في مواجهة الحصار، ومعاناة قطاع غزة من أوضاع اقتصادية وإنسانية صعبة، وصفتها تقارير دولية بأنها الأسوأ في العالم، ابتكر الغزيون حلولاً فريدة وغير مسبوقة لمشاكلهم وأزماتهم المتراكمة، التي تبدو مستعصية على الحل.
1. سيارة تعمل بالطاقة الشمسية
بسبب أزمة نقص المحروقات والوقود، تمكن الشابان جمال الميقاتي وخالد البردويل، خريجا كلية الهندسة من جامعة الأزهر في غزة، من تحقيق طموحهما بصناعة أول سيارة تعمل على الطاقة الشمسية في القطاع المحاصر. وهي الأولى من نوعها على مستوى فلسطين وبعض الدول العربية. قال الميقاتي (23عاماً) إن الهدف الرئيسي وراء فكرة تنفيذ المشروع، هو المعاناة التي عاشها الفلسطينيون في غزة بفعل الحصار الإسرائيلي خلال السنوات الماضية، وأزمة انقطاع الوقود، بالإضافة للرغبة في الحفاظ على البيئة.2. جهاز لإنتاج الغاز
نجح طالبان غزيان في اختراع جهاز يهدف لتخفيف معاناة المواطنين، في ظل الحصار المفروض على غزة ونقص الغاز. وتمكّن عطية البرش وماهر الجمل من التخفيف من أزمة غاز الطهو، من خلال استخراج غاز من المخلفات العضوية المنتشرة في جميع أنحاء القطاع، مثل روث الحيوانات وبقايا الطعام، ومخلفات النجارة. فتمكنا من استخراج الغاز وتصفيته بمحلول كيميائي، ليحصلا على غاز نقي. وعن كلفة الجهاز أوضح البرش، من قسم البيئة وعلوم الأرض في الجامعة الإسلامية، أن الجهاز رخيص الثمن مقارنة بفوائده ويساهم في حل أزمة انقطاع الغاز. ويوضح عطية أن الجهاز له دور كبير في حل مشكلة القمامة وبرك المجاري، ومكبات النفايات التي يعاني منها القطاع.3. صناعة الإسمنت
في ظل منع الاحتلال بشكل كامل إدخال الأسمنت للقطاع، مبرراً استخدامه من قبل المقاومة في بناء الأنفاق، تمكن المهندس محمد الأخشم (29 عاماً) في ظل الأزمة، من صناعة إسمنت بأبسط الطرق. يقول محمد: "بصفتي مهندساً ومقاولاً تأثرت جداً بانقطاع الإسمنت، فكانت شركتنا إكسلنس بيلدنغ في البداية، تعمل في مجال بناء الأبراج والعمارات، ومع توقف الإسمنت توقف مصدر رزقنا، وهذا حال كثير من عمال غزة، فسعيت، بناء على دراستي في الهندسة وخبرتي في هذا المجال، للتغلب على هذه المشكلة. ويضيف: "بعد فترة طويلة من البحث والدراسة، وإجراء نحو 250 تجربة عملية، توصلت إلى فكرة إسمنت التشطيبات الداخلية، وأسعى الآن برفقة فريق متخصص مكون من 7 مهندسين في شركتي، ليكون بديلاً عن الإسمنت الإسرائيلي، ويصبح صالحاً للاستعمال في البناء".4. تحلية مياه البحر
رغم كل محاولات الاحتلال الإسرائيلي الاستيلاء على ممتلكات الفلسطينيين، وسرقة المياه الجوفية وتحويلها لآبار ارتوازية، وفي ظل النقص الكبير في المياه والملوحة الشديدة، التي خلفتها ممارسات الاحتلال، تمكن المهندس ضياء أبو عاصي من تنفيذ مشروع لتحلية مياه البحر. فصمم جهازاً لمواجهة أزمة المياه الحادة في القطاع. ويقول أبو عاصي (29 عاماً) إن مشكلة المياه في غزة تهدد حياة الناس، والحل الجذري الوحيد هو تحلية مياه البحر. ويضيف: "هذا ما دفعني لاختراع جهاز تحلية مياه البحر، فكلفة محطة التحلية في غزة تصل إلى 300 مليون دولار". يحتاج القطاع البالغ عدد سكانه قرابة المليونين، لـ180 مليون كوب ماء سنوياً، نصفها للزراعة والصناعات المحلية. ويُعتبر أبو عاصي، الحاصل على شهادة ماجستير في هندسة تقنية تحلية المياه الشديدة الملوحة، أول عربي يصمم جهاز تحلية مياه البحر بتقنية النانو، كما يقول.5. تحويل الحرارة إلى كهرباء
يعاني القطاع من انقطاع الكهرباء بشكل مستمر، ويؤدي ذلك إلى توقف الحياة العملية، وانقطاع استخدام الآلات الإلكترونية الحديثة، التي تعتبر جزءاً مهماً في الحياة اليومية. وقد تمكنت الطالبة شهد أبو لبدة (16 عاماً) من ابتكار جهاز بسيط للتغلب على مشكلة انقطاع الاتصال، الناجم عن استمرار أزمة انقطاع التيار الكهربائي. واعتمدت الطالبة على الحرارة في توليد الكهرباء. وتقول أبو لبدة: "مبدأ الحاجة أم الاختراع دفعني إلى ابتكار جهاز لشحن الهواتف الذكية بالطاقة الحرارية، بعد تحويلها إلى طاقة كهربائية بالاستعانة بالشمع". وتضيف أن جهازها يتكون من قطعة ازدواج حراري، تقوم على توليد فارق جهد باستخدام المشتت الحراري، وهو عبارة عن مبادلات حرارية، تخفض الحرارة الناتجة عن معدن الألمنيوم، ما ينتج جهد طاقة مقدارها 7 فولت، علماً أن شحن الهاتف الذكي يحتاج إلى فولت ونصف الفولت. ويحتاج قطاع غزة، الذي يقطنه مليونان من 480 إلى 500 ميغاواط، وما يتوفر حالياً هو 210 ميغاواط، يتم توريد 120 منها من إسرائيل، و30 ميغاواط من مصر، والبقية تنتجها محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة.6. حجر بناء بلاستيكي بديل عن التقليدي في غزة
نجح مهندسان من مدينة غزة في صناعة حجر بلاستيكي صديق للبيئة، يستخدم في بناء أسقف الباطون، بدلاً من حجر "الريبس" التقليدي، ويعطي متانة أفضل، ويسهم في حل مشكلتي نقص مواد البناء وازدياد النفايات البلاستيكية.بإمكانات شبه معدومة وفي ظل ظروف مأساوية... ابتكر سكان غزة حلولاً فريدة وغير مسبوقة لمشاكلهم
حجر بناء بلاستيكي... نعم، هكذا يواجه سكان غزة منع إسرائيل إدخال الإسمنت إلى القطاعويعد المشروع، الذي أطلق عليه المهندسان المدنيان أحمد الجدبة وأيمن عاشور، اسم "أيسر"، المشروع النوعي الأول في فلسطين. ويستخدم مادة البلاستيك بديلاً عن الرمل والحصمة والإسمنت في إنتاج الحجر العادي. ويقول المهندس أيمن عاشور (24 عاماً) إن الحجر البلاستيكي أخف وزناً بنسبة 90% عن الحجر التقليدي، إذ يصل وزنه لنحو 1.5 كيلوغرام، في حين يصل وزن حجر "الريبس" بين 17 و20 كيلوغراماً. وتقدر كلفة الحجر البلاستيكي بنحو 6 شواكل (نحو دولار ونصف)، في حين يبلغ سعر الحجر التقليدي 4 شواكل، لكن فرق هذا السعر قد يوفره الزبائن في تأمين كميات من الإسمنت في القواعد والأعمدة. وأجرى المهندسان تجربة ناجحة لبناء أول سقف باستخدام أحجار بلاستيكية على مساحة 30 متراً، فتحت بعدها المجال أمام المواطنين لاستخدام تلك القوالب.
7. جهاز طبي إلكتروني يعمل عبر الرسائل ومواقع التواصل الاجتماعي
مع استمرار منع إسرائيل لإدخال أبسط أجهزة الكشف عن الأمراض، ووضع العراقيل أمام حركة سفر المرضى إلى الضفة والداخل المحتل، تجرى الأبحاث والتجارب لوضع بدائل تخفف عن المواطنين. وتمكنت فتاتان متخرجتان من كلية الهندسة في جامعة الأزهر بغزة، من إنجاز مشروع لجهاز إلكتروني طبي يخدم كبار السن والمرضى في فلسطين. الاختراع الجديد هو مشروع تخرج للطالبتين هديل مرتجى ونور أبو العون، واستغرق إنجازه 6 أشهر متواصلة من البحث والجهد. تقول هديل مرتجى إن مشروعها وزميلتها هو عبارة عن جهاز صغير يوضع على معصم اليد كالساعة، ومرفق معه تطبيق حاسوبي، يقوم بقياس ضغط الدم ونبضات القلب ودرجة حرارة الجسم. وأوضحت مرتجى أن ما يميز مشروعهما، هو خاصية التحكم والإرسال عن بعد، فيستطيع الطبيب معرفة حالة مريضه عن بعد. وفي حال تدهورت حالة المريض، يرسل الجهاز تنبيهاً للطبيب عبر التطبيق، أو من خلال رسالة نصية عبر الجوال، أو مشاركة على برنامجي التواصل الاجتماعي واتس آب وفايبر، مرفق معها تشخيص كامل للحالة.8. بديل عن الأسمنت والرمل من بقايا الطعام
أيضاً في إطار أزمة نقص الإسمنت، تمكنت مجموعة من خريجات كلية الهندسة في القطاع، من ابتكار مادة مستخلصة من بقايا الطعام والنفايات العضوية، واستخدامها بديلاً للإسمنت والرمل في الخلطات الخرسانية. الابتكار له فائدة مزدوجة كما تقول دعاء صيام، المهندسة المشاركة في الفكرة، فهو حل لمشكلتين يعاني منهما القطاع، إذ يخرج يومياً أكثر من100 طن من النفايات وبقايا الطعام، ولا توجد آلية واضحة لإعادة تدويرها أو التخلص منها بالشكل الصحيح، بسبب عجز البلديات عن هذه المهمة. الفكرة استغرقت نحو عام ونصف العام، وانتهت بمشروع تخرج لطالبات في كلية الهندسة بالجامعة الإسلامية. ورغم رفض المهندسات الإفصاح عن تفاصيل مشروعهن، إلى حين تسجيل براءة اختراع، أوضحت هديل أنهن عمدن إلى جمع النفايات العضوية من مطاعم القطاع، وأماكن أخرى، لتوفير كميات كبيرة، ثم فرزها من الشوائب.9. سخان للمياه على الطاقة الشمسية
في ظل الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، وبقاء أصحاب المنازل المهدمة والنازحين بفعل الحرب في كرافانات، لا تقيهم حر الصيف ولا برد الشتاء، خرجت الطالبة هبة عبد الهادي، ابنة الصف العاشر الأساسي، بفكرة جهاز تسخين للمياه عن طريق الطاقة الشمسية، بإمكانات متواضعة. وعن عمل الجهاز، تقول عبد الهادي، إنها تقوم على الاستفادة القصوى من أشعة الشمس، التي لا تغيب إلا أياماً معدودة طوال العام، في تسخين المياه للاستخدام المنزلي. وأشارت إلى أن درجة حرارة الماء القصوى التي يوفرها السخان تصل إلى 87 درجة مئوية، بينما يكفي الناتج الذي يوفره السخان نحو 15 شخصاً. ولا تتعدى كلفة هذا المشروع 150 شيكلاً، كما قالت عبد الهادي.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...