شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
أعضاء فرقة

أعضاء فرقة "بينك فلويد" يجتمعون لأجل فلسطين

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأربعاء 31 مايو 201711:59 م

بعد 11 عاماً على آخر لقاء لهم في حفل غنائي في لندن، اجتمع أعضاء فرقة "بينك فلويد" مجدداً. وضعوا الاختلافات بينهم جانباً وتوحدوا لكن ليس من أجل الغناء، بل لدعم نساء "زيتونة"، وهن 13 ناشطة وصحافيتان انطلقن الشهر الماضي من برشلونة الإسبانية، على متن قارب لكسر الحصار البحري على غزة، ليتعرضن فور وصولهن قبل يومين للاعتقال على يد سلطات الاحتلال.

نشر أعضاء الفرقة الثلاثة الباقون على قيد الحياة رسالة كتبوا فيها "يقف ديفيد غيلمور ونيك مايسون وروجر واترز موحدين دعماً لنساء قارب الحرية الذي اتجه إلى غزة، ويستنكرون الاعتقال التعسفي لهن في المياه الدولية من قبل قوات الدفاع الإسرائيلية".

ولأن اشتياق أصحاب القضية الفلسطينية الدائم لمن يدعم قضيتهم، يماثل تماهيهم التلقائي مع "الفن الثوري" الذي يحاكي ما قدمته "بينك فلويد" في حقبتها الذهبية في السبعينات، عندما أسست لعالم متكامل من القيم السياسية والاجتماعية والثورية غيّر وجه المجتمع البريطاني والعالم في تلك المرحلة، كان الاحتفاء كبيراً بهذه الرسالة.

روجر واترز: فلسطين قبل الموسيقى

في المعلومات، تستعد إسرائيل لتفرج عن الناشطات قريباً، لكن يبقى لمواقف التأييد التي حصلن عليها من أنحاء العالم نكهة إضافية تُضاف لهذا النوع المبادرات. فكيف إذا أتت من فرقة بحجم الفرقة الإنكليزية الأشهر؟

وإن كان كل من غيلمور ومايسون اكتفيا بهذه الرسالة الموحدة، من دون الدخول في تحدّ مباشر مع إسرائيل، إلا أن واترز، وعلى جاري عادته، أخذ الدعم إلى مستوى آخر. نشر المغني والموسيقي فيديو مسجل على صفحته نهاية شهر سبتمبر الماضي من مدينة مكسيكو سيتي. هناك كان يُحضّر لحفل غنائي يدعم القضية الفلسطينية، ومنه وجّه التحية للنساء المتوجهات إلى غزة، ولجماهير سيلتيك التي رفعت في مباراة فريقها أمام هبوعيل بئر السبع الإسرائيلي الأعلام الفلسطينية، متجاهلة تحذيرات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم باعتبار الأعلام "لافتات محظورة". بعد ذلك، تمّ تغريم سيلتيك بسبب ذلك، فعمدت الجماهير إلى إطلاق حملة تبرعات لدعم الجمعيات الفلسطينية.

أعضاء فرقة "بينك فلويد" يجتمعون لأجل فلسطين: عندما تتغلّب القضية على الخلافات
نعم، الفرقة التي غيّرت وجه المجتمع البريطاني والعالم في السبعينيات، اجتمعت رغم الخلافات دعماً لفلسطين. هل نرى مثل هذا في ديارنا؟

روجرز احتفى بهؤلاء من المكسيك بالأغنية الشهيرة "لا خوف" التي أداها منفرداً، بينما كانت الأعلام الفلسطينية تملأ المشهد مع كلمات "لن تمشي وحيداً" لـ"بينك فلويد".

PinkFloydceltic_2985050aPinkFloydceltic_2985050a

اتُهم روجرز مراراً بـ"معاداة السامية"، وتعرّض لانتقادات حادة، رغم ذلك أصرّ على دعوته للمقاطعة الثقافية لإسرائيل. ونشر في مناسبات عدة فيديوهات يدعم فيها الفلسطينيين كان أبرزها ذاك الذي نشره مطلع العام الحالي من قرية بلعين، غربي رام الله، وفيه أغنية الفرقة الشهيرة "Hey you".

وللأغنية رمزيتها في ما يتعلق بفلسطين، إذ أن لواترز ذكرى خاصة معها. ففي جولة لـ"بينك فلويد" في كندا في العام 1977، غضب روجر واترز من إحدى مجموعات الجمهور وبصق عليهم أثناء الحفل. بعد ذلك أخبر رفاقه أنه شعر بالرغبة ببناء حائط بينه وبين الجمهور. وهنا بدأ مشروعه بتطوير فكرة "الحائط" "The wall". وفي أغنية "Hey you" من الألبوم يشعر المستمع بحصار الحائط، إذ أن بطل الأغنية مقتنع أن الدود يأكل عقله، فتبدو كلماته موجهة إلى كل مظلوم يمتلك إحساساً مشابهاً "أنت يا من تزداد وحدتك ويكبر سنك في هذا البرد هل تشعر بي؟"، لتأتي لاحقاً جملة "ألن تساعدني في حمل الصخور؟ افتح قلبك. أنا آتٍ".

باختصار، قد تكون الجملة الأكثر تعبيراً عن موقف روجرز تلك التي يردّدها دائماً "الإيمان بالحريّة للشعب الفلسطيني، أهم من مهنتي الموسيقية".

"بينك فلويد" والخجل العربي

بالعودة إلى رسالة الفرقة، يمكن القول إنها لم تكن موجهة إلى سلطات الاحتلال فحسب، بل فيها جانب آخر لم يقصده موقعوها بالتأكيد، لكن القارئ العربي لا يمكن أن يتجاهله. يستطيع قارؤها ملاحظة أمرين: ثمة فنانين لم يجتمعوا منذ أعوام طويلة، وبينهم الكثير من الاختلافات، توحدوا بكل بساطة دعماً لنساء قارب الحرية. وهناك من يغني للقيم والثورة والإنسان كأغنية "الجانب المظلم للقمر" وأغنية "لن تمشي وحدك" وغيرها ويستطيع أن يقرن القول بالفعل. وعليه يصبح السؤال: لماذا لم يخرج الصوت عالياً من فنانين عرب، وهل كانوا ليتناسوا الخلافات للتوحد دعماً لمبادرة صادقة كمبادرة "زيتونة"؟

في الجانب الآخر، تحمل الرسالة فرحاً بذلك التوحّد ولو اللحظي لفرقة طبعت أجيالاً بأكملها ودفعتهم للثورة على ما حولهم من ظلم، تشبع قليلاً تلك النوستالجيا إلى ذلك الزمن الذي كان فيه للصوت والكلمة والموسيقى هدير وفعل. يأتي ذلك، بعدما تأكد أن الفرقة لن تجتمع للغناء مجدداً بحسب تصريح دايفيد غيلمور العام الماضي.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image