شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
خطايا المحترفين المصريين في أوروبا

خطايا المحترفين المصريين في أوروبا

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الخميس 3 نوفمبر 201607:47 م
الاحتراف حلمٌ يراود لاعب كرة القدم منذ الصغر، ومن أجله يتدرّب، ويطوّر نفسه، ويتخطّى الصعاب، كي يصل يوماً إلى ما تمنّاه. لكن ليس كل من اجتهد داخل المستطيل الأخضر، وصل إلى مراده، فهناك لاعبون كثيرون من العرب والمصريين، نالوا إشادة النقاد والجماهير، وعندما وطئت أقدامهم الملاعب الأوروبية، فشلوا تماماً في تحقيق المنتظر منهم.

إبراهيم سعيد: افتقاد النجومية يُطيح بحلم العمر

إبراهيم سعيدإبراهيم سعيد يعدّ إبراهيم سعيد (37 عاماً)، أو «المشاغب»، كما يلقبه مُحبّوه، من أبرز المواهب الكروية التي شهدتها الملاعب المصرية، وقد جمع بين المهارة والذكاء والقدرات البدنية العالية. بدأ مشواره في قطاع الناشئين بالأهلي المصري، وتدرّج حتى بات لاعباً في الفريق الأول، وخلال فترة قصيرة، أصبح واحداً من أهم اللاعبين المصريين، مما دفع العديد من الأندية الأوروبية لمحاولة الظفر بخدماته، ومن بينها فريق إيفرتون الإنكليزي، الذي نجح بالفعل في استعارته ستّة أشهر، في موسم 2003-2004. هكذا، أصبح «هيما» أوّل مصري تلمس قدماه ملاعب الإنكليز، وتوقّع له الجمهور التألق في الملاعب الأوروبية، والانتقال إلى نادٍ أكبر خلال فترة قصيرة، لكن لم يحصل المشاغب على فرصة الظهور في الدوري الممتاز، وظلّ جليس مقاعد البدلاء، رغم تألقه مع الفريق الرديف. وبعد فترة، نفد صبره، وقرّر العودة ثانية إلى الدوري المصري، عبر بوابة الأهلي، الذي نشأ وترعرع فيه. يقول إبراهيم سعيد لرصيف22 إنه كان - قبل ذهابه إلى إنكلترا - عنصراً أساسياً في أكبر أندية القارة الإفريقية، وهو ما جعله يظن أنه سيشارك هناك ضمن التشكيلة الرئيسية أيضاً، وستتعامل معه الجماهير باعتباره نجماً كبيراً، مثلما تعامل معه المصريون، لكنه صُدم باستبعاده المتكرّر من قِبل جهاز إيفرتون الفني، إضافة لفقدانه شعبيته التي كان يحظى بها في بلاده، مما دفعه لاتخاذ قرار العودة إلى مصر، متنازلاً عن حلم راوده منذ كان ناشئاً بين صفوف الأهلي. لاعب الأهلي والزمالك والمنتخب المصري الأسبق، يرى أن من أسباب فشل اللاعبين المصريين والعرب في أوروبا عموماَ، اللغة التي تكون عائقاً أمام كثيرين منهم، وكذلك اختلاف الثقافات. وضرب مثلاً لذلك بقوله: في مصر تجد من يعبر الطريق دون انتظار توقّف السيارات، فيراوغ ويتقدم ويتأخّر، كي يصل إلى الجانب الآخر، لكن عند ذهابه إلى أوروبا، يجد نفسه مطالباً بانتظار إشارة المرور كي يعبر بأمان. ونصح المشاغب مَن يفكّر في الاحتراف خارج مصر، بتعلّم اللغات، كي لا يجد مشاكل أو صعوبات في التواصل مع الآخرين، إلى جانب معرفة ثقافة تلك الشعوب وعاداتها وتقاليدها الخاصة، ليساعده كل ذلك على النجاح.

هيثم فاروق: الرحيل خيرٌ من مقاعد الاحتياط

هيثم فاروقHaytham-Farouk_AFP "الرحيل خير من ملازمة الدكّة". هكذا تحدّث هيثم فاروق، مدافع المنتخب المصري وفينورد روتردام الهولندي السابق، لرصيف22. فاروق (45 عاماً)، بدأ مشواره مع الساحرة المستديرة بنادي الأوليمبي السكندري، ودخل الدوري الممتاز، قبل أن يتخطّى السادسة عشرة من عمره. ستة مواسم في الدوري الممتاز، كانت كفيلة بلفت انتباه مسؤولي فينورد الهولندي، للتعاقد معه، لكن وجود عمالقة في نفس مركزه - مثل رونالد كومان، المدير الفني الحالي لفريق إيفرتون، وهينك فريزر، مدرّب فريق فيتيس أرنهيم - منع فاروق، رغم إجادته الإنجليزية والهولندية، وتأقلمه سريعاً مع الحياة في هولندا - وصولاً لزواجه من هولندية - من الاستمرار هناك، إذ لم يستطع البقاء جالساً على مقاعد البدلاء طويلاً، فقرّر الرحيل عن الفريق العريق، والذهاب إلى نادٍ أقل مستوى، لممارسة معشوقته، وعدم الاكتفاء بمشاهدة زملائه داخل الملعب. فاروق يؤكد أن هناك العديد من المشاكل التي تواجه اللاعب المصري، عند خوضه تجربة الاحتراف، إذ يصطدم بواقع مرير حينما يجد كلّ ما تعلمه في صغره، من تدريبات وثقافة كروية، مخالفاً تماماً لما يجري في أوروبا، إلى جانب صعوبة التواصل مع مَن حوله، لعدم امتلاكه سوى اللغة الأم.

القميص الذي أبعد «الغالي» عن توتنهام

[caption id="attachment_80918" align="alignnone" width="700"]حسام غاليحسام غالي حسام غالي[/caption] حسام غالي (35 عاماً)، قائد المنتخب المصري والأهلي الحالي، قضى ثلاثة مواسم مع الفريق الأول بالدوري الممتاز المصري، لينتقل بعدها إلى الدوري الهولندي، عبر بوابة فينورد روتردام أيضاً. تألّق «الغالي» - كما تلقبه الجماهير المصرية - مع فريق مدينة روتردام، ليلفت الأنظار إليه بشدة في أوروبا، ويسارع فريق توتنهام هوتسبير الإنكليزي بضمّه، رغم إصابته في ذلك الوقت. تألق غالي أيضاً مع فريق العاصمة الإنكليزية لندن، وبات من العناصر الرئيسية للفريق، وراحت الصحف الكبرى في إنكلترا تتحدث عن عروض من كبرى أنديتها، على رأسها تشيلسي، لضمّ اللاعب. لكن سرعان ما توقفت عقارب الساعة عن الدوران، وأُسدل الستار بشكل غريب على قصة كان يُتوّقع لها النجاح والتوهج أكثر في أوروبا.
ماذا يقول إبراهيم سعيد وهيثم فاروق وعمرو زكي عن فشلهم في التألق في أوروبا، بعد أن ظنت الجماهير أنهم سيكونون نجومها
الدلال الزائد هو السبب الأول وراء فشل الكثير من اللاعبين المصريين في الكرة العالمية...
في مباراة مهمّة جداً لنادي توتنهام، أمام بلاكبيرن روفرز، بموسم 2006-2007 كانت ستحسم صراع الفريقين على حجز أحد المراكز الخمس الأولى في البريمييرليغ، نزل حسام غالي بديلاً في الدقيقة 30، ولما تأخّر الفريق بهدف، قرّر المدير الفني لتوتنهام، مارتن يول، إشراك روبي كين، بدلاً من غالي، في الدقيقة 61 من المباراة. خرج غالي حينها مسرعاً، وخلع قميصه وألقى به في وجه مدرّبه، متجهاً إلى غرفة خلع الملابس.
اللاعب أكّد في إحدى المقابلات التليفزيونية، أن سبب تصرّفه، علمه بوجود مخطط من إدارة النادي يُحاك ضدّه، كونه لاعباً عربياً، فقرر قبل انطلاق المباراة، أنه سيكون الموسم الأخير له في البريمييرليغ، وألقى القميص عند تبديله.
مع رحيل مارتن يول عن تدريب الفريق، كاد غالي يشارك مع المدير الفني الجديد للنادي، لكن الجماهير هتفت ضدّه، لحظة نزوله إلى الملعب وقالت له: «أنت لا تستحق ارتداء هذا القميص»، وأجبرت هارى ريدناب، المدير الفني الجديد، على التراجع عن رأيه وإعادته مرة أخرى إلى مقاعد البدلاء. كان غالي قد دخل التشكيلة الأساسية لفريقه فى المباراة التى فاز فيها 3/1، وتأهّل للدور الرابع من كأس إنكلترا بعد غياب دام أكثر من عام ونصف العام إثر استبعاده، على خلفية إلقاء قميصه فى وجه مارتن يول.

خلل في «البلدوزر» يمنعه من غزو أوروبا

عمرو زكيعمرو-زكي كانت بدايات عمرو زكي (33 عاماً) ، الملقب بالبلدوزر، في نادي المنصورة، الذي انتقل منه إلى نادي إنبي، حيث لمع نجمه وعرفته الجماهير. حضر الحقبة الذهبية للكرة المصرية، التي حقّقت خلالها ثلاث بطولات أمم إفريقية (2006، 2008 و2010). ورغم وجوده في نادي إنبي، أحد أندية الشركات التي ليس لها قاعدة جماهيرية واسعة، حجز له مقعداً في المنتخب الوطني، على حساب لاعبين كبار، على رأسهم حسام حسن، عميد لاعبي العالم وقتها. انتقل إلى صفوف لوكوموتيف موسكو الروسي، عام 2006، لكنه لم يتأقلم معه بسبب برودة الطقس، وقرّر العودة إلى مصر مجدداً، عبر بوابة الزمالك. تألّق زكي مع الزمالك والمنتخب الوطني، لينتقل إلى صفوف ويغان الإنكليزي، موسم 2008/2009 على سبيل الإعارة، مقابل مليون ونصف المليون يورو. اندمج زكي سريعاً مع ويغان، ونجح في هزّ شباك المنافسين بغزارة، حتى سجّل 9 أهداف خلال 13 لقاء خاضها مع الفريق، الأمر الذي دفع ديف ويلان، رئيس النادي، إلى تشبيهه بالنجم الإنكليزي آلان شيرر، الهدّاف التاريخي لفريق نيوكاسيل يونايتد، ومنتخب الأسود الثلاثة. ولم يُدهش هذا التصريح الصحافة الإنكليزية، خصوصاً بعدما تمكّن زكي من جذب الأنظار إليه بشدة، خلال فترة وجيزة، لتتحدث الصحف عن عروض من أندية كبيرة في إنكلترا، وتبدأ الجماهير المصرية التغنّي باللاعب، منتظرةً انتقاله إلى ريال مدريد الإسباني. لكن، كالعادة، سرعان ما تبخّر كل ذلك، وقرّر النادي فجأة عدمَ التعاقد مع اللاعب نهائياً، بسبب عدم التزامه وتغيّبه عن تدريبات الفريق، مما دفع ستيف بروس، المدير الفني لويغان في تلك الفترة، للحديث عن اللاعب قائلاً إنه لم يرَ في حياته لاعباً غير محترف مثل زكي. وأضاف: "هذه المرة الرابعة التي يؤكد فيها حضوره للمشاركة في تدريبات الفريق، عقب تأدية الواجب الوطني مع منتخب بلاده، ولا يحضر، لقد نفد صبري منه". زكي في حديثه لرصيف22، يؤكد أن السبب وراء عدم استمراره في أوروبا، مغالاة نادي الزمالك، وعدم بيعه بشكل نهائي منذ البداية، وتركه يرحل على سبيل الإعارة، مما دفعه للتفكير في مستقبله طول فترة وجوده مع ويغان، قبل أن يقرر النادي عدم التعاقد معه. لكن في الواقع، كلّ اللاعبين الذين خرجوا من مصر إلى أوروبا، خرجوا على سبيل الإعارة تماماً كما حدث مع زكي.

التدليل الزائد سرّ

بالنظر عن كثب إلى تاريخ المحترفين المصريين، نجد أن معظم من نجح في الخارج، كانوا لاعبين بعيدين عن الأندية الجماهيرية، خصوصاً عن قطبي الكرة المصرية، الأهلي والزمالك، مثل محمد النني ومحمد صلاح، لاعبي أرسنال الإنكليزي وروما الإيطالي، اللذين رحلا معاً من «المقاولون العرب» إلى بازل السويسري، ومنه إلى إنكلترا. النجم الذي يلعب لأحد قطبي الكرة المصرية، يكون مدللاً من قبل مسؤولي ناديه، وصاحب شهرة كبيرة بين الجماهير، ويحصل على الكثير من المال، وعندما يخرج للاحتراف، يصطدم بالواقع المرّ، إذ لا يعرفه أحد، وينبغي له البدء من الصفر، مما يدفعه للتفكير في العودة مجدداً إلى مصر، ليحظى بما كان يحظى به قبل مغادرة أرض الوطن.
إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image