تريد أن تمنعك من الزواج بامرأة ثانية؟ بإمكانها أن تفعل ذلك…
الأحد 30 أكتوبر 201611:18 ص
"لا يمكن لامرأة عاقلة أن تفعل ما ينافي العقل، بعد أن تعلم أن زوجها ينوي الزواج عليها، أو عندما يقوم بذلك فعلاً. بل عليها أن تصبر، وتحتسب أجر صبرها عند ربها، وأن تحسن عشرة زوجها، وتؤدي له حقوقه كاملة، ولا ترضى بتدمير بيتها، وأسرتها، بسبب زواج زوجها من أخرى، وهو أمر أباحه له ربه تعالى، وله حكَم جليلة". هكذا نصح موقع Islamqa، المتخصص في إرشاد القارئ المسلم حول قضايا اجتماعية ودينية، المرأة، بالقبول بما شرّعه الإسلام بحق الرجل الزواج مرة ثانية، مشيراً إلى أن الزواج قد يصير واجباً، إن كان يخشى الرجل الوقوع في الحرام، وكان قادراً على العدل بين الزوجتين.
استند الموقع إلى آيات من القرآن الكريم، مثل "وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع، فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة". وأخرى تقول: "يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء".
إذاً، خوفاً من الوقوع في الحرام، يحق للرجل الزواج بامرأة ثانية. آيات رددها عدد من الشيوخ عبر موقع Youtube من خلال مقاطع فيديو يفتون فيها بحق الرجل المسلم بتعدد الزوجات، حتى وصل الأمر ببعضهم إلى النصح والترجي بذلك، معتبرين أن متعة الرجل الجنسية لا يجب أن تكبح، فقط لأن زوجته أصبحت "عجوز".
ولكن كما أن هناك مؤيدين، كذلك يوجد من اعترض على فكرة تعدد الزوجات، فأثار تصريح لشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، حول جواز تعدد الزوجات جدلاً كبيراً، حين أكد أن التعدد من دون أسباب يعد "عبثاً وهراءً". وتحدى أي شخص أن يأتي بآية أو حديث، يأمر الرجل بتعدد الزوجات، أو يفضل له ذلك، مشيراً إلى أنه لا يمكن أن يقال هذا الكلام في ظل قوله تعالى: "فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة"، وقوله: "ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم". معتبراً أن اللجوء إلى تعدد الزوجات في الإسلام يكون عند الضرورة، فالإسلام يدعو إلى تكوين أسرة بطريقة مشرفة، تقوم على الاحترام المتبادل بين الزوجين. والضرورة تكون عند استحالة الحياة مع الزوجة الأولى، أو الصلح بينهما.
بين مؤيد ومعارض، يبقى موضوع تعدد الزوجات جائزاً في بعض الظروف "الصعبة" بحسب الدين. وتبقى المرأة ضحية لتلك الفتاوى، إذ لا يحق لها الاعتراض، لأنها بذلك تكون قد خالفت شرع الله، وتكون عاملاً مهدداً لتماسك الأسرة. وإن لم يتزوج الرجل بثانية، يكون هو أيضاً غير سعيد في حياته الأسرية، ومعرضاً لخيانة زوجته تعويضاً لنقص يعيشه معها.
ما الحل إذاً؟ حتى لو لم تكن قادرة على الاعتراض، المرأة حتماً لن تكون سعيدة في مثل هذه الخطوة، التي تجعل منها رقماً،كيف يمكن للمرأة الحفاظ على زوجها وزواجها، وعدم السماح له بالزواج عليها رغم تشريع ذلك له؟ وإن قبلت بذلك، فهل تكون سعيدة وتحترم زوجها، أو أنها تكون خاضعة للأمر الواقع؟ لا شريكته في كل سمات العلاقة: الجنسية والفكرية والعاطفية والاجتماعية.
زوجتي لم تعد تكفيني
لزواجه بامرأة ثانية أعذار لا تنتهي. يجد الرجل دوماً تبريراً لخياره هذا، إما بزعم أن حاجته الجنسية تفوق حاجة المرأة فلم تعد تكفيه، وإما لأنها لم تعد تجذبه، أو لأنه يشعر معها بالملل، أو لأنه غير قادر على الشعور معها بالراحة، فهي متطلبة أو كثيرة الغيرة... أسباب أخرى كثيرة يتلطى الرجل خلفها، محملاً المرأة سبب فشل العلاقة، فتصبح هي "أم العيال"، وتستبدل عاطفياً بأخرى. وفي هذه الحال، تجلس المرأة غالباً على كرسي الضحية، وفي داخلها مشاعر الخيبة والغضب والغيرة والتحدي. تتأرجح بين واحدة راضخة بحكم الأمر الواقع، منتظرة دورها، لأنها تريد الحفاظ على أولادها وحقها في تربيتهم، وبين أخرى رافضة تماماً تنتفض على الواقع، لكن دون مجيب. إذ أن هذا حقه شرعاً.من حقك أن ترفضي مشاركة زوجك مع أخرى. فكل المعتقدات الدينية لا تغير من شعورك بالخيانة، ولا تجعلك أقل رفضاً لواقع يجعلك رقماً
أرسِ مفاهيمك أنت في العلاقة لا المفاهيم التي عودنا عليها المجتمع، بذلك تفرضين احترام زوجك لوجودك وكيانك...من حقك الحفاظ على زوجك، ومن حقك أيضاً عدم القبول بمشاركته مع أخرى. فكل المعتقدات الدينية لا تغير من شعورك بالخيانة في شيء، ولا تجعلك أقل رفضاً لواقع يجعل منك أقل أهمية من شخص آخر. يجب أن تدركي أن لدورك فعالية كبرى إن أدركتها استطعت إرساء مفاهيمك أنت في العلاقة، وبالتالي احترام زوجك لوجودك وكيانك. إليك 7 خطوات تحصن علاقتك بزوجك وتجعله أكثر تمسكاً بك.