شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
قصص نساء قررن أن العضلات البارزة ليست للرجال فقط

قصص نساء قررن أن العضلات البارزة ليست للرجال فقط

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأحد 6 نوفمبر 201608:12 ص
لم تتخل دينا الصباح عن حلمها في أن تصبح أول امرأة عربية تقف على المسرح الأولمبي، في رياضة كمال الأجسام. وكونها ابنة عائلة كويتية ثرية، لم يمنعها هذا من ممارسة رياضتها المفضلة، لتكسر كل الخطوط الحمراء في رياضة اعتبرها الجميع شأناً خاصاً بالرجال فقط. بالرغم من عدم استطاعة دينا الحصول على بطاقة احتراف من اتحاد بناء الأجسام الكويتي، كما هو الحال في كل الاتحادات الخاصة باللعبة، لم تستسلم، وتواصلت مع الاتحاد الدولي للعبة، حتى حصلت على بطاقة احتراف، لتتخطى بذلك خطوط المحلية وتنطلق مباشرة إلى العالمية. وبالرغم من رفض المجتمعات العربية المحافظة لرياضة كمال الأجسام، لما ترتديه المرأة من ملابس يعتبرونها "فاضحة"، إلا أن دينا لم تلتفت لهذه الآراء، واستمرت في تحقيق حلمها، لتحصل على عدد من البطولات الدولية في الولايات المتحدة الأميركية. ما السبب الذي يجعل الفتاة تتجه لتربية عضلاتها؟ وماذا عن تقبل المجتمع لتلك الظاهرة؟ [caption id="attachment_81085" align="alignnone" width="700"]Dina-Al-Sabah2Dina-Al-Sabah2 دينا الصباح[/caption]

الحجاب أم البطولة؟

لم يمنعها الحجاب من ممارسة الرياضة المفضلة لديها. وعلى الرغم من كونها بدأت ممارسة الرياضة في سن مبكرة، وسط تشجيع الأهل، فمارست الكونغ فو والسباحة، إلا أن رياضة كمال الأجسام كان لها نصيب الأسد في قلب المصرية خلود عصام، أول مدربة كمال أجسام عربية. [caption id="attachment_81091" align="alignnone" width="700"]خلود عصامkholoud-essam-4 خلود عصام[/caption] وبالرغم من التحول الشديد في موقف أهلها، الذين حاولوا منعها من ممارسة رياضة "سيئة السمعة"، إلا أنها تخلت عن كل ما يعكر صفو حبها "لعضلاتها"، التي تكبر يوماً بعد يوم. خوف أهلها من أنها لن تتزوج، وهي تبلغ 28 عاماً، بحجة خوف الرجال من عضلاتها، أصبح يضحكها بعدما حققت نجاحات كبيرة في الرياضة، بالإضافة لعملها كمدربة لمجموعة من الفتيات، يحلمن بأن يصبحن مثلها يوماً ما، وإن كن الآن يقمن بتربية عضلاتهن في الظلام، خوفاً من المجتمع. "بدأت تربية العضلات منذ عامين تقريباً، في البداية كان أهلي يشجعونني للحفاظ على وزني، لكن عندما قررت احتراف اللعبة، حدثت مشكلات كبيرة، وبدأت التعليقات: "بقيتي زي الراجل"، و"فين أنوثتك؟"، قالت خلود عصام لرصيف22. وأضافت: "طالما صممت على تحقيق حلمي, لن يمنعني أحد من تحقيقه". بالرغم من عدم وجود دعم مادي أو حتى معنوي للعبة، إلا أن إصرار خلود على تحقيق نجاحات، جعلها تخوض منافسات خارج إطار التمثيل الرسمي، لتحقق مراكز متقدمة فيها، بل تعتبر نفسها سفيرة كمال الأجسام في مصر والمنطقة العربية بأكملها.
من دينا الصباح، الكويتية صاحبة البطولات الدولية، إلى هند وجيه، أول "حارسة خاصة” مصرية… عالم كمال الأجسام للنساء
أمنية خلود أن تحقق بطولات دولية، لكنها رفضت عروضاً للمشاركة فيها بسبب رفضها التخلّي عن حجابها، وارتداء ملابس تكشف جسدها. كما تحلم بتأسيس أكاديمية التدريب الخاصة بها. وعن الاستخدامات أخرى "لعضلات خلود" غير التدريبات، تؤكد أنه من الطبيعي أن تستخدم عضلاتها ضد من يضايقها، خصوصاً معاكسات الشارع، وتستطرد "اللي عاوز يجرب يقرب". فرح ملحسFarah-Malhas-2

"اندماج الجسد بالروح"

ربما ترتبط تربية العضلات في مخيلتنا بالوشم، بالنسبة للرجال، ولكن ماذا عن النساء؟ "تكون شخصية مميزة عندما تكف عن كونك نكرة"، و"وحدها جروحك تخفف من ألمك"، تلك كانت بعض "الوشوم" التي رسمتها فرح ملحس، الفتاة الأردنية العشرينية، التي احترفت رياضة كمال الأجسام، بالرغم من رفض المجتمع الأردني لجرأتها، كما جرت العادة عندما تمارس الفتاة هذه اللعبة. محلس ترى أن تربيتها لعضلاتها يمثل بالنسبة إليها "اندماجاً للجسد بالروح"، وتجد فى الوشوم مخرجاً من أحزانها، كما تعتبرها جزءاً لا يتجزأ من تربيتها لعضلاتها. "ما الذي ينقصني لأكون واحدة من هؤلاء السيدات اللواتي يمزجن بين أنوثتهن والرياضة في قالب قوي ومتين؟"، تتساءل أول أردنية تحترف رياضة كمال الأجسام في حديث صحافي. وتضيف: "الجميع ضدي، لا أحد يفهم أنني أريد أن أصبح نجمة دولية في كمال الأجسام". موضحةً أنه من الصعب موافقة الاتحاد الأردني لكمال الأجسام على مشاركة امرأة في مثل هذه المسابقات. Farah-Malhass_AFPFarah-Malhass_AFP

حارسة خاصة "بودي غارد"

"اخترت كمال الأجسام لأثبت للجميع أن تربية العضلات لا يؤثر مطلقاً على الأنوثة"، قالت هند وجيه عثمان، أول امرأة في مصر تحصل على تصريح "حارسة خاصة" من وزارة الداخلية المصرية، وتعمل كحارسة خاصة Bodyguard. [caption id="attachment_81094" align="alignnone" width="700"]هند-وجيه-عثمان-2هند-وجيه-عثمان-2 هند وجيه عثمان[/caption] وأضافت هند لرصيف22 أنه بالرغم من كون تربية العضلات، أو رياضة كمال الأجسام في المجتمعات العربية مقتصرة فقط على الرجال، لكن من حق المرأة أيضاً أن تمارسها إذا أحبتها. تعتبر هند أنها تؤسس لمصير أجيال كثيرة مقبلة من النساء، ربما يخترن هذه اللعبة، ولا يجدن الدعم الكافي. وتقول: "أتمنى أن يكون هناك دعم كاف للعبة في مصر، لأن المشاركة في مسابقات عالمية تحتاج لأموال لا يتحملها الرياضي بمفرده، ولا بد من وجود رعاة لهذه الرياضة في مصر". واجهت هند انتقادات عديدة بعد إعلان رغبتها في الانضمام لحرس الرئاسة، وإعادة موضوع حرس الرئيس النسائي، كما في ليبيا إبان حكم الرئيس السابق معمر القذافي. ومن الصعوبات التي واجهتها في بداية الأمر، كان التدريب داخل الصالات الرياضية جنباً إلى جنب مع الرجال، إذ واجهت تعليقات كثيرة. لكنها قالت: "في النهاية صمدت، وواجهت حتى حققت ما أريد". هند وجيه عثمانهند-وجيه-عثمان

التحرش وانعدام الأمن

مروة فهمي أدخلت ابنتها ذات الـ8 سنوات إحدى الصالات الرياضية لتدريبها على رياضة كمال الأجسام على أيدي متخصصين. وعلى الرغم من أن الأمر متساوٍ بالنسبة لابنها أيضاً، الذي يتمرن مع شقيقته، فهي ترى أن نظرة المجتمع يجب أن تتغير بالنسبة إلى الفتيات اللواتي يمارسن هذه الرياضة. وتقول مروة لرصيف22: "لا ينبغي اقتصار تربية العضلات على الرجال فقط، فالواقع الذي نعيشه في مجتمعاتنا العربية هذه الأيام يقتضي أن تتعلم الفتاة بعض فنون القتال، التي تمكنها من الدفاع عن نفسها". وتتمنى مروة أن تصبح ابنتها بطلة في هذه الرياضة يوماً ما. التحرش الجنسي أيضاً قد يسبب رواسب نفسية تدفع المرأة إلى محاولة إيجاد آلية للدفاع عن نفسها. وهذا ما حدث مع سارة ياسين، التي تعرضت لتحرش جنسي في إحدى وسائل المواصلات، ووسط عجزها آنذاك عن الدفاع عن نفسها، قررت أن تقوم بتربية عضلاتها، لتكون دائماً في وضع دفاع. "قررت أن أربي عضلاتي بالشكل الذي يساعدني على الدفاع عن نفسي ما دام المجتمع لا يوفر لي وسيلة أخرى. لا أخشى ما يقوله المجتمع من أن تربية العضلات تفقد الأنوثة، لأن ما يهمني هو الدفاع عن نفسي فقط"، قالت سارة لرصيف22.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image