شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!
السالسا والزومبا والباليه في صعيد مصر؟

السالسا والزومبا والباليه في صعيد مصر؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأربعاء 28 سبتمبر 201606:10 م
"ثورة تعلم الرقص"، شعار قد يكون ملخصاً لما يحدث في القاهرة والمحافظات المصرية في الفترة الحالية، بعد أن تحول فصل الصيف بالنسبة إلى كثير من الفتيات، إلى مناسبة لتعلم الرقص. وهذا ما أدى إلى رواج في مدارس الرقص، التي زاد عددها خلال العامين الماضيين. أصبحت ثقافة اللجوء إلى مدارس الرقص دارجة في المجتمع المصري. ولم تعد تقتصر فقط على فئة اجتماعية غنية، إذ أصبح وجودها في المناطق الشعبية والريفية أمراً عادياً. يأتي التغيّر الحاصل في فكر وثقافة عدد كبير من الأسر المصرية في الإقبال على مدارس الرقص، لأسباب عديدة، منها ما يرتبط بالرغبة في التخلص من الوزن الزائد، أو الرغبة في تعلم الرقص الشرقي، الذي يعد مهارة تتميز بها الفتاة عن زميلاتها. "الزهق والملل والرغبة في التعليم"، أسباب رئيسية تدفع الفتيات للجوء إلى مدارس الرقص، كما تقول أميرة عماد، موضحةً أنها وصديقاتها قررن كسر الروتين اليومي، بتعلم فن دائماً يثار الجدل حوله في المجتمع المصري. أما سالي إبراهيم (25 عاماً)، فلم تفكر كثيراً حين رأت أحد إعلانات تلك المدارس التي انتشرت بشدة في شوارع القاهرة، وأقدمت على الالتحاق بمدرسة الرقص وشجّعها على ذلك بعض زملائها أملاً في حدوث تغير في حياتهم الروتينية. وأضافت أن تعلم الرقص يُدخل إلى نفسك البهجة والراحة النفسية، بفضل الموسيقى العالية، والخطوات المحسوبة، وإيقاعات مختلفة تأخذك إلى مكان أبعد من واقعك الذي تعيشه. من جانب آخر، لم تجد هند خليل (27 عاماً) سبيلاً للحصول على جسد رشيق، إلا من خلال الرقص. بعد أن أقدمت على العديد من تجارب الرجيم التقليدية، من دون أن يكون هناك دافع لها للاستمرار في الحفاظ على رشاقتها. وأضافت أن قضاء أوقات طويلة أثناء تعلم رقصتي "السالسا والزومبا" اللتين تعتمدان على تحريك الجزء السفلي من البطن (منطقة الأرداف والفخذين)، يساعد على إنقاص الوزن من دون أن يصاحب ذلك شيء من الملل. وفي تلك الحالة، يكون قد تحقق هدفان في آن واحد، هما تعلم الرقص والتخلص من الوزن. تختلف أسعار المدارس بحسب طبيعة سكان المدينة الذين تستهدفهم، فالمقابل المادي الذي تدفعه المرأة في منطقة يعيش فيها أبناء ما يعرف بـ"الطبقات الراقية والغنية"، يختلف تماماً عن ذلك الذي يستهدف السيدات في منطقة غير حضرية.
لم يعد يقتصر الرقص على فئة اجتماعية راقية وأصبح وجودها في المناطق الريفية أمراً عادياً في مصر
"ثورة تعلم الرقص"، شعار قد يكون ملخصاً لما يحدث في القاهرة والمحافظات المصرية في الفترة الحالية
وتراوح الأسعار بين 5 و25 دولاراً للحصة الواحدة (مدتها ساعة). حتى المدارس التي لها سلسلة من الفروع في المحافظات، تختلف أسعارها من محافظة إلى أخرى، بحسب طبيعة المعيشة في كل محافظة. تتغير ثقافة المجتمع المصري المحافط، ما فتح مجالاً لرواج مدارس الرقص في بعض المحافظات، من دون التوقف عند قيود اجتماعية أو موروثات ثقافية أو حتى عادات وتقاليد تمنع ذلك. قال محمود سعيد، صاحب مدرسة للرقص في محافظة الإسماعيلية، إن ثقافة المجتمع المصري تغيرت، فالأسرة نفسها بدأت تشجع بناتها للحصول على جسم رشيق، وهذا دافع نفسي مهم جداً. وأضاف أن "الشباب الآن أكثر شجاعة وجرأة في التوجه إلى هذه المدارس، كما أصبحت لديه ثقافة ترى أن الرقص فن وليس أمراً مخجلاً". وأكد أن زيادة إقبال الفتيات على هذه المدارس، سببها رغبة شبه جماعية لتقليد نجمات السينما، في الجسد المثالي والرشيق، فضلاً عن النظرة السلبية للمرأة صاحبة الوزن الزائد. مشيراً إلى أن مدارس الرقص انتشرت عبر بوابة مراكز اللياقة، إلا أن معظمها لا يضم مدربين أو متخصصين أكفاء، ما قد يؤدي إلى نتائج عكسية، فأي حركة خاطئة في "الزومبا" أو "السالسا"، من الممكن أن تسبب مشاكل صحية. وروى عمرو عبد العظيم قصته مع تأسيس إحدى مدارس الرقص في منطقة الهرم: "احترفت الرقص قبل 25 عاماً. في البداية لم أكن أتوقع أنني سأصبح راقصاً محترفاً ولم أكن معجباً بالرقص البلدي. لكنني انبهرت بفكرة تكوين فريق، وكان ذلك خارج مصر في ألمانيا والنمسا، لكنني عدت إلى مصر منذ ثلاث سنوات". وأضاف: "وجدت أن المزاج العام تغير وأصبح الشباب أكثر حرية من ذي قبل، وأضحوا دائمي البحث عن كل ما هو جديد، إلا أن هذا لم يمنع من وجود مشكلات كبيرة عند تأسيس المدرسة، فلم يكن الجميع منفتحاً بالدرجة المطلوبة. وبعض الشباب كانوا يأتون إلى دروس الرقص للتعرف إلى الفتيات، ويعتقدون أن خلف الأمر أمراً غير أخلاقي". وتابع: "الموضوع كان صعباً للغاية في البداية، لأن الثقافة المصرية تصعب احترام الرقص وتضعه بين أنواع الفنون السيئة السمعة، فكنت أعاني من عزوف الفتيات عن الحضور إلى التمرينات، بالإضافة إلي أنني قبل أن أحول مركزي الصغير إلى مدرسة لتعليم الرقص، كان ذلك بحاجة إلى موافقات حكومية كبيرة". وفي صعيد مصر المعروف بتقاليده المحافظة، وتحديداً في المنية، أدخل مركز "ألوانات" دروس الباليه إلى برنامجه قبل سنة من الآن، ولاقت الخطوة ترحيباً من الأهالي. كما أضحى خروج الفتيات لرقص الباليه في شوارع القاهرة المكتظة، أمراً مألوفاً اليوم. فقد شهدت الفترة الماضية، ظهور فتيات في شوارع القاهرة، وهن ينتعلن الأحذية الخاصة بذلك الفن الراقي، ويقفزن أو يسرن بخطوات أنيقة في إطار مشروع راقصات باليه في القاهرة، الذي يهدف إلى تشجيع ممارسة ونشر الفن في الشوارع المصرية المزدحمة. ويقول المصوران أحمد فتحي ومحمد طاهر، اللذان يقفان وراء المشروع إنهما استلهما الفكرة من المصور داني شيتاجي، صاحب مشروع "راقصات باليه في نيويورك". وأضاف: "عندما فكرنا في النسخة المصرية لراقصات باليه، اخترنا القاهرة لتكون نقطة البداية، ونهدف من خلال هذا المشروع إلى نشر الفن في الشوارع المصرية، لأننا لاحظنا عدم وجود فن الشارع في مصر من مسرحيين أو رسامين أو موسيقيين، يعزفون في شوارع القاهرة مثل بقية العواصم الكبرى الأخرى". وقالت راقصة الباليه المصرية مارينا باهي، إنها لم تتعرض لأي مشاكل أثناء استعراضاتها أمام الكاميرا على الملأ. وأضافت الباليرينا الشابة: "غالباً ينظر الناس إلى ما نقوم به باستغراب لكنهم يشجعوننا. لم يسبق أن تعرضنا إلى معاكسات أو عمليات تحرش خلال العرض".

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image