في ظل ما يتعرض له الجميع في عالمنا العربي من ضغوط استثنائية تفرضها الأحداث المتقلبة سياسياً واجتماعياً واقتصادياً، تبقى المرأة هي أكثر من يتحمل صعاب الحياة بما فيها عناد الأولاد ومزاجية الأزواج وتسلطهم. لا نعمم هنا بالطبع، ولكننا نتحدث عن حالات نراها جميعاً منتشرة بشكل كبير في مجتمعاتنا. وتحت كل تلك الضغوط لا تملك الأم أحياناً إلا أن تطلق العنان للسانها ليكون المتنفس لغضبها بعد أن عجزت نصائحها عن تقويم سلوك أبنائها. هذه اللعنات (التي لا تقصد الأم معناها بكل تأكيد) تتدرج في قسوتها حسب فداحة الجريمة التي ارتكبها الابن أو البنت. نزور اليوم قاموس التنفيس الذي تستعمله الأمهات العراقيات ليصببن جام غضبهن على الأولاد، بعد أن يفيض بهن الكيل. هي جولة طريفة نتنقل فيها بين درجات الغضب والاحباط التي لا بد أن الكثيرين من شباب وشابات العراق يتذكرونها من سني طفولتهم.

طاح حظك/ طيّح الله حظك

يستعمل الفعل "طاح" هنا ليعني السقوط، ويضاف إلى الحظ ليدعو لمتلقي هذه الشتيمة أن يسقط حظه ويفشل فيما يفعله. وهي في الواقع تعطي معنى إضافياً، هو أن تعيس الحظ هذا قد قام بالفعل بما يجعله فاشلاً وأن هذه اللعنة ما هي إلا تقرير واقع مما يجعلها أوقع وأشد مرارة.

انجَب وسد حلكَك

اخرس واقفل فمك، وتلفظ الجيم وكأنها Ch بالإنجليزية

موت الكرفك/ سليمة الكرفتك/ سليمة تطمك

اِسْليمة تعني الموت وهي من أصل بابلي وآرامي، أما كرف يكرف فهو تحوير لفعل جرف أي أخذ، وبهذا تعني دعاء بأن يأخذك الموت، وهي تقال في حالات الغضب الشديد، ويمكن أن يضاف إليها "ويخلصني منك" حسب درجة الغليان التي يشعر بها الشخص. كما يمكن أن تستعمل مع فعل "يطمك" بمعنى يطمرك بالفصحى أي فليدفنك الموت. الاستعمال مرن ومتنوع حسب مقدار المخالفة وغضب الأم.

إلا أنعنع عظامك/ أشلّع أذانك/ أكسّر راسك

عقوبات بدنية صارمة يكفي التهديد بها لجعل الابن أو البنت يرتجف خوفاً. نعنعة العظام تعني جعلها رقيقة من الضرب. شلع الآذان أي خلعها عن الرأس، وكسر الرأس عادة يتراءى للولد أنه سيتم باستعمال أداة مطبخية ثقيلة.

أدب سز

جزء من التراث العثماني اليسير الذي تركته السلطنة في بلادنا. الجزء "سز" يعني بلا. وبذلك يصبح المعنى أن هذا الشخص بلا أدب أو أخلاق. ولهذا يمكن أن تستعمل مع كلمات أخرى لتصبح "أخلاق سز" و"دماغ سز" و" غيرة سز" والأخيرة تعني الشخص الديوث أو عديم الاحساس.

عمى بعينك

ويمكن أن يضاف إليها "وعين اللي خلفوك، أو اللي جابوك" لتكثيف معنى الإحباط والإهانة ليمتد إلى من أنجبوه وجعلوه مصيبة على الآخرين. الأهل قد لا يتورعون عن سب أنفسهم أيضاً إذا وصل الغضب مرحلة متقدمة.

اشتعلت صفحتك وصفحة اللي خلفوك

دعاء على المعني بالأمر أن يحترق هو وأهله الذين أنجبوه. مناسب لحالات الغضب الشديد.

