عايدة من جهتها، وهي معلمة، فتقول دون أي تردد: "طبعاً المرأة ناقصة عقل، لأن عواطفها تتحكم بكل تصرفاتها وتجعلها عرضة للفشل والتسرع في اتخاذ القرارات، وهذا ما يجعلها غير جديرة بأن تكون ربة أسرة، عكس الرجال الذين يملكون قرارات صائبة وحازمة عندما يتطلب الأمر ذلك".
19 امرأة في العالم يتولين منصب رئاسة دولة أو مجلس وزراء، ومئات النساء يشغلن منصب وزيرة في حكومات كثيرة. وهناك العالمات والكاتبات والفنانات وغيرها. مع ذلك لا يشكلن النموذج المطلوب للتخلص من النظرة الدونية إلى المرأة، خصوصاً في مجتمعاتنا الشرقية. ما زالت النساء بحاجة إلى كفيل ومعيل ومحرم من الجنس الآخر، "الذكر". وما زالت شهادتها في المحاكم تعادل نصف شهادة الرجل، وما زالت ترث حصة مقابل حصتين للذكر. مؤكد أن السلطة الذكورية في المجتمعات تلعب دوراً رئيساً في تكريس هذا الوضع واستمراره. والحرية تؤخذ ولا تعطى، لذا ألا تلعب النساء دوراً في المساهمة بتكريس هذه السلطة والقبول بها؟"حتى أينشتاين ليس أكثر ذكاءً من المرأة"
هذا ما تقوله منى من سوريا (60 عاماً)، الحاصلة على إجازة في التاريخ. وتضيف: "لا أعترف إطلاقاً بما يقولونه عن المرأة، بل النساء يتفوقن على الرجال في كثير من الأعمال والقدرات. أينشتاين العالم الفذ إذا جردته من اختصاصه لا يفلح في أمور أخرى، وكذلك الرجال، فهم قادرون على القيام بدور محدد، بينما المرأة تستطيع في الوقت نفسه القيام بأعمال كثيرة". المرأة متهمة ليس إلا، وبعض النساء أقنعن أنفسهن بهذه التهم وتلبسنها للأسف الشديد، وهؤلاء النساء يسهمن بشكل أو بآخر في إبقاء الصورة النمطية للمرأة التي رسمت لها. عبير (42 عاماً)، محامية، تقول: "يقولون المرأة عاطفية، أي تسيّر أمورها وفق عاطفتها، بينما الرجل يحتكم إلى العقل. وأنا أقول إن المرأة تُوازن بين العقل والعاطفة، وهذا هو المطلوب، لأن الأمور التي تُحاكم عقلياً وعاطفياً تكون منطقية أكثر. لنتخيل أن المرأة هي من يأخذ قرار الحروب، أكيد ستفكر مرات ومرات بنتائج تلك الكارثة وانعاكسها على البشر والمجتمع، وبالتالي ستكون أكثر تروياً وحذراً"."لا يأتي المرء إلى العالم كامرأة، بل يجعلون منه هكذا"
تقول رجاء، مدربة رياضة: "الرجل والمرأة متساويان في العقل، ولا أستطيع القول إن الرجال أذكى من النساء. فالرجال والنساء يتعرضون إلى تنشئة معينة تجعل من كل شخص ما هو عليه. ولا يجوز التعميم وإطلاق صفات تصنف الرجال والنساء أيهما أذكى أو أيهما أرجح عقلاً. كثير من الصفات الذكورية والأنثوية مكتسبة وليس في الجينات". وتقول هيا (30 عاماً): "أنا ضد أي تصنيف وضد إطلاق أحكامٍ عامة، ليس هناك أغبى وأذكى، الإنسان هو الإنسان ذكراً كان أو أنثى. لكنني سأقف عند إحدى ممارسات الرجال التي لا تعني المرأة بالعموم، ولا أدري على ماذا تدل، وهي أن أكثر الرجال صرامة وجبروتاً يستسلمون لإغراء النساء. بل وقد يُسلب عقلهم ولبهم حين يعجبون بامرأة ما، ويخضعون لرغباتها. ولطالما اتُخدت قرارات مصيرية تحت تأثير امرأة. نسمع كثيراً عن رجال يغيرون كل خططهم وقراراتهم حين يكونون تحت تأثير رغباتهم الجنسية".رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 10 ساعاتجميل جدا وتوقيت رائع لمقالك والتشبث بمقاومة الست
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 3 أياممقال مدغدغ للانسانية التي فينا. جميل.
Ahmed Adel -
منذ 6 أياممقال رائع كالعادة
بسمه الشامي -
منذ أسبوععزيزتي
لم تكن عائلة ونيس مثاليه وكانوا يرتكبون الأخطاء ولكن يقدمون لنا طريقه لحلها في كل حلقه...
نسرين الحميدي -
منذ اسبوعينلا اعتقد ان القانون وحقوق المرأة هو الحل لحماية المرأة من التعنيف بقدر الدعم النفسي للنساء للدفاع...
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعيناخيرا مقال مهم يمس هموم حقيقيه للإنسان العربي ، شكرا جزيلا للكاتبه.