هل يمكن للعلم أن يتحدّى الطبيعة ويتيح لرجلين "إنجاب" الأطفال من بعضهما البعض؟ لطالما قضّ هذا السؤال مضاجع الملايين من المثليين، قبل وبعد إقرار قوانين تسمح بزواجهم في دول عدّة. وبالرغم من إيجاد حلول مثل التبنّي، أو الإنجاب عبر رحم مضيف، بقيت مسألة إنجاب الأطفال معضلة ملحّة بالنسبة للأزواج من الجنس ذاته. يجري علماء في جامعة باث البريطانية، اختباراً علمياً جديداً، لإثبات أنّه بالإمكان تشكيل جنين، من خلال خلايا الجلد، من دون الحاجة إلى بويضة مخصّبة بواسطة حيوان منوي.
وبحسب صحيفة "اندبندت"، نجح العلماء في إنتاج ذرية سليمة للفئران، من دون المرور بالطريق الطبيعي، عبر تخصيب بويضة من الأنثى، بحيوان منوي من الذكر. النتائج المذهلة قد تعني أنّه بالإمكان تخصيب أي خلية بحيوان منوي، سواء خلايا الجلد، أو أي خلية من نسيج بيولوجي آخر في جسم الإنسان، بهدف خلق أجنّة سليمة. وقال بعض العلماء أنّ الاختبار لا يزال أقرب إلى الخيال والتوقّع، لكنه قابل للتحقّق في المستقبل.
هل يمكن للعلم أن يتحدّى الطبيعة ويتيح لرجلين "إنجاب" الأطفال من بعضهما البعض؟ لطالما قضّ هذا السؤال مضاجع الملايين من المثليين، قبل وبعد إقرار قوانين تسمح بزواجهم في دول عدّة. وبالرغم من إيجاد حلول مثل التبنّي، أو الإنجاب عبر رحم مضيف، بقيت مسألة إنجاب الأطفال معضلة ملحّة بالنسبة للأزواج من الجنس ذاته
وفي حال تنفيذ هذه التقنية، فإنّها لن تكون مفيدة فقط بالنسبة للأزواج المثليين الذين يريدون الإنجاب، ولكن أيضاً يمكن أن يتيح للنساء المحرومات من الإنجاب، حلولاً كثيرة، خصوصاً من فقدن القدرة على الحمل بفعل السرطان أو التقدم في السنّ. وستكون التقنية قابلة للتنفيذ باللجوء إلى خلايا من جلد المرأة، خصوصاً إن لم تكن قد قامت بتجميد بويضاتها، قبل الوصول إلى مرحلة متقدمة في السنّ.
التقنية ذاتها ستتيح حماية الأنواع المهددة بالانقراض، لأنها ستحرّر العلماء من تعقيدات جمع البويضات، للمساعدة على التلاقح. وقال عالم الأجنة توني بيري، والذي يقود التجارب في جامعة باث البريطانية، إنّ الاختبارات الجارية حالياً على الفئران تثبت أنّ الفكرة قد تنجح بالمبدأ، لكنها ستحتاج إلى الكثير من العلم والتجريب لتصير قابلة للتنفيذ تقنياً.
نجح الاختبار في تشكيل 30 فأراً، بنسبة نجاح 24%. ولجأ العلماء إلى أجنة مؤنثة، تشكّلت عبر بويضة غير مخصّبة، تمّ خداعها مخبرياً لتنمو وكأنها مخصبة. وعند تلقيحها بواسطة حيوان منوي، نشأ جنين قابل للحياة. وتشبه خلايا تلك الأجنة المؤنثة، في طبيعة تركيبها، خلايا الجلد. سيكون على العلماء إجراء المزيد من الاختبارات العلمية للتأكد من إمكانية تطبيق التقنية على نطاق أوسع. وقال العالم توني بيري: "هل سنكون قادرين على تطبيق ذلك؟ لا أعرف. لكن أعتقد أن ذلك سيكون ممكناً في المستقبل البعيد، وسيتذكر الناس أننا نحن من بدأنا بهذه الاختبارات".
قد تحمل هذه الاختبارات ثورة فعلية في مجال العقم والتوليد، لكنّها لن تمرّ من دون أسئلة أخلاقية كبيرة، تطرح دوماً عند كلّ اختبار علميّ مماثل، خصوصاً منذ الثورة في عالم الاستنساخ. فهل ستكون قابلة للتنفيذ؟ وهل ستسهل حقاً حياة البشر؟ وهل ستكون متاحة للجميع أم فقط للقادرين مالياً؟
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...