هم حظي الأغبر

هنا يتحول الغضب إلى رثاء للنفس. تقوم الأم، وبنبرة حزينة ملؤها الحسرة والألم، بالتعبير عن مشاعر الشفقة على النفس من حظها التعيس الذي منحها ابناً (أو بنتاً) يوقعها في كل هذه المشاكل.

سم وزقنبوت إن شالله

هناك اجتهادات كثيرة في أصل كلمة "زقنبوت"، فمنهم من قال إنها تحريف لكلمة "زقوم"، ومن اللغويين من أرجعها إلى أصل مغولي "زقنا بورت"، وهي حشيشة سامة، أو أصل فارسي "زق بنود" أي لا كان طعاماً. وفي كل الأحوال هي مرادف لكلمة سم وتعني التمني أن يتحول الطعام في معدة آكله إلى سم زعاف. شتيمة تنتمي إلى طبقة الغضب الشديد.

تروح فدوة للزمال

الزمال هو الحمار، وهذه العبارة تقال لمن يقوم بعمل متهور وتعني أنك يمكن أن تذهب فداء لرمز الغباء، وهو الحمار لأنك أغبى منه.

الله ياخذك ويخلصني/ الله يشيلك

دعاء واضح بأن تمتد يد العناية الإلهية لتحمل هذا الشخص إلى الملكوت الثاني وتريح البقية منه.

فك ياخة عني

الياخة هي ياقة القميص أو الرداء والشخص الذي يمسك بها يبدو وكأنه لجوج ومتعلق بالشخص الآخر أكثر من اللازم. وهذه العبارة تقال مبدئياً لطرد الشخص أو إبعاده عنك إذا كان مزعجاً أو لجوجاً.

صخم الله وجهك/ صخام الصخمك/ سوّد الله وجهك

الصخام هو السناج بالعربية الفصحى أو ما يعرف بالسخام أو الهباب أي بقايا النار على الشيء المحروق، وتكون بالطبع سوداء اللون. وهذا دعاء بأن يسوّد الله وجه الشخص أمام الناس أي يجعله فاقداً لاحترامهم.

صخونة

هي السخونة أي الحرارة المرتفعة وتعني دعاء بأن يبتلى الشخص بالمرض الذي يسبب الحرارة المرتفعة.

اِشبيك الله ثاولك؟/ أثول

الثول هو البلاهة، والأثول هو الشخص الأبله الذي يستغفله الآخرون بسهولة.

سرسري

وهي كلمة تعني الشخص السيىء الخلق ويتحرش بالنساء. في السابق كان هناك قانون عثماني يسمى "نظام السرسرية" ويقضي بسجن كل عاطل عن العمل. 

زَعْطوط

الزعطوط وجمعها زعاطيط تعني الطفل وهي هنا كناية عن الشخص الضعيف الفهم والإدراك كالأطفال.

كَبر يلمك/ كَبور

وهي تعني القبر بالعربية الفصحى وتدعو للشخص بأن يضمه قبر، ويستعمل الجمع للتوكيد إذا كان الغضب مشتعلاً.

انقلع من وجهي/ روح ولّي

طرد مباشر.

ثور الله بأرض الله

تقال مثلاً للطالب الذي يأتي بشهادة درجات مخزية فيوصف بأنه كالثور الهائم على وجهه في أرض الله لا يدري ماذا يفعل ولا يفهم شيئاً.

اِمُّداك

أي أصابك الغم لجهلك وغبائك، وتصاحب بحركة اليد كمن يرمي في وجهه حفنتي تراب. ويتنوع الضمير هنا حسب الحاجة: اِمداه للغائب، واِمداني للنفس وفيها قدر من توبيخ النفس أو الرثاء لها (امداني وامدا حظي).

اصطبر لي آني أعلمك

وتصاحب عادة بحركة الكف حين تضم فيها الأصابع بشكل مخروطي وهي نذير ووعيد بما سيتلقاه الابن أو البنت لاحقاً في البيت، وتستعمل خصوصاً إذا كانت المخالفة في حضور ضيوف لا تصح العقوبة أمامهم.