شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
همس الكلام البذيء في أذن العشيق

همس الكلام البذيء في أذن العشيق

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

جسد

الثلاثاء 23 يناير 201805:06 م

يعرف موقع ويكيبيديا الـdirty talk أو الكلام البذيء، أنه ممارسة استخدام كلمات تصف صوراً من شأنها زيادة الإثارة الجنسية قبل ممارسة العلاقة الجنسية وخلالها وبعدها.

يعتبر الكلام البذيء جزءاً من المداعبة، وقد تتخلله صفات جنسية حية ومثيرة، ونكات جنسية، وأوامر جنسية، وكلمات "وقحة". يمكن همس الكلام البذيء في أذن الشريك أو البوح به عبر الهاتف أو كتابته في رسالة خطية. ماذا لو تعمّقنا في تلك التعريفات؟ قد لا يعترف البعض باستخدام الكلام البذيء مع الشريك خلال ممارسة الجنس، خجلاً وخشيةً من اعتبارهم منحرفين جنسياً. ولكن من قال إن الكلمات البذيئة تنتمي لفئة الممنوعات في التعريف الاجتماعي للجنس؟ ففي النهاية هي مجرد وصف لما يقوم به الشخص لشريكه خلال ممارسة الجنس، أو ما سيقوم به أو قام به.

إن كنت تظن أنك وحيد في استخدام العبارات البذيئة في الفراش، إلق نظرة على تلك الدراسات.

ما تقوله الدراسات؟

نشرت المجلة الأكاديمية Archives of Sexual Behavior أواخر العام الماضي، دراسة قام بها العالم Peter Joanson، مع فريقه عن الحديث الإثاري الذي يستخدمه العشاق. كانت نتيجتها أن 92% من الأشخاص الذين شاركوا فيها يتفوهون بعبارات جنسية خلال ممارسة الحب. 52% منهم نساء أعمارهن بين 19 و68 عاماً، و79% من إجمال المشاركين هم في علاقة مستقرة، 88% منهم متباينو الجنس، 7% ثنائيو الجنس، و4% مثليو الجنس.

يعتبر الكلام البذيء جزءاً من المداعبة، وقد تتخلله صفات جنسية حية ومثيرة، ونكات جنسية، وأوامر جنسية، وكلمات "وقحة"

تعمق الفريق أيضاً في 569 محادثة مثيرة، ليستخرج منها 8 مواضيع رئيسية يستخدمها الثنائي لإثارة الآخر: الهيمنة الجنسية (هل أنت عبدي الجنسي؟)، الطاعة الجنسية (إفعل ما تشاء بي)، التملك الجنسي (أنت لي)، الخيال الجنسي (تخيل أن أحداً يشاهدنا)، عبارات توجيهية ("أقوى! أسرع!)، التعزيز الإيجابي (أحب رائحتك/ أنت قوية)، الكلمات الحميمة (أحبك، حبيبي)، تعبير عن ردود الفعل (نعم، يا إلهي!).

كيف ذلك؟

تلك الكلمات الجريئة تتحدى التابوهات والمحرمات لدى لفظها، وهذا أمرٌ يزيد المتعة واللذة في التصرف بطريقة أكثر جنسية في الفراش.

يفسر موقع medicaldaily تلك الممارسة، بأن كل شيء يبدأ في الدماغ، لأنه يعتبر عضواً جنسياً أقوى وأكثر فعالية من الأعضاء التناسلية لدى الرجل والمرأة. والجرعة الملائمة من الكلام البذيء كافية إجمالاً لإثارة الدماغ ثم الجسد.

تقول معالجة الجنس Ava Cadell إن الكلام الجنسي الذي يتشاركه الثنائي في السرير، والذي يطرح أفكاراً خيالية، قد لا يرغب الحبيبان في تطبيقها في الواقع، يجعل الأمور أكثر إثارة وحيوية، خصوصاً إذا تم التحدث عنها. والتحدث بما يرغب كلٌ من الثنائي أن يفعل أو يفعل به في السرير يفتح أبواب الحوار الجنسي، وإعطاء الألقاب والأفعال لما يحصل في الألفة يزيد من الاستمتاع بكل ما يشعر به الجسد.

تظهر دراسة تم نشرها فيJournal of Social and Personal Relationships عام 2012، أن كلما كنا مرتاحين بالتحدث عن الجنس أصبحت حياتنا الجنسية أفضل، وبالتالي إيجاد صعوبة في التعبير عن تلك الأمور ينقلب على حياتنا الجنسية.

الكلام البذيء بطريقةٍ أو بأخرى يسمح للفرد أن يستسلم لأعمق أفكاره الجنسية الخيالية، أليس هذا هو الجنس في النهاية؟

في مقابلةٍ مع عاملة جنس عبر الهاتف، قامت بها المجلة الأميركية المخصصة للرجال maxim، حول فن الكلام البذيء، تخبر تلك الفتاة كيف تبني خيالاً جنسياً لزبائنها عبر الهاتف ولساعاتٍ طويلة. وكيف ترسم بتأنٍ الصور في عقل المتكلم على الهاتف ليشعر بالإثارة، من دون حتى أن يراها أو يلمسها، فيطلق العنان لخياله الجنسي الذي يكون عادة محدوداً في حياته الواقعية.

الكلام البذيء بالنسبة إلى تلك الفتاة هو فن يجب أن يتقنه الشريك ويمارسه بابتكار وتجدد متواصلين. وتكرار الألفاظ البذيئة التي تنقصها المشاعر والدقة لا تنفع إلى ذلك الحد. وصف الحركات الجسدية وما يفعله الشريك خلال ممارسة الجنس تزيد فوراً الإثارة، وكأنه يرى الأمور بتأثير ثلاثي الأبعاد، فهو يشعر بما يفعله الآخر ويشاهده ويشم رائحته ويتذوقه ويسمع كل ذلك.

بما يتفوه الرجل والمرأة؟

ترجّح الإحصائيات أن النساء يفضلن لفظ كلمات تدور حول الإلفة والخضوع والرجال يحبون سماعها. فالنساء القويات في الحياة والعمل يحببن أكثر كلام الخضوع في السرير، لسببٍ بيولوجي أن "اللوزة الدماغية" تتفاعل عندها بطريقة أفضل. فذلك الجزء من الدماغ هو مركز الخوف لدينا وهو متورط أكثر من أي شيءٍ آخر في الإثارة واللذة لدى ممارسة الجنس. وعقول النساء والرجال تتمتع بتكوينات بيولوجية مختلفة بعضها عن بعض، