أخيراً دخلت سوريا مسرح نوبل الشهير!
[br/]
[br/]
يبدو أن القيمين على جائزة نوبل قرروا أخيراً إنصاف سوريا بعد طول انتظار، لكن الإنصاف لم يكن عن طريق منح إحدى جوائز المسابقة لأي سوري في أي مجال، إنما أولاً من خلال منحها لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية "جاء ذلك بعد مجزرة الغوطة"، وثانياً من خلال حفل تسليم الجائزة عينها، والذي اختير لإحيائه بين آخرين، المغني الشعبي السوري "عمر سليمان", وهو الرجل الذي سبق وغنى أكثر من أغنية للرئيس بشار الأسد![br/]
حسناً فالحفل إذاً من جنس الجائزة، ولا فارق كبير بينهما.[br/]
شاءت الصدف أن أكون في السويد في آب المنصرم، حين ضجت الصحافة هناك بخبر رفض السلطات السويدية منح تأشيرة دخول لمغن سوري للمشاركة في مهرجان ستوكهولم للموسيقى والفن.[br/]
وبما أنني ككثيرين من أبناء سوريا الذين أخرجتهم ظروف بلادهم منها، أحمل معي في لجوئي كل الدوافع والمبررات التي تجعلني أستطبن الغبن، وتشعرني أنني مستهدف لا كمواطن فقط بل كثقافة أيضاً، ساءني الخبر، لا سيما أن تبرير قرار الرفض ذاك كان لتخوّف السلطات السويدية من أن يتقدم فنان سوري بطلب لجوء لمملكة السويد![br/]
إنه عمر سليمان![br/]
[br/]
القلّابية، الشماخ، العقال، الشارب الأسود الكث، نظارات الــ ريبان ذات العدسات المفلطحة، والحذاء الأبيض.. مفرداته الثابتة منذ أغنيته الأولى "خطّابة خطّابة".[br/]
الرجل الظاهرة استطاع من خلال بريته التي لم تدجن، أن يدخل العالمية من بابها الواسع، فمنذ ألبومه الأول عام 2006 والذي جاء بعنوان Highway to Hasake ، لم يغير عمر سليمان شيئاً من الأشياء التي منحته شهرته، ولم يلبس ثوباً آخر غير ثوبه. خمس ألبومات غنائية صدرت له، حتى العام 2011 ، وعمر سليمان هو عمر سليمان.. بلا أي تجميل أو "تطوير وتحديث".[br/]
في كل مكان تطأه قدماه يستقبل بصخب منقطع النظير. في ألمانيا، السويد (التي عاد ودخلها لاحقاً إلى مهرجان يوتوبوري) فالنروج والولايات المتحدة وأستراليا. شهرة جعلت مغنية الـ تريب هوب، الآيسلندية "بيورك"، والتي تعتبر من أشهر المغنيات في العالم وأكثرهن مبيعاً (باعت 15 مليون نسخة من أسطواناتها حول العالم) تقرر الدخول في "دويتو" مع عمر سليمان..، أي مجد يناله إبن مدينة رأس العين!![br/]
دخلنا عالم نوبل إذاً..، العالم الذي لم نطأه من قبل، دخلناه من خلال صورة برية نمطية.[br/]
لم توصلنا كل جهود المفكرين وأبحاثهم، ولا نوتات الموسيقيين وقصائد الشعراء، فالعالم ينأى بنفسه أن يكرم مثل هذه الأشياء. ها هو يقرر إيصالنا مرتين إلى مسرح واحد. مرة بدماء أطفال الغوطة وتنفسهم الذي اختطفه الكيماوي فنالت منظمة حظره الجائزة، ومرة مع مغني الأعراس الموالي علناً لمن استخدم الكيماوي، عمر سليمان. ولله في خلقه شؤون..[br/]
عمر سليمان يغني في حفل توزيع جائزة نوبل للسلام في أوسلو
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...