شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
هل يفرّط الرئيس السيسي في تراب مصر؟

هل يفرّط الرئيس السيسي في تراب مصر؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأحد 16 أكتوبر 201610:21 ص
آخر قرارات الرئيس المصري المثيرة للجدل حول تراب مصر كان قراره الذي أعطى ملك البحرين حق تملّك ثلاث فيلات تحمل أرقام (C, E2, B2\70) وتقع في خليج نعمة في شرم الشيخ، في محافظة جنوب سيناء. فقد نص القرار الجمهوري رقم 432 لسنة 2016 على معاملة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البحرين، كمعاملة المصريين وفق القانون رقم 14 لسنة 2012 المتعلق بالتنمية المتكاملة في شبه جزيرة سيناء، والمعدل بالقانون رقم 95 لسنة 2015. أثار القرار غضب المصريين وتباينت ردود الأفعال بين الغضب والتخوين والسخرية والاستهزاء. فقالت مغردة:
ووصف آخر ما حصل بـ"بيع مَن لا يملك لمَن لا يستحق". واعتبر آخرون أن "الرز" (الأرز)، أي أموال الخليج، هي الهدف من البيع. فكتبت إحدى المغردات:
وعلّق آخر:
بينما تساءل أحدهم عمّا إذا كان ملك البحرين سيُعامَل حقاً كما المصريين، ملمحاً إلى الإهانات والتعذيب التي تطال الشباب مؤخراً:
كما سخرت مغرّدة من القرارات المتتالية للرئيس المصري بالتنازل عن أجزاء من الوطن وكتبت:
قرار الرئيس المصري أعاد التذكير بسلسلة من القرارات والإجراءات التي اعتبرها شباب مصريون تفريطاً بتراب الوطن أو بسيادة الدولة.

تشيوس يونانية؟

في نهاية أغسطس الماضي، صدمت المصريين أنباء عن تنازل رئيسهم عن جزيرة تشيوس الواقعة في البحر الأبيض المتوسط بالقرب من اليونان بموجب اتفاقية ترسيم الحدود بين اليونان ومصر. لكن الخبراء القانونيين والجغرافيين عادوا ليوضحوا اللبس في هذه القضية. فاتضح أن الجزيرة يونانية بالفعل وكان السلطان العثماني قد منحها إلى محمد علي باشا كهبة وأوقفها على أعمال الخير والتعليم. ولكن بعد سقوط السلطنة العثمانية وعودة الجزيرة إلى اليونان، أوقف ما فيها من منشآت مصرية مقابل مليون دولار سنوياً، وأكدت وزارة الأوقاف المصرية عدم نيتها التخلي عن تلك الممتلكات وتشكيل لجنة من الخبراء لبحث سبل الاستفادة من ممتلكاتها على الجزيرة.
قرار السيسي الذي أعطى #ملك_البحرين حق تملّك ثلاث فيلات يعيد فتح السجال حول ما إذا كان الرئيس المصري يفرّط بتراب مصر
قرارات السيسي التي اعتبرها مصريون بيعاً لتراب وطنهم دفعت صحافية إسرائيلية إلى المطالبة بشراء سيناء من مصر! #ملك_البحرين
  ولكن هذا لم يقنع غالبية المصريين. ففي الوقت الذي نقل فيه الإعلامي خالد البلشي رأي أحد الخبراء بعدم ملكية مصر للجزيرة:
أكد الحقوقي المعروف محمود رفعت أن:
واتهم أحد الحسابات الساخرة السيسي بالخيانة فكتب:

تيران وصنافير صراع مرير

وكان أبريل الماضي قد شهد أولى حلقات الصراع الحامية بين المصريين ورئيسهم، بعد التوقيع على اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع المملكة العربية السعودية، والتي تضمنت اعتبار جزيرتي تيران وصنافير سعوديتان، الأمر الذي قابله المصريون بثورة عارمة عبّروا عنها على وسائل التواصل. وقد ترجمت ذلك شخصيات بارزة كالمحامي والناشط خالد علي، إلى قضية حكم فيها القضاء الإداري بدايةً ببطلان التنازل، وقاومت الحكومة المصرية كثيراً لإثبات ملكية السعودية للجزيرتين، رغم كل الوثائق والدراسات التي تؤكد مصريتهما، ولا تزال القضاء ينظر في القضية. 

أراضي وتسهيلات وما خفي كان أعظم

وقد شملت قائمة القرارات الرئاسية التي أغضبت المصريين، الاتفاق على تخصيص 500 ألف فدان صالحة للزراعة للمستثمرين السعوديين، بغرض تيسير التوسع في الاستثمارات السعودية في مجالات الحبوب والأعلاف والسكر والدواجن. واعتبر مصريون كثيرون أن هذه القرارات مرتبطة باالمنح والودائع السعودية إلى مصر وبالتالي هي بيع لتراب الوطن. ولم ينته الأمر عند هذا الحد، فقد منحت الحكومة المصرية أقصى درجات التيسير في الحصول على تأشيرات دخول البلاد للمستثمرين السعودين ومن رافقهم من جنسيات مختلفة وعائلاتهم كذلك، بخلاف تخفيض الضرائب والجمارك عليهم.

الجنسية للمستثمر

ولم يتوقف الأمر عند حدود الأرض مقابل المال، بل اقترحت الحكومة إدخال بعض التعديلات على قانون الجنسية المصرية، ليصبح من حق المستثمر العربي أو الأجنبي الحصول على الإقامة الكاملة لمدة خمس سنوات مقابل وديعة بنكية بالدولار. وبعد السنوات الخمس، يحق للمستثمر التقدم بطلب للحصول على الجنسية المصرية ما يعني تحوّله إلى مواطن يحق له التملك وخلافه، وهو ما رفضه كثير من أعضاء البرلمان معتبرين أن ذلك يهدد أمن البلد. وأشعل المقترح الحكومي غضباً عارماً، فنقل القيادي الإخواني عمرو عبد الهادي تصريحات نارية للمؤلف وحيد حامد:
فيما أكدت حركة 6 إبريل أن حل أزمة الدولار ببيع الجنسية عار وفشل للنظام:
واعتبر السفير والقانوني الكبير إبراهيم يسري الأمر إهانة:

ماذا عن حلايب وشلاتين؟

وفي ظل هذه القرارات الغريبة للرئيس عبد الفتاح السيسي، انتشرت شائعات عن نيّة الحكومة التخلي عن ملكية حلايب وشلاتين للسودان في مقابل دعم الأخيرة لمصر في أزمتها مع أثيوبيا حول ملف بناء سد النهضة. وتنامت هذه المخاوف خلال الزيارة الأخيرة للرئيس عمر البشير إلى القاهرة خلال احتفالات مصر بذكرى انتصارات أكتوبر.
إلا أن الحكومة المصرية دأبت على نفي تلك الشائعات مؤكدةً أن شلاتين وحلايب جزء غالي من الوطن وسيدخل ضمن محافظة أسوان في التقسيم الإداري الجديد.

طموح إسرائيلي في سيناء

لعل قرارات الرئيس السيسي أغرت آخرين، فتناقلت بعض المواقع المصرية وصف الصحافية الإسرائيلية شيمريت مئير هذه القرارات بـ "عروض التصفية". وتساءلت بخبث وسخرية، على حسابها على تويتر، عمّا إذا كان يمكن للإسرائيليين عرض مبلغ لا يمكن أن يرفضه الرئيس المصر مقابل سيناء، معتبرة أن ذلك سيوفر على الإسرائيليين عناء السؤال ما إذا كانت سيناء آمنة لقضاء الأعياد.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image