شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
التوظيف السياسي للاغتصاب في السينما المصرية

التوظيف السياسي للاغتصاب في السينما المصرية

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الأحد 29 مايو 201610:13 ص

بين الرمزية والمبَاشرة، تبقى مشاهد الاغتصاب في السينما المصرية عالقة في أذهان المشاهدين، يلقيها صُناع العمل الفني على الشاشة، ليتلقفها المتلقي، الذي يفسرها حسب ما يشاء، وفقاً لمعتقداته وأفكاره. في ما يلي نستعرض أهم الأفلام السينمائية التي وظُفت فيها مشاهد الاغتصاب سياسياً.

الحقبة الناصرية: اغتصاب السلطة والتفريط في الأرض

في السبعينيات، اعتمدت السينما المصرية في كثير من أفلامها، على توظيف مشاهد الاغتصاب سياسياً، يقول الناقد الفني طارق الشناوي لرصيف22. وأرجع ذلك إلى أن الاغتصاب "تيمة" مضمونة عند المشاهد العربي، تتلاقى مع تركيبة الثقافة العربية، التي ترفض التفريط في العرض، واستخدمها صُناع ومخرجو كثير من الأفلام التي تناولت الحقبة الناصرية، وهزيمة 1967، ونصر أكتوبر 1973، كمدخل لفهم الموضوع، والدلالة على أن التفريط في الأرض يعادل التفريط في الشرف. ويشير الشناوي إلى أن هذه المشاهد حملت دلالات أخرى على اغتصاب السلطة وانتهاكات نظام عبد الناصر داخل السجون. ومن الأفلام التي عبرت عن هذا التوظيف:

الكرنك 1975


قصته لنجيب محفوظ، والسيناريو والحوار لممدوح الليثي، وإخراج علي بدرخان. الفيلم من بطولة سعاد حسني، كمال الشناوي، نور الشريف، ومحمد صبحي. وتضمن مشهداً لاغتصاب "زينب" على يد "الشاويش فرج"، في أحد المعتقلات.

عودة الابن الضال 1976

الفيلم من إخراج يوسف شاهين، وشارك في كتابته صلاح جاهين، وبطولة محمود المليجي وشكري سرحان وسهير المرشدي. يمثل شكري سرحان رمز السلطة والبيروقراطية، من خلال شخصية "طلبة" الذي يغتصب "فاطمة"، التي ترمز بدورها إلى مصر.

الرصاصة لا تزال في جيبي 1974

الفيلم عن قصة للأديب إحسان عبد القدوس، وبطولة محمود ياسين وحسين فهمي ويوسف شعبان وصلاح السعدني، ونجوى إبراهيم وسعيد صالح، وعبد المنعم إبراهيم وحياة قنديل، وإخراج حسام الدين مصطفى. يتضمن الفيلم مشهداً لاغتصاب "فاطمة" التي ترمز إلى مصر، من قبل "عباس" أحد رجال النظام. وهذا ما يدفع ابن العم للالتحاق بالتجنيد ليتعلم إطلاق النار، ليقتل عباس. ويقول الشناوي: "رغم تعدد مشاهد الاغتصاب التي حملت دلالات ترمز للحقبة الناصرية، فإن مشهد اغتصاب سعاد حسني في فيلم الكرنك، يبقى الأشهر والأهم فنياً، لعدد من الأسباب، منها الصورة الذهنية التي ارتبطت بذهن المشاهد عن سعاد. فهي جميلة جداً ويتم اغتصابها بصورة مقززة تختلف عن المشاهد المألوفة. فمشهد الاغتصاب في "الكرنك" جاء صريحاً ونجح في إيصال الرسالة.

عصر الانفتاح: الطفيليون يغتصبون الشرفاء

بعد حرب أكتوبر 1973 دخلت مصر مرحلة الانفتاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي، التي ضربت الكثير من المبادئ، وفجرت التفاوت الطبقي الهائل. بحسب الناقد الفني وليد رشاد. ويقول رشاد: "رغم أن فترة الثمانينيات شهدت ظهور ما يسمى بأفلام المقاولات، التي هدف صُناعها إلى الربح فقط، فإن ذلك لم يمنع ظهور أعمال سينمائية جادة ترصد الواقع المصري الجديد، بعد تطبيق سياسة الانفتاح. وكان ظهور طبقة من الأثرياء الجدد الذين عرفوا أصول اللعبة جيداً إحدى نتائج هذا الانفتاح. وصعدوا إلى قمة الهرم السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وداسوا أحلام البسطاء". ويضيف: "بعض هذه الأفلام لم تتمكن من التعبير صراحة عما تريد، فلجأت إلى المواربة والإسقاط في التعبير، من خلال مشاهد الاغتصاب التي وظُفت للدلالة على اغتصاب الطبقة الجديدة لكل مبادئ وقيم المجتمع". ومن الأفلام التي عبرت عن هذه الفكرة:

حتى لا يطير الدخان 1984

الفيلم عن قصة إحسان عبد القدوس، وإخراج أحمد يحيى، وبطولة عادل إمام وسهير رمزي وأحمد راتب. تضمن الفيلم مشهداً لاغتصاب الخادمة سهير رمزي من قبل زملاء عادل إمام في الجامعة. ويقول رشاد إن مشهد الاغتصاب في هذا الفيلم، من أكثر المشاهد السينمائية تعبيراً عن هذه الحقبة. إذ يشير إلى غطرسة طبقة الطفيليين الجدد، الذين كونوا ثروات هائلة بطرق غير مشروعة، فاغتصبوا مقدرات الوطن وأطاحوا أحلام شرفائه في الحياة الكريمة.

عصر الذئاب 1986

لعب بطولته عادل أدهم وليلى علوي، وأخرجه سمير سيف. تضمن الفيلم مشهداً لاغتصاب السكرتيرة ليلى علوي من قبل عدد من أثرياء المرحلة، للدلالة على جبروت أحد أبناء الانفتاح، الذين تربوا على أن كل شيء ملك لهم.

مبارك: النظام يغتصب الوطن

الناقدة الفنية ماجدة موريس قالت لرصيف 22، إن بعض المخرجين في السنوات التي سبقت ثورة 25 يناير، استخدموا الاغتصاب للإشارة إلى مساوئ فترة حكم الرئيس الأسبق حسنى مبارك، من الفوضى وسلب الحقوق والانتهاكات داخل السجون إلى استغلال المنصب لتحقيق المصالح الشخصية. ومن الأفلام التي عبرت عن هذه الفكرة:

هي فوضى 2005

الفيلم من بطولة خالد صالح ومنة شلبي وهالة فاخر ويوسف الشريف، وإخراج يوسف شاهين وخالد يوسف. تقول موريس إن الفيلم تضمن مشهد اغتصاب المدرّسة (منة شلبي)، التي ترمز إلى مصر على يد أمين الشرطة خالد صالح الذي يمثل السلطة. وهو مشهد يشير إلى العلاقة المقلوبة بين الحاكم والمحكوم، فالأول يجب أن يحافظ على الثاني، بدل اغتصاب حقوقه وآدميته.

عمارة يعقوبيان 2006

الفيلم من بطولة عادل إمام ونور الشريف وخالد الصاوي، وهند صبري ويسرا وسمية الخشاب، وتأليف وحيد حامد، عن قصة الكاتب علاء الأسواني، وإخراج مروان حامد. احتوى الفيلم على مشهد اغتصاب طه، المعتقل في أحد السجون، للإشارة إلى أساليب الشرطة القمعية في تعاملها مع المواطنين.

حلاوة الروح 1990

الغابة 2008

الفيلم بطولة ريهام عبد الغفور وحنان مطاوع، وأحمد عزمي  وباسم سمرة، وتأليف ناصر عبد الرحمن، وسيناريو وحوار وإخراج أحمد عاطف. يناقش الفيلم قضية أطفال الشوارع، التي ظهرت بوضوح في عهد مبارك من خلال عرض قصص مختلفة لعدد من هؤلاء تجمعهم منطقة واحدة. واحتوى الفيلم على مشاهد ترصد تجارة الأعضاء، وزنا المحارم واغتصاب الأطفال، في دور الرعاية المنوط بها إصلاحهم وتهذيبهم.

الريف بين مطرقة القهر وسندان الطبقية

تشير موريس إلى أن استخدام المخرجين لمشاهد الاغتصاب، يعني أن الانتهاكات السياسية أو النفسية أو الاجتماعية، تعدت كل الخطوط الحمراء. ثم جاء توظيف هذه المشاهد للتعبير عن القهر المركب، الذي يعاني منه الفلاحون في القرى والنجوع.

الحرام 1965


الفيلم عن قصة يوسف إدريس، التي تحمل الاسم نفسه، وإخراج هنري بركات، وبطولة فاتن حمامة وعبد الله غيث وزكي رستم. واحتوى الفيلم على مشهد لاغتصاب عزيزة زوجة عبد الله، اللذين يعملان في الحقول بحثاً عن لقمة العيش. ويحمل مشهد اغتصاب فاتن حمامة على يد أحد شباب القرية، دلالةً سياسيةً وطبقية واجتماعية. ويعبر عن أن الفقر وصل لمرحلة لا تُحتمل، بحسب ماجدة موريس. وتلفت موريس إلى أنه رغم أن النساء والرجال يعانون في الفيلم، ويشربون من الكأس نفسها، فإن المخرج هنري بركات اتخذ من المرأة رمزاً للتعبير عن القهر الذي تعاني منه هذه الفئة في مجتمع الرجال.

اغتصاب القيم والمبادئ

يقول الشناوي إن مشاهد الاغتصاب قد تحمل إشارة إلى الفساد الاجتماعي، وهدم القيم والمبادئ أيضاً. ويشير إلى أن هناك أفلاماً عديدة عبرت عن هذا المعنى.

إحنا التلامذة 1959

الفيلم من بطولة شكري سرحان وزيزي البدراوي، وتحية كاريوكا، وفردوس محمد وعمر الشريف ويوسف فخر الدين، وإخراج عاطف سالم. تضمن الفيلم مشهداً لاغتصاب خادمة على يد شاب يعاني من إهمال أبويه.

اغتيال مدرسة 1988


الفيلم عن قصة وإخراج أشرف فهمي، وسيناريو وحوار مصطفى محرم، وبطولة نبيلة عبيد ويوسف شعبان وهشام سليم وصابرين، وصلاح قابيل وشويكار، ومريم فخر الدين ونبيل الحلفاوي. وتضمن الفيلم مشهداً لاغتصاب تلميذ لمعلمته بعد اكتشافها علاقته غير الشرعية بزميلته.

حالة تلبس 1988


الفيلم من إخراج هنري بركات، وبطولة سماح أنور، وجميل راتب، وأحمد عبد العزيز. تضمن الفيلم مشهداً لانتهاك إحدى المسجونات لعرض مسجونة أخرى، حتى تثبت عليها التهمة.

اغتصاب للإثارة فقط

إذا كانت هناك أفلام وظفت الاغتصاب في سياق التعبير عن فكرة ما، فإن هناك أفلاماً أخرى قدمت الاغتصاب بهدف الإثارة، وجذب الجمهور إلى شباك التذاكر. ومن أبرزها:

من ضهر راجل 2016

الفيلم من بطولة الفنان آسر ياسين، وصبري فواز، ومحمود حميدة، وياسمين رئيس، وشريف رمزي. وتأليف محمد أمين راضي وإخراج كريم السبكي. يتضمن الفيلم مشهداً لاغتصاب ياسمين رئيس.

بنت من دار السلام 2014


الفيلم بطولة رحاب الجمل وراندا البحيري وماهر عصام، والراقصة شاكيرا وحسن عيد وكارمن. من تأليف وإخراج طوني نبيه. وقد احتوى على مشهد اغتصاب رجل مسن لفتاة تعمل في منزله، ومشاهد سادية.

على واحدة ونص 2012

 

بطولة الراقصة سما المصري ومحسن منصور، وفايق عزب، وإخراج جمعة بدران. يتضمن الفيلم مشهد اغتصاب فتاة من قبل زوج خالتها.

ركلام 2012

الفيلم من إخراج علي رجب، وبطولة غادة عبد الرازق، ورانيا يوسف، وحسن العدل. يتضمن الفيلم مشهداً لاغتصاب غادة عبد الرازق.

خارج الخدمة 2015


الفيلم من إخراج وبطولة أحمد الفيشاوي وشيرين رضا. يتضمن مشهداً لاغتصاب الفيشاوي لشيرين رضا.

مذكرات مراهقة 2001

الفيلم من إخراج إيناس الدغيدي، وبطولة هند صبري، وأحمد عز، ومحمد رجب. يتضمن الفيلم مشهد اغتصاب محمد رجب للفتاة التي يحبها، هند صبري، بعد أن فضلت عليه صديقه أحمد عز.

توت توت 1993

فيلم للمخرج عاطف سالم، وبطولة نبيلة عبيد، وسعيد صالح، ووائل نور، ومحمد توفيق. يتضمن مشهد اغتصاب رجل ثري لفتاة مختلة عقلياً.

زمن الممنوع 1987

الفيلم بطولة ليلى علوي وإيمان البحر درويش، وإيهاب نافع، ومحمد الشرقاوي، وإخراج إيناس الدغيدي. وتضمن مشهداً لاغتصاب ليلى علوي بعد تخديرها. 


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image