وجدت النجمة اللبنانية هيفاء وهبي في سنابشات مساحةً لتطلق العنان لمواهبها المستورة. فبعد الغناء، والتمثيل، والمشاركة في لجان تحكيم البرامج ومسابقات الجمال، وبعدما توجّها محبّوها "ديفا" على عرش مواقع التواصل، ها هي تكتشف أنّها ربما كانت نحلة في حياة سابقة.
تعدّ وهبي من الفنانات العربيّات الأوليات اللواتي نشطن على سنابشات، إذ اعتمدته وسيلة للتواصل المباشر مع متابعيها، ونقلت عبره رحلاتها ويومياتها في البيت، والسوق، وسفراتها، ومشاركاتها في مهرجانات فنية. كما عوّلت على شعبيّتها الكبيرة على سنابشات كوسيلة لتسويق أغانيها الجديدة، من خلال نشر قصص مصوّرة ترويجية عن مراحل التسجيل والتصوير.
ومن يتابع هيفا على سنابشات، يدخل إلى تفاصيل حياتها، من تحضيرها جلسات التصوير، والتبرّج، واختيار الملابس، إلى مشاويرها مع أصدقائها، وسهراتها في مطاعم المدن التي تزورها، ويتعرف حتى على مساعداتها، والعاملين معها بشكل يوميّ، وسائقها جريس. هل تتابعون هيفاء وهبي على سنابشات؟ إن كانت الإجابة لا، فقد فاتكم الكثير
تنشر وهبي كل يوم فيديوهات مصورة عن مغامرات "النحلة هيفا" شخصيتها الوهمية المبتكرةلكنّ نجاح هيفا على سنابشات في كفّة، واكتشافها لقناع النحلة على التطبيق في كفّة أخرى. نشأ سنابشات في الأساس وسيلةً لنقل الرسائل المصوّرة السريعة التي تمحو نفسها في غضون 24 ساعة. وخلال الفترة الماضية، تحوّل إلى مصدر للأخبار، وإلى مساحة يطلق فيها كلّ من يرغب العنان لخياله، من خلال أقنعة الحقيقة المعزّزة، إذ يمكن أن يصير المستخدم، كلباً، أو غزالاً، أو ملاكاً، أو شيطاناً، أو نحلة. بعض تلك الأقنعة يستخدم مع تقنية لتعديل الصوت، مثل قناع النحلة. يبدو أنّ هذا القناع أعجب هيفا كثيراً، فباتت تستخدمه في معظم قصصها على سنابشات. لا بل أنّها فصلت بين شخصيّتها كهيفاء وهبي، النجمة الأنيقة والمرأة الصارمة والمثيرة والتي تختار كلماتها بعناية، وبين شخصية "النحلة هيفا" أو Bee Haifa. https://youtu.be/UTiYx9K07Bo منذ ولادة Bee Haifa قبل أسابيع، تبتدع وهبي سيناريوهات يومية لتبقيها حية ونشيطة. هكذا، تحضر النحلة في قصّة سنابشات حين تغيب هيفا، وتتصرّف كأنّها سرقت هاتف النجمة، لتفعل ما يحلو لها، قبل أن تعود صاحبته وتؤنبها. في قصتها أول أمس، تستيقظ النحلة ما بعد منتصف الليل، لتلتهم علبة فاكهة. تخبرنا أن جميع من في البيت نيام، وأنّها أصيبت بالأرق، وقررت أن تلتهم بعض الفراولة. في القصة ذاتها، تخبرنا أنّها لا تحب الطبخ البيتي، بل تفضل الشوكولا والبطاطا المقلية. تجادل النحلة مساعدة هيفا حول شكل الحذاء الذي ستنتعله لدى الخروج، وحين تقدم لها حذاءً عليه علامة وجهٍ ضاحك، تبدأ بالصراخ فرحاً كأنها طفلة صغيرة حظيت للتوّ بفستان جديد في مناسبة العيد. تسأل النحلة خبير التجميل بسام فتوح هل هي أجمل أم هيفاء وهبي. تبعد شخصيتها الأصلية من الإطار كلياً، وتأخذ متابعيها إلى عالم يشبه مسرح العرائس، حيث يختفي الممثل خلف قناع دميته، ويترك الدمية تستولي على المشهد، فتذوب هويّته في هويّة القناع. هنا تذوب شخصية الديفا هيفاء وهبي في شخصية النحلة، مع فرق بسيط هو أنّ النحلة تعيش حياتها بموازاة حياة هيفا، لكن بعين مختلفة. فمن يتابعونها، لم يعودوا ينتظرون أن تطلّ عليهم الديفا هيفا بأبهى حلّة، وأحدث فستان اشترته، فحسب. بل كذلك صاروا ينتظرون قصص النحلة. قبل النحلة، كانت قصة هيفاء على سنابشات تقليدية، ملأى بأجواء الموضة، والتسوّق، والحياة المرفهة. الآن، باتت أقرب إلى هيفاء الإنسانة، كأنّها من خلال القناع، تتحرر من شخصية النجمة الجماهيرية ولو وقتاً قصيراً، وتكشف لنا عن خفة دمها وطاقاتها التمثيلية. بمعزل عن مسلسلات رمضان، والأغاني المصورة، وإصدارات الصيف، يمكن اعتبار قصة النحلة هيفا، مسلسلاً كوميدياً يستحقّ المتابعة على سنابشات. ولعله من أفضل ما قدّمته هيفاء وهبي خلال مسيرتها، لأنّه يظهر قدرتها على تقمص شخصية مُخترعَة، وإعطائها صوتاً وقصةً وحياةً. وكان تطبيق سنابشات أزال قناع النحلة قبل أيّام، فوجّهت وهبي رسالة تطالب بإعادته. وشنّ المعجبون بها حملة عبر هاشتاغ #BringTheBeeFilterBack (أعيدوا فلتر النحلة)، دامت لساعات، استجاب لها التطبيق بسرعة، وأعاد الحياة إلى قناع النحلة!
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Ahmad Tanany -
منذ يومينتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ 4 أياملا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ أسبوعمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...
Nahidh Al-Rawi -
منذ أسبوعتقول الزهراء كان الامام علي متنمرا في ذات الله ابحث عن المعلومه