99 في المئة من النساء المصريات قد تعرضن لأحد أنواع التحرش مرة على الأقل في حياتهن، حسب دراسة صادرة عن الأمم المتحدة عام 2013، و 90 في المئة من نساء اليمن قد سجلن حالات تحرش جنسي لدى السلطات المختصة، وفقاً لتقرير من تايمز نُشر عام 2013. كذلك 62 في المئة من النساء المغربيات يتعرضن لشتى أنواع العنف يومياً، ومنها التحرش الجنسي، بحسب الإحصاءات الرسمية، أما السعودية فقد أقرت بلسان وزارة عدلها، أن عدد قضايا التحرش قد بلغ 2797 حالة في عام 2014.
وعلى الرغم من أن الدول المذكورة سابقاً، هي الأكثر شهرة على مستوى العالم العربي في هذا المجال، فإن بقية الدول العربية ليست أفضل حالاً. فتظهر كل فترة في لبنان والجزائر والمغرب وغيرها من البلدان العربية، حركات مطالبة بخطوات حقيقية في العالم العربي للحدّ من حالات التحرش، وينتشر في الآونة الأخيرة، تيار داعٍ إلى فضح حالات التحرش وتسجيلها على مواقع التواصل الاجتماعي، إليكم بعض أبرز صفحات فضح التحرش على موقع فايسبوك، ولا تترددوا بالتعرف عليها.
نشأت فكرة صفحة "افضحيهم" بعد أن نشرت مديرة الصفحة لينا الصمودي، قبل أيام، قصة تحرش أحمد الجربا، الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري المعارض، بها شخصياً، إذ كان ذلك في العام 2013، بعد أن خرجت مع زوجها من سوريا إلى تركيا، وتم توظيفها سكرتيرة شخصية للجربا، فقام بالتحرش بها بعد أن طلبت منه زيادة في الراتب. وتدعو الصفحة إلى فضح حالات التحرش في الوسط السوري، وفضح إسم المتحرش وكنيته كائناً من كان، وبدأت الصفحة نشاطها منذ انطلاقها على موقع فايسبوك منذ أيام، بسرد تفاصيل لقصص تحرش، مع أسماء المتحرشين وبعض الوثائق الأخرى التي تثبت تأكّد الصفحة مسبقاً من وقوع حادثة التحرش. وكانت لينا قد كتبت على حسابها على facebook في وقت لاحق أن الكثير من النساء والفتيات السوريات قد تعرضن للتحرش، من قبل شخصيات بارزة، إلا أنهن سكتن عن تلك القصص و"لازم ما بقى نسكت." افضحيهم
"صفحة لبنانية لفضح المتحرشين"،وبهذا التعريف المختصر، تعبّر افضح متحرشصفحة افضح متحرش عن نفسها، والغاية منها تشبه غاية الصفحة السابقة، إذ تنشر أسماء المتحرشين وتفاصيل قصص التحرش التي يتم الإبلاغ عنها إلى الصفحة، كما تنشر موادّ توعية لها علاقة بالنظام العالمي القديم المحكوم بالذكورة، والمنظومة الأخلاقية القائمة على التفرقة الجندرية بين الرجال والنساء، خصوصاً في العالم العربي، وفي ما يخص التحرش، تحاول الصفحة محاربة الفكرة السائدة أن النساء في العالم العربي، هن من يعرّضن أنفسهن للتحرش، وذلك بسلوكيات معينة، كارتداء ملابس فاضحة أو غيرها. فكيف يعتبر تعري النساء عهراً، وتعري الرجال حرية شخصية!
يعتبر فريق HarassmapHarassmap التطوعي في مصر، من أقدم الداعين إلى فضح التحرش في العالم العربي، إذ نشأت الحركة عام 2010، لمحاربة السكوت عن التحرش، والقبول المجتمعي لهذه الظاهرة في مصر، كأنها ظاهرة عادية. وتقوم الفكرة على خرائط جوجل، إذ يتلقى الفريق كل التبليغات المفصّلة عن حالات تحرش، ويقوم بتحديد موقع حدوثها على Google maps، ليقدر المصريون أن يضعوا تصوراً عن أبرز المناطق التي تتعرض فيها النساء المصريات للتحرش، ويتم التبليغ عن تلك الحالات من خلال إرسال رسالة نصية إلى الرقم 6069، أو على البريد الإلكتروني أو مواقع التواصل الاجتماعي، ويحصل مرسل التبليغ على رد مباشر من الصفحة ببعض القوانين المصرية المتعلقة بالتحرش، وكيفية التعامل معه، والحقوق، ويضاف إلى ما سبق دليل عن أشهر الحالات النفسية التي تمر بها ضحايا التحرش.
"لو مش قادرة تضربيه؟ صوريه وافضحيه" هكذا تعرف افضح متحرش - السجل الشعبي للمتحرشينصفحة السجل الشعبي للمتحرشين عن نفسها، فالعجز الفيزيائي الذي قد تواجهه فتاة أمام المتحرش، إذا كان أقوى منها بحكم الذكورة، يمكن التعويض عنه بالتقدم التكنولوجي. بالتالي، يمكن لكل فتاة تتعرض لموقف تحرّش أن تحاول تصوير المتحرش وفضحه، وذلك من خلال إرسال تفاصيل القصة مع صورة المتحرش مما يجعل القصة موثّقة وقابلة أكثر للتصديق والفضح. وتحاول الصفحة التأكيد على مصداقيتها من خلال مجموعة من الشروط والقوانين التي تبرزها في صورة الغلاف، إذ تصر على ضرورة وضع الصورة والاسم الدقيق، ويقوم فريق عمل الصفحة بتفحّص المعلومات والتدقيق بالقصة قبل نشرها.
هي مبادرة مصرية، تعرّف عن نفسها بأنها مجموعة ضغط، تحلم ببناء مجتمع خال من التحرش الجنسي. تأسست عام 2012، وقد نجحت مع 51 ألف متابعة على شفت تحرشصفحتها على فايسبوك أن تصل إلى عدد لا بأس به من الناس. حصلت المبادرة، من خلال مجموعة من المتطوعين فقط، على جائزة المحارب المصري ضد الفساد عام 2013، وتعمل من خلال توثيق ورصد حالات التحرش في مصر والعالم العربي، وتقدم برامج دعم نفسي وورشات عمل، ونشاطات مختلفة للكثير من النساء في مصر وخارجها، لزيادة التوعية والدعم النفسي وتقوية ضحايا التحرش للتبليغ عن حالاتهن، بهدف الحد من ظاهرة التحرش، وفضح المتحرشين ومعاقبتهم قانونياً.
بعد إقدام العديد من فتيات ونساء بيروت، على التشهير بحالات تحرش كن قد تعرضن لها في الفترة الماضية، كثُر الحديث عن ضرورة تعقّب ورصد حالات التحرش بشكل جماعي كما فعلت أولئك النساء، فلا بدّ من فضح المتحرشين مهما كانت أسماؤهم، وهي الطريقة الوحيدة لإيقافهم. تقوم فكرة متعقب التحرشصفحة متعقب التحرش على مبدأ مشابه لصفحة خرائط التحرش المذكورة سابقاً، فيتم توثيق الحالة مع ذكر موقعها على خريطة بيروت، إلا أنها تختلف قليلاً عن سواها بتخصيص استمارة موحدة للتبليغ عن حالة التحرش بشكل شبه رسمي، مما يسهل إحصاء البيانات وفرزها في ما بعد. الجدير بالذكر أن هذه الصفحات والمبادرات لا تحظى بالاهتمام الكافي على مواقع التواصل الاجتماعي أو حتى في الواقع، إلا أنها قد تكون وسيلة فعّالة جداً للحد من حالات التحرش التي أصبحت هائلة في العالم العربي، وقد يكون الخوف من الفضيحة الرادع الوحيد الذي يقف في وجه المتحرش.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...