"لا يمكن لامرأة عاقلة أن تفعل ما ينافي العقل، بعد أن تعلم أن زوجها ينوي الزواج عليها، أو عندما يقوم بذلك فعلاً. بل عليها أن تصبر، وتحتسب أجر صبرها عند ربها، وأن تحسن عشرة زوجها، وتؤدي له حقوقه كاملة، ولا ترضى بتدمير بيتها، وأسرتها، بسبب زواج زوجها من أخرى، وهو أمر أباحه له ربه تعالى، وله حكَم جليلة". هكذا نصح موقع Islamqa، المتخصص في إرشاد القارئ المسلم حول قضايا اجتماعية ودينية، المرأة، بالقبول بما شرّعه الإسلام بحق الرجل الزواج مرة ثانية، مشيراً إلى أن الزواج قد يصير واجباً، إن كان يخشى الرجل الوقوع في الحرام، وكان قادراً على العدل بين الزوجتين.
استند الموقع إلى آيات من القرآن الكريم، مثل "وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع، فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة". وأخرى تقول: "يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء".
إذاً، خوفاً من الوقوع في الحرام، يحق للرجل الزواج بامرأة ثانية. آيات رددها عدد من الشيوخ عبر موقع Youtube من خلال مقاطع فيديو يفتون فيها بحق الرجل المسلم بتعدد الزوجات، حتى وصل الأمر ببعضهم إلى النصح والترجي بذلك، معتبرين أن متعة الرجل الجنسية لا يجب أن تكبح، فقط لأن زوجته أصبحت "عجوز".
ولكن كما أن هناك مؤيدين، كذلك يوجد من اعترض على فكرة تعدد الزوجات، فأثار تصريح لشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، حول جواز تعدد الزوجات جدلاً كبيراً، حين أكد أن التعدد من دون أسباب يعد "عبثاً وهراءً". وتحدى أي شخص أن يأتي بآية أو حديث، يأمر الرجل بتعدد الزوجات، أو يفضل له ذلك، مشيراً إلى أنه لا يمكن أن يقال هذا الكلام في ظل قوله تعالى: "فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة"، وقوله: "ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم". معتبراً أن اللجوء إلى تعدد الزوجات في الإسلام يكون عند الضرورة، فالإسلام يدعو إلى تكوين أسرة بطريقة مشرفة، تقوم على الاحترام المتبادل بين الزوجين. والضرورة تكون عند استحالة الحياة مع الزوجة الأولى، أو الصلح بينهما.
بين مؤيد ومعارض، يبقى موضوع تعدد الزوجات جائزاً في بعض الظروف "الصعبة" بحسب الدين. وتبقى المرأة ضحية لتلك الفتاوى، إذ لا يحق لها الاعتراض، لأنها بذلك تكون قد خالفت شرع الله، وتكون عاملاً مهدداً لتماسك الأسرة. وإن لم يتزوج الرجل بثانية، يكون هو أيضاً غير سعيد في حياته الأسرية، ومعرضاً لخيانة زوجته تعويضاً لنقص يعيشه معها.
ما الحل إذاً؟ حتى لو لم تكن قادرة على الاعتراض، المرأة حتماً لن تكون سعيدة في مثل هذه الخطوة، التي تجعل منها رقماً،كيف يمكن للمرأة الحفاظ على زوجها وزواجها، وعدم السماح له بالزواج عليها رغم تشريع ذلك له؟ وإن قبلت بذلك، فهل تكون سعيدة وتحترم زوجها، أو أنها تكون خاضعة للأمر الواقع؟ لا شريكته في كل سمات العلاقة: الجنسية والفكرية والعاطفية والاجتماعية.
زوجتي لم تعد تكفيني
لزواجه بامرأة ثانية أعذار لا تنتهي. يجد الرجل دوماً تبريراً لخياره هذا، إما بزعم أن حاجته الجنسية تفوق حاجة المرأة فلم تعد تكفيه، وإما لأنها لم تعد تجذبه، أو لأنه يشعر معها بالملل، أو لأنه غير قادر على الشعور معها بالراحة، فهي متطلبة أو كثيرة الغيرة... أسباب أخرى كثيرة يتلطى الرجل خلفها، محملاً المرأة سبب فشل العلاقة، فتصبح هي "أم العيال"، وتستبدل عاطفياً بأخرى. وفي هذه الحال، تجلس المرأة غالباً على كرسي الضحية، وفي داخلها مشاعر الخيبة والغضب والغيرة والتحدي. تتأرجح بين واحدة راضخة بحكم الأمر الواقع، منتظرة دورها، لأنها تريد الحفاظ على أولادها وحقها في تربيتهم، وبين أخرى رافضة تماماً تنتفض على الواقع، لكن دون مجيب. إذ أن هذا حقه شرعاً.من حقك أن ترفضي مشاركة زوجك مع أخرى. فكل المعتقدات الدينية لا تغير من شعورك بالخيانة، ولا تجعلك أقل رفضاً لواقع يجعلك رقماً
أرسِ مفاهيمك أنت في العلاقة لا المفاهيم التي عودنا عليها المجتمع، بذلك تفرضين احترام زوجك لوجودك وكيانك...من حقك الحفاظ على زوجك، ومن حقك أيضاً عدم القبول بمشاركته مع أخرى. فكل المعتقدات الدينية لا تغير من شعورك بالخيانة في شيء، ولا تجعلك أقل رفضاً لواقع يجعل منك أقل أهمية من شخص آخر. يجب أن تدركي أن لدورك فعالية كبرى إن أدركتها استطعت إرساء مفاهيمك أنت في العلاقة، وبالتالي احترام زوجك لوجودك وكيانك. إليك 7 خطوات تحصن علاقتك بزوجك وتجعله أكثر تمسكاً بك.
1- إعرفي زوجك
معظم الرجال يعرّفون الحب بأنه الشعور بالراحة والاطمئنان. فهم بحاجة إلى امرأة تجعلهم يحلمون، وقادرة على الاستجابة إلى حاجاتهم للعاطفة والتقدير. تكون تلك المشاعر حاضرة في أول سنين الزواج ولكنها غالباً تبدأ بالتلاشي، مع بروز مسؤوليات البيت والحياة. فتصبح المرأة أداة تنظيمية في البيت، ينتهي دورها حين يخلد أولادها إلى السرير. لكن الحقيقة أن التعويض عن تعب النهار يكون باستثمار مشاعر التعلق، للتعرف أكثر على الشريك، وعلى رغباته وأهوائه، وفي ذلك إعادة إحياء للشغف وتحصين للعلاقة.2- لا تضيعي هويتك من أجله
كثير من النساء العربيات لا يتنفسن إلا من خلال الشريك. فتحضير الأكل يكون حسب مزاجه، وترتيب البيت والأولاد والحياة كذلك، معتقدات أن الرجل سيكون أكثر تمسكاً بهن. يمكن أن يكون الأمر صحيحاً في البداية، لكن ليس لوقت طويل. فحالة الركود تلك، تشعر الرجل بالملل، وتجعله يفتش عن جديد، أي جديد، حتى ولو كان لا يشبهه. من المهم أن تحافظي على آرائك، وأن تعبري عنها مهما كانت مختلفة، ففيها إغناء للعلاقة، وتفتح مجالاً للنقاش، ما يقوي المشاركة الفكرية بينك وبين الشريك.3- لا تشعريه بالحاجة له
ينجذب الرجل دوماً إلى المرأة المستقلة، لأنه يشعر معها بالتشويق والإثارة. كلما كنت أكثر استقلالية في حاجاتك وروتينك اليومي، ازداد تعلقه بك وإرادته بالاستثمار في تلك العلاقة، التي لن تشعره بالضغط النفسي. وتذكري أن حاجات الرجل مختلفة تماماً عن حاجاتك، فالمرأة في المجتمع العربي تتربى على الحاجة للرجل في كل تفاصيل حياتها، حتى أنها ما زالت في بعض الدول، ممنوعة من القيادة من دونه، أو إعطاء الجنسية إلى أولادها، أو السفر دون إذنه. بينما يتربى الرجل على الاستقلالية المطلقة، حتى بات كل ما هو محرم عليها مباحاً له.4- لا تتحولي فقط إلى "ست بيت"
لا تفقدي شعورك الأنثوي لمصلحة تربية الأسرة. فذلك الدور يجب أن لا يلغي أنوثتك، ويجعل منك طاهية في النهار ومدرسة بعد الظهر، وعاملة تنظيف مساءً. ابقي المرأة التي في داخلك صاحية، وقدسي مساحتك الخاصة. اهتمي ببشرتك ومارسي الرياضة، ولا تخافي أن تكوني مقصرة في أي من واجبات المنزل، فليس هناك حياة مثالية، والمهم هو صحتك الجسدية والنفسية قبل كل شيء، لتكوني إيجابية ومشرقة أمام نفسك أولاً.5- اختاري الوقت المناسب للنقاش
ليس للرجل القدرة نفسها على الإصغاء والاسترسال في الحديث كالمرأة. فتركيبتها البيولوجية تجعل منها شخصاً حاضراً للشرح والمناقشة لوقت طويل، لذلك نجد النسبة الأكبر من أساتذة المدارس والجامعات من النساء. احترمي عدم جهوزية زوجك لمجاراتك بحديث ما أو مشكلة، واستغلي اللحظة للتواصل العاطفي معه، بعيداً عن المشاكل. إشراكه في تربية الأولاد، وفي أزمات الحياة أمر أساسي ولكن له أوانه.6- اكسبي ثقته
يفتش الرجل في المرأة التي يحب على صديقة. هذا لا يعني أن تتحول علاقتكما الزوجية إلى ما يشبه الصداقة، ولكن أن تكوني أنت من يستطيع الإفشاء بأسراره إليها، من دون الخوف من اللوم أو القلق المفرط. من المهم أن يرى فيك شخصاً يشاركه أوقاته الصعبة، وأن تبقى الأمور بينكما دون الإفشاء بها إلى الأهل أو الأصدقاء، وهذا أمر كثير الإيجابية ويقوي أسس العلاقة بينكما.7- العلاقة الجنسية ليست استثناء
كما في الحياة كذلك في السرير، حاولي أن لا تقعي في الروتين، أو أن تخافي الحرام والمعصية. تعرفي على زوجك ورغباته وناقشيها معه حتى تستطيعا التعبير عن رغباتكما والمشاركة في تلك الرغبات، فتكون الحياة الجنسية ممتعة لكليكما. هناك من يعتقد أن الممارسات الجنسية مع الزوجة - الأم تصبح بعد مدة مملة أو محدودة، وتختلف كلياً عن أي علاقة أخرى خارج نطاق تلك العلاقة. ويشتكي الأزواج من عدم تجاوب الزوجة، إما بداعي التعب أو عدم الاستمتاع. لذلك يبقى الحوار الواضح مفتاح النجاح في العلاقة، والراعي لاستمرارها وتحصينها.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
علامي وحدي -
منذ 3 ساعات??
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 23 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون