شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
أغنية أصالة الجديدة... محاولة للارتفاع عن ثنائية نظام - معارضة؟

أغنية أصالة الجديدة... محاولة للارتفاع عن ثنائية نظام - معارضة؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الاثنين 19 سبتمبر 201606:01 م
اختارت النجمة السورية أصالة يوم عيد الأضحى لإطلاق أغنيتها عن بلدها سوريا: "عيش وطن سكر"، التي يشاركها الغناء فيها الفنان المصري أحمد فهمي. وهي من كلمات إيهاب طلعت، وألحان إيهاب عبد الواحد، ورؤية فنية للمخرج طارق العريان.
لاقت الأغنية ترحيباً بين السوريين والعرب بشكل عام، فهل تكون ميثاق صلح وتقريب لوجهات النظر بين أصالة والجانب المعارض لها في سوريا، بعد مواقف كثيرة انتقدوها فيها، متهمين إياها بخيانة بلدها؟ أوضحت أصالة، في بيان صحافي: "منذ بداية الأحداث في سوريا وأنا في رحلة بحث عن أغنية تليق بمشاعري وموفقي البعيد تمام البعد عن السياسة. أنا موقفي تجاه ما يحدث في بلدي إنساني بحت، وكنت أريد أن أحكي عن هذا الموقف، من خلال أغنية ظللت أبحث عنها 6 سنوات". يبدأ الفيديو كليب بأحمد فهمي يتصل بزوجته (أصالة)، ليخبرها بجديد وطنهما من القتل والدمار. فتضع الهاتف جانباً وتبدأ بسرد أحداث يومها كزوجة طبيعية. وتطلب منه حاجات المنزل من "عيش وسكر" ومستلزمات العيد. يستنكر الزوج تجاهل الزوجة للأحداث المؤلمة، ورغبتها في الفرح، رغم ما يتعرض له أشقاؤها في الوطن، فترد بأنها تخشى الحديث عن الأمر حتى لا تنهار. أصالة لخصت أزمة وطنها باستخدام كلمات إنسانية، متجنبةً الإشارة لأي فصيل سياسي. وهي تبرر لذاتها انشغالها بالحياة ومناسباتها السعيدة، ورحلاتها التي طالما انتقدها الجانب المعارض لها في سوريا، بمحاولة إدعاء القوة والتجاهل، حتى تستطيع مواصلة الحياة والصمود. وعبّر بعض النجوم السوريين عن إعجابهم بالأغنية، منهم الفنانة كندة علوش، التي قالت: "صحيت على سيل من الدموع، سيل من الأوجاع المكتومة، صحتهم بصوتها الرائع وإحساسها اللي مالو مثيل حبيبتي أصالة". وأشادت بها الإعلامية اللبنانية ريما نجيم، وشكرتها عليها ماريا معلوف، ووصفها الممثل المصري أحمد زاهر بالعالمية. وترد الناقدة الفنية ماجدة خير الله على انتقاد المغردين لغناء أصالة باللهجة المصرية، والحديث عن الجنيه المصري كعملة للأسرة، بأن هذا منطقي جداً، فالأغنية تتحدث عن حال السوريين المشتتين والمهجرين، وليس عن حال المقيمين داخل سوريا. معتبرة أن هذا يعمق الشعور بالألم الذي تعبّر عنه الأغنية. وبعد إطلاقها، قالت أصالة على صفحتها الرسمية على فيسبوك: "بكيت فيها وأنا أغنّيها أكثر من ألف مرّة، وقفت كثيراً عند تسجيلها وعدت لداخل الأستوديو لمرات عديدة، وفي كل مرة أسمعها يقع قلبي ويعلو صوت ضرباته، وأشعر أنني واحدة أخرى غير التي غنت، واحدة خُلقت فقط لتستمع لهذه الأغنية".

مواقف أصالة المثيرة للجدل

وكان موقف أصالة مثار جدل واسع منذ بداية الثورة، فهي طالما أخذت صف النظام السوري ودافعت عنه، وغنت له وفي مناسباته.
ولكنها أظهرت بشكل مفاجئ تعاطفها مع الثوار، مع انتشار صور العنف والقتل هناك، فغنت "آه لو هالكرسي بيحكي"، دعماً للثورة ولحنت الأغنية من شدة تأثرها بالكلمات كما قالت. وأشيع في تلك الفترة، أن زوجها طارق العريان هو المسؤول عن هذا التحول، لكسب الشعبية والتأييد.
وسرعان ما تراجعت أصالة، وأنكرت أنها قصدت بأغنيتها انتقاد النظام أو ذكر الرئيس السوري حتى. ما عابه عليها الناقد الفني طارق الشناوي، في مقال له، اتهم فيه الفنانة ببيع الثوار وخذلانهم. وبعد كثير من التخبط والخلافات، التزمت أصالة الصمت حيال ما يجري في سوريا، واكتفت بالدعاء لبلادها عبر حساباتها على مواقع التواصل. أو عرض صور لبعض الأحداث الإنسانية الفجة مثل صورة الطفل عمران.
تعرضت أصالة للكثير من الاتهامات والتخوين، بسبب مواقفها المتباينة من الأوضاع في سوريا، خصوصاً من السوريين الموالين للنظام، واعترفت بأنها لم تتعرض لهذا الكم من الإهانة، إلا بعد الثورة، وتطاولت على مهاجميها ووصفتهم بالقلة السافلة. واعتبرت أن الشعب السوري ظلمها، وهذا ما سبب هجوماً أشد ضدها.
ودخلت أصالة جراء مواقفها في خلافات مع فنانين كثر، نذكر منها الخلاف الحاد الذي نشب بين أصالة وميادة الحناوي. إذ عابت الأخيرة على أصالة "نكران الجميل"، فعايرتها بعلاج عجز قدميها على حساب سوريا إبان حكم حافظ الأسد واتهمتها بالخيانة، فردت عليها أصالة متهمة إياها بالتصنع والادعاء. وكان خلاف أصالة مع الفنانة السورية رغدة، فسخرت أصالة منها واتهمتها بالوقوف مع الظلام، في حين اتهمتها الأخيرة بالخيانة والوضاعة. واعتبر جورج وسوف إن أصالة ليست سورية، واتهمها بأنها باعت أهلها، ووقف إلى جانب ميادة الحناوي في السجال الذي دار بينهما. كما اعتبرت سلاف فواخرجي، أن أصالة خسرت الملايين بمعاداتها للنظام. وأكدت أنها أصبحت تغلق المذياع إذا ما بث أغنية لها. ولم تقتصر خلافات أصالة بسبب ما يحدث في سوريا على الفنانين، بل امتدت لعائلتها. فاتهمها أخوها أيهم نصري بالخيانة، وعيّرها بما فعله لها حافظ الأسد، ونفى وجود ثورة في سوريا قبيل وفاته. في حين غنت ريم نصري، شقيقتها الصغرى، وهي دائمة الخلاف معها، "لبيك يا بشار"، وطلبت منها الغناء لأبنائها فقط، واعترفت ريم بافتراقها عن أختها بسبب الوضع السياسي في سوريا.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image