مثل غيرهم، كان للعرب قبل الإسلام ألعاب خاصة بهم مارسها الكبار والصغار في مناطق متفرقة من شبه الجزيرة العربية وصبغوها ببيئتهم الصحراوية، بعضها استمر حتى العصر الحالي رغم تطور تكنولوجيا الألعاب، وبعضها دخل كتب التاريخ من أوسع أبوابه.
سباق الحيوانات
كان العرب يخرجون إلى سباق الخيل ويتراهنون عليها. قال الدكتور جواد علي في كتابه "المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام" إن العرب كانوا يطلقون على الفائز الأول من الخيل اسم السابق، والفائز الثاني المصلىّ، والثالث المسلي، أما الفائزان الرابع والخامس فعُرفا باسم المرتاح والسادس بالعاطف والسابع بالمؤمل والثامن بالحظيّ والتاسع باللّطيم والعاشر بالسُكيت، وما جاء بعد ذلك لا يعتد به، والذي يجيء آخر الخيل يسمى العسكل. لم يقتصر السباق عند الجاهليين على الخيل، بل سابقوا بين الإبل، وكذلك بين الكلاب والحمير والحيوانات الأخرى.
السبق بالنصل أو المراماة بالسهم
كان العرب يتراهنون على إصابة هدف هو في الغالب عبارة عن قرِبة صغيرة معلقة على مسافة كبيرة، وكانوا يرمونها بسهامهم ومن أصابها أكثر من غيره نال السبق وفاز بالرهان. وعُرف نفر من العرب قديماً بإصابتهم وبقوة رميهم، وجعلوا لقوة الرمي وشدته أو لرخاوته وللمكان من إصابته الهدف درجات هي الخاضل والخازق والخاسق والحابي والمارق والخارم والمزدلف. والخاضل هو الذي يصيب الهدف ولا يخدشه، والخازق الذى يخدشه ولا يثقبه، والخاسق الذي يثقبه ويثبت فيه، والحابي أن يدني الرامي يده من الأرض فيرمي سهمه فيمر على وجه الأرض فيصيب الهدف، والمارق الذي يمرق الهدف أي يثقبه وينفذ فيه، والخارم الذي يقطعه، والمزدلف الذي يسقط رميه بجوار الهدف ثم يعيد المحاولة فيصيب الهدف. وفي كتابه "لعب العرب" يستعرض أحمد تيمور باشا عدداً من الألعاب التى مارسها العرب قديماً وهي:الكرة
كان العرب يلعبون بالكرة بأكثر من طريقة، منها وهم على ظهور الخيل، إذ كان أحدهم يرمي بكرة كبيرة على الأرض لمسافة بعيدة، ويتسابق عليها الفرسان لضربها بقضيب في رأسه قطعة خشب طولها نحو شبر أو أكثر بقليل (سمي بالصولجان)، ومن سبق منهم إلى إصابتها كانت الغلبة له. وكانوا يلعبون الكرة أيضاً بالطبطابة وهي خشبة عريضة ذات مقبض يحركون بها الكرة الصغيرة وهم يجرون على أرجلهم.الأربعة عشر
هي عبارة عن قطعة خشبية بها ثلاث حفر متوازية يوضع فيها عدد من الحصى، ويقوم كل لاعب بتحريك هذه الحصى بعد رميه لمكعب صغير منحوت على جوانبه أرقام (يشبه النرد)، ومن يخرج الحصى من الحفر قبل الآخر يكون فائزاً.القرق
هي عبارة عن ثلاثة مربعات متداخلة، يربط بينها خطان كبيران يصلان بين زواياها فيصير أربعة وعشرين خطاً هي مجموع أضلاع المربعات والخطوط الداخلية بكل واحد. ويضع اللاعبان على هذه الخطوط حصى يحركانها بطريقة معينة وفقاً لما يخرجه مكعب منحوت عليه أرقام، ومن يستطيع إخراج الحصى خارج المربعات يكون فائزاً.الأرجوحة
خشبة يوضع وسطها على تل يجلس غلام على أحد طرفيها، ويجلس غلام آخر على الطرف الآخر، فتترجح الخشبة بهما ويتحركان، فيميل أحدهما بالآخر.الأُنُبوثُة
يحفر الصبيان حفرةَ، ويدفنون فيها شيئاً ومن استخرجه فقد غلب.البُقيري
هي كومة من تراب حولها خطوط، ويأتي الصبيان إلى موضع قد خُبئ لهم فيه شيء فيشيرون بأيديهم إلى أحد الخطوط ويخمنون وجود الشيء داخله، وإذا وجده أحدهم يكون هو الفائز.البحثة
تشبه البُقيري، وتسمى المقابلة أيضاً، وفيها يجمع الصبية كومتين من التراب، ويخبئون داخل واحدة شيئاً، ويشير اللاعب بيده إلى إحدى الكومتين مخمّناً وجود الشيء فيها، فإن صح تخمينه فاز.الدارة
يقعد الصبي القرفصاء، ويقعد صبي آخر يجعل ظهره في ظهره، ويدور الصبيان حولهما يضربونهما، فإذا أمسك واحد منهما صبياً أجلسه مكانه. يتعلمون من ذلك خفة الأيدي وسرعة الضرب والمشي.الضّب
يتم رسم الضّب (حيوان من جنس الزواحف) على الأرض، ثم يحول أحد الفريقين وجهه معطياً ظهره للرسم، ثم يضع بعضهم يده على شيء من الضّب فيقول الذي يحول وجهه: هذا أنف الضّب أو ذنب الضّب أو كذا وكذا من الضّب حتى يفرغ، فإن أخطأ ما وضع عليه يده، ركبه أصحاب الفريق الثاني وسار بهم، وإن أصاب صار هو السائل.عِظمُ وضّاح
كان الصبيان يعمدون إلى عظم أبيض فيرمونه في ظلمة الليل، ويتفرقون في طلبه، فمن وجده منهم فاز وركب أصحابه الذين لم يعثروا عليه.المهزام
يطلق على لعبة يُغطى فيها رأس أحدهم ثم يلطمه أحد اللاعبين، ويُقال له: من لطمك؟ فإذا خّمن ودل على من لطمه يحل محله وينتقل هو إلى باقي الفريق.الكُجّةُ
يأخذ الصبيان قطعة بالية من القماش فيدورونها كأنها كرة، ثم يقيمون حجراً على الأرض ويرمونه بالكرة من مسافة بعيدة، ومن يصيبه يكون قد غلب.الغميضاء
هي الاستغماية عند العامة فى مصر. يغمض أحد اللاعبين عينيه ويختبئ باقي اللاعبين وبعدها يبحث عنهم ويحاول الإمساك بهم.التدبيج
يطأطئ أحد اللاعبين ظهره ليجىء آخر يعدو من بعيد ويقفز من فوق ظهره.الجعِري
يُحمل الصبي بين اثنين على أيديهما، وتسمى هذه اللعبة "محمل السلطان".الخذروف
عبارة عن عود أو قصبة مشقوقة في وسطها، ويقوم الصبية بشدها بخيط وتحريكها دائرياً بطريقة معينة، مما ينتج عنه صوت حفيف أو أزيز يختلف بحسب طول الخيط وقوة التحريك.دِحندح
هي لعبة عبارة عن كلمة يقولها الصبيان ويكررونها عدة مرات بسرعة كبيرة في وقت وجيز، ومن يخطئ يقوم ويقف على رجل واحدة ويحجل سبع مرات.القُفّيزي
يقيم الصبيان حواجز خشبية على الأرض ثم يجرون ويقفزون عليها، ومن يتجاوزها يكون فائزاً.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامرائع
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعربما نشهد خلال السنوات القادمة بدء منافسة بين تلك المؤسسات التعليمية الاهلية للوصول الى المراتب...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحرفيا هذا المقال قال كل اللي في قلبي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعبكيت كثيرا وانا اقرأ المقال وبالذات ان هذا تماما ماحصل معي واطفالي بعد الانفصال , بكيت كانه...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينحبيت اللغة.