سمع "جانيس ستورتز"، منتج ألماني ومؤسس "جاكارتا ريكوردز" Jakarta Records، للمرة الأولى "رقصة ماريا" لإلياس الرحباني، في إحدى الحفلات في برلين، فقرر أن يحفر في كنوز الموسيقى العربية ويمزج ويوزع من جديد أغاني لفنانين عرب من الجيل القديم، أمثال صباح وفريد شوقي والرحابنة وغيرهم.
اشتهرت هذه الإصدارات على Soundcloud وYouTube منذ نحو سنة، وكان اكتشافه الحقيقي في أثناء وجوده في المغرب. يقول ستورتز: "قدمت إلى الرباط مع فنان ألماني من شركتي للمشاركة في مهرجان موازين، فزرت محالّ بيع أسطوانات قديمة، ووجدت ما أسرني، كأسطوانة لفضول، وحاولت إيجاد معلومات على الانترنت لكنني لم أوفق في ذلك".
قرر ستورتز البحث عنه وبالفعل التقى ابنته واشترى حقوق النشر والتوزيع، وبدأت نقطة الانطلاق الفعلية لمشروع موسيقي تحت جناح شركته: حبيبي فانك.
"نريد إظهار الوجه الآخر للعالم العربي وكسر القوالب النمطية المتعلقة به" مشروع يعيد إحياء نوادر موسيقية عربية
منتج ألماني يعرّف الأجيال العربية الجديدة بفناني جيل الستينات والسبعينات في بلادهم، وتحفهم الموسيقيةكنا نحتاج لمشروع موسيقي كهذا لاكتشاف نوادر موسيقية من المغرب والجزائر وتونس. لم يكن هذا الهدف المحدد لجانيس ستورتز، لكنه نجح في أن يعرّف بفناني جيل الستينات والسبعينات للمستمعين الجدد، بما فيهم العرب. ويؤكد جانيس أنه من المهم أن تشمل هذه الاكتشافات الجيل العربي الجديد، وأن لا يقتصر الأمر على مستمعين من أوروبا وأمريكا. "وعموماً رد فعل الناس هو نفسه من الدار البيضاء إلى نيويورك، خصوصاً عندما استمعوا لفضول من المغرب"، يوضح جانيس. وعن أسفاره الكثيرة في العالم العربي، يحكي جانيس ستورتز عن حبه لهذه البلدان وثقافاتها المختلفة التي تشكل له مصدر إلهام كبيراً. ويتيح له مجال عمله التعمق أكثر في موسيقى كل بلد يزوره، خصوصاً القديمة منها، كما في تونس، حيث التقى فرقة "دالتون" التونسية وأصدر لها أغنية "علاش" (كلمة باللهجة المغاربية تعني لماذا)، التي انتشرت في السبعينات. كان من السهل عليه الوصول إلى أعضاء الفرقة بفضل الشبكات الاجتماعية. أما في الجزائر، فقد أراد أن يوزع موسيقى أحمد مالك، موسيقي وملحن اشتهر بتأليفه لموسيقى أفلام ومسلسلات جزائرية، وهو معروف بين أبناء جيله لكنه منسي اليوم. وقد وصل ستورتز إلى أسرة أحمد مالك، عن طريق المصادفة، بواسطة صديقة أجنبية مقيمة في الجزائر. وحققت إصدارات أحمد مالك الجديدة انتشاراً واسعاً عن طريق الشبكات الاجتماعية. يقول جانيس: "ألحانه رائعة وهو موهوب جداً وموسيقي عبقري، وموسيقاه لا تحتاج إلى تجديد، أو تحديث، أعتقد أن كل التسجيلات القديمة التي وجدناها لا تحتاج لذلك لأنها رائعة كما هي". والحقيقة أن النصيب الأكبر كان للفنان أحمد مالك، فقد وجد ستورتز تسجيلات كثيرة عند زيارته لابنة مالك، إصدارات من دون اسم. انتهى الأمر بستورتز باقتناء نحو ثلاثين شريطاً، أصدر جزءاً منها، وسيعمل على توزيع البقية في ألبومات في المستقبل القريب، ويمكن للناس الاستماع إليها وشراؤها Online. مشاريع حبيبي فانك لن تتوقف هنا، وستتضمن تسجيلات من بلدان أخرى كلبنان ومصر، التي زارها جانيس في أول العام الجديد. وكان عام 2015 موفقاً لجانيس ستورتز، إذ أتاح له مشروعه حبيبي فانك الفرصة لإحياء 30 حفلة في الشرق الأوسط. وهو يعمل حالياً على توزيع جديد يخص فرقة "المصريين" الشهيرة في الثمانينات، والتي تعود إلى منتجها وصاحبها الموسيقار المعروف هاني شنودة. وقد نشر جزءاً منها يتضمن إحدى أغانيهم، على أن يصدر بقية أعمالهم في مزج جديد بعد الموسم الصيفي. وستتوالى أسفاره لاكتشاف المزيد مما نجهله نحن هنا. أما عن الهدف غير الموسيقي لحبيبي فانك وشركته الموسيقية جاكارتا ريكوردز، فيقول ستورتز: "نريد إظهار الوجه الآخر للعالم العربي وكسر القوالب النمطية المتعلقة به". وعندما نقول قوالب نمطية، فنحن حتماً نتحدث عن التطرف والإرهاب اللذين تواجهانهما المنطقة، وهنا أيضاً، يعمل جانيس على مساعدة اللاجئين والتبرع لهم، عبر منظمة غير حكومية تدعى "سي واتش" (مراقبة أو مشاهدة البحر). تهدف المنظمة إلى مساعدة اللاجئين العرب والسوريين خصوصاً. وهي محاولة لإنقاذ أولئك الذين استطاعوا الوصول إلى أوروبا عبر البحر، من خلال بيع أسطوانات فينيل وتسجيلات عبر موقع باند كامب الموسيقي، وأيضاً من خلال بيع ألبومات كُتبت لائحة أغانيها بخط اليد، ويتوفر منها 79 نسخة بيع منها 11 نسخة إلى الآن، يعود ريعها للاجئين وجزء منها للعاملين على هذا المشروع. ويطمح جانيس ستورتز إلى القيام بالمزيد من هذه الأعمال الخيرية. يضيف: "نحن في وضع يسمح لنا بالمساهمة في إحداث تغييرات إيجابية وإننا على علم تام بهذه المسؤولية"∙
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامرائع
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعربما نشهد خلال السنوات القادمة بدء منافسة بين تلك المؤسسات التعليمية الاهلية للوصول الى المراتب...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحرفيا هذا المقال قال كل اللي في قلبي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعبكيت كثيرا وانا اقرأ المقال وبالذات ان هذا تماما ماحصل معي واطفالي بعد الانفصال , بكيت كانه...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينحبيت اللغة.