستثمار في مشروع صغير يريحهم من أعباء الوظيفة ومزاجية المدير! وآخرون أيضاً، يحلمون بالزواج من شريك يؤمّن لهم الراحة والاستقرار. تتكرر الآمال والأمنيات مع كل مطلع عام جديد، وبات تحقيقها يلامس حدود المستحيل، لأنها تصطدم سنوياً بعراقيل ومخاوف تمنع الشخص من تحقيقها. كيف تحوّل الأماني أهدافاً؟ وكيف تحقق تلك الأهداف لتشعر بسعادة أكبر؟
معروف أن تغيير اللايفستايل أو نمط العيش اليومي أمر سهل نظرياً، فالإنسان مبدع بخلق أهداف كبيرة، ويعرف جيداً ما الذي ينقصه ليكون سعيداً. لكن الصعوبة تبقى في الالتزام بالهدف، والمثابرة اليومية لتحقيقه. تنصح الجمعية الأميركية لعلم النفس أن يلتزم الشخص بهدف صغير ومحدود، وأن يكون لديه برنامج واضح لتحقيق ذلك الهدف، محدداً من خلاله طريقة وأسلوب وتوقيت تحقيقه. أتريد أن تقوم بتمارين رياضية لخسارة الوزن؟ هدف جميل، لكن ترجمته لا تكفي بوضع حد أقصى، ولا الوزن المرجو. بل تحتاج لوضع برنامج عمل مفصّل يشمل الأيام التي سوف تتمرن فيها، والأطعمة التي ستقلع عنها، وتفاصيل أخرى مهمة جداً ستساعدك في تحويل هدفك من مجرد تنظير، إلى واقع وأسلوب حياة.
أضافت الجمعية أن تحقيق الهدف يجب أن يبدأ من الصفر، وبخطوات بسيطة لتتمكن من الالتزام والثبات على هدفك، فلا تصاب بالإحباط والتعب. بذلك تكون قادراً على تحقيق نجاحات صغيرة وثابتة، يتّخذها دماغك كبراهين عمل، ويساعدك حينها على الشعور بالرغبة والتحفيز للاستمرار. حدّد السلوك الذي يزعجك وغيّره، ثم انتقل إلى سلوك آخر، فلا تضيع التركيز أو تنهزم من الأسبوع الأول. لا تتردد في إشراك صديق أو شخص محبب لديك في برنامجك، فذلك سيزيد من حماسك وسيشعرك بالإحاطة والدعم. ربما يذهب معك إلى صالات التمرين، أو يكون مثلك مصمماً على الإقلاع عن التدخين. معه ستتشارك صعوبات المشوار كما نجاحاته.
تلك بعض النصائح التي توضح كيفية تحقيق هدفك، لكن التحدي الأكبر يبقى في تحديد أبرز الخطوات، التي إن اعتمدتها، ابتعدت عن الضغط النفسي، وصرت بالتالي أكثر سعادة ورضا عن الذات. ربما تمتلك الرغبة والأسلوب، لكن عليك أن تعرف أن سعادتك الشخصية ليست وهماً أو مزحة، وأن تحقيقها أمر ممكن، حتى تنظر إلى نفسك كما تحب أن ينظر إليك الآخرون.
إليك 7 خطوات ستغيّر حياتك في 2017:
1- حوّل غضبك إلى شغف
via GIPHY تنشأ من الصغر على كبت غضبك، ومحاولة السيطرة عليه. يعتقد الأهل أن الغضب شعور سلبي، فيحضون أولادهم على عدم الشعور به، بينما العكس هو الصحيح. اغضب من واقعك اليوم وارفضه. ارفض كونك عاجزاً عن تحقيق أي أمنية ترغبها. إسمح لنفسك بأن تشعر بأحاسيس قويّة، وواجه تلك الأحاسيس، عوضاً عن تجاهلها وكبتها. إعزل غضبك من الظروف المحيطة بك، وثبت تركيزك على ما يغضبك في نفسك وما تريد تغييره. تعتبر الأخصائية في علم النفس الاجتماعي جنيفر لرنر، عبر أبحاثها المستمرة في مختبرات جامعة هارفرد النفسية، أن احتواء الغضب وتركيزه نحو الذات، عوضاً عن كبته، لن يحميا الإنسان من صب غضبه على الآخرين فقط، إذ هو الدافع الأساسي الذي يحمل الشخص على الاقتناع، أن له السيطرة على ظروفه ومحيطه، وأن غضبه سيكون الحافز الأكبر لاكتشاف شغفه والتمسك به. غضبك من الشخص الذي أنت عليه اليوم هو الذي سيغّيرك لتصبح الشخص الذي تحب. فاغضب ثم استثمر مشاعر إيجابية لما تحب أن تكون أو تفعل وانطلق!2- تطوّع من أجل قضية أو مساعدة الآخر
via GIPHY أثبتت دراسة قام بها عدد من علماء الاجتماع والنفس، أن العمل التطوعي يفيد المتطوع أكثر من الأشخاص المحتاجين. هو المستفيد الأول لأن لذلك فوائد على الصعيدين النفسي والجسدي. أن تتطوع لمساعدة شخص، أو في سبيل قضية تؤمن بها، وأن تستثمر جزءاً بسيطاً من وقتك أو مالك أو طاقتك، يخفف من نسبة إصابتك بالكآبة المرضية. لأنها ستعطيك شعوراً أكبر بالثقة بالنفس والرضا عن الذات، ويساهم في جعلك تعيش مدة أطول! إذاً أنت المستفيد الأكبر من ذلك، لأن فوائد العمل التطوعي تساهم في تحويل مشاعرك السلبية إلى أخرى إيجابية.3- لا تقبل بالتسويات في خياراتك المهنية
via GIPHY أحد أهم الأسباب التي تجعل الأشخاص غير سعداء هو وجودهم ضمن وظيفة لا يحبونها، لأن خياراتهم المهنية فرضت عليهم. صم أذنيك عن أصوات النشاز التي تحاول أن تملي عليك تخصصك أو عملك. أنت وحدك تعرف مكان شغفك وأين تبرع. وإن لم تكتشفه بعد فقد حان الوقت! نشرت صحيفة Daily mail البريطانية أخيراً دراسة عن تأثير ممارسة وظيفة أو عمل لا نحبهما، على صحتنا الجسدية والنفسية. مشيرةً إلى أن ذلك قد يؤدي إلى ما يسمى بالـBurn-out، التي يمكن أن تؤثر سلباً، ليس فقط على الصعيد النفسي للشخص، بل الجسدي أيضاً. فترتفع حرارة الجسد كلما استيقظ المرء للذهاب إلى العمل، ويشعر بالتقيؤ وبالتعب المستمر، وعدم الرغبة في ممارسة أي نشاط ترفيهي. إن كنت قد اخترت وظيفة لا تلائمك، فابدأ بالبحث عن البديل، وجنّد كل طاقاتك وتركيزك نحو ما تحب، لتنجح فيه.4. اِحذر الصداقات المدمّرة!
via GIPHY "تريد أن تعيش أكثر؟ إبحث عن أصدقاء"، عنوان دراسة تقول إن للصديق تأثيراً إيجابياً كبيراً في حياتنا، لأنه يساعدنا على مواجهة ضغوط الحياة، والشعور بسعادة أكبر، وهمّ أقل. لكن العكيس صحيح أيضاً، فهناك بعض الأصدقاء السلبيين الذين يؤثرون عليك بشكل مستمر وسلبي دوماً. إحذر هذا النوع من الصداقات، لأنه يمكن أن يجعلك مريضاً، ويدمرك. الصديق الذي يريدك أن تشبهه، والآخر الذي ينتقدك دوماً وينصب نفسه واعظاً، والذي يتكلم أمامك بالسوء عن الآخرين، والذي يفتقد للثقة بالنفس، يدأب على تحطيمك وعدم تقدير مجهودك أو إنجازاتك. خفف من وجودك معهم، وحدد علاقتك بهم، لأنهم ليسوا متقبلين لك ولشخصك، ولن يكون وجودهم مفيداً بأي حال من الأحوال، بل على العكس، سيهدرون وقتك وتعبك دون مقابل.5- اِشتر التجارب لا المقتنيات
via GIPHY هل يجعلنا المال أكثر سعادة إن أنفقناه على المشتريات الصحيحة؟ سؤال تصدر بحثاً علمياً أثبت أن إنفاق المال على مشاهدة عمل مسرحي، أو اكتشاف مدينة، أو تناول وجبتك المفضلة مع شخص قريب يشعرك بسعادة أكبر من مجرد شراء مقتنيات جديدة. فالفرحة التي تتقاسمها مع آخرين، فرحة مزدوجة. وتُكسبك خبرة أكبر ومعرفة أوسع، وتزيد من تواصلك الاجتماعي مع الآخرين، وتشعرك بالتالي بالاكتفاء والرضا. ربما يجعلنا المال أكثر سعادة، ولكن تكمن العبرة في كيفية إنفاقه.6- اهتم بتغذية النفس كما الجسد
via GIPHY تكثر الحميات الغذائية المهتمة بالمحافظة على الصحة الجسدية، بالابتعاد عن الأطعمة الغنيّة بالسكر والدسم. ويدعو أخصائيو التغذية الأشخاص لممارسة التمارين الرياضية بشكل مستمر، للحفاظ على ضغط مستقر وتجنب الأمراض. ماذا عن الصحة النفسية؟ أين أنت منها؟ كن على تواصل مع مشاعرك. لا تكبتها أو تتجاهلها. لا تكذب على نفسك إن شعرت بالحزن الشديد، جراء انفصال ما أو حالة موت. لا تتردد بطلب المساعدة من المتخصصين، لإرشادك حول كيفية استثمار وقتك وطاقتك بأنشطة تفرحك وتعزز شعورك باللذة. لكل شخص أسلوبه بالتعبير وشغفه في الحياة: الموسيقى، الرياضة، القراءة، التمثيل، الرقص، مشاهدة السينما وغيرها من الهوايات، تساعدك في تنفيس الاحتقان. وذلك من شأنه أن يبعدك عن الضغط النفسي والكآبة المرضية، ويزيد من قدرتك على السيطرة على حياتك.7- ابتسم!
via GIPHY أثبتت الدراسات أن الابتسامة علاج فعال في مواجهة الضغط النفسي. فكلّما ابتسمت، يفعّل دماغك الخلايا العصبية المحاربة لذلك الضغط، وبالتالي المضادة للاكتئاب. الابتسامة معدية كما الحزن، فابتسم دوماً لتظهر بشكل جميل وتضفي جواً إيجابياً على من حولك. كل عام وسعادتك أكثر حقيقية!رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينرائع
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعربما نشهد خلال السنوات القادمة بدء منافسة بين تلك المؤسسات التعليمية الاهلية للوصول الى المراتب...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحرفيا هذا المقال قال كل اللي في قلبي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعبكيت كثيرا وانا اقرأ المقال وبالذات ان هذا تماما ماحصل معي واطفالي بعد الانفصال , بكيت كانه...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينحبيت اللغة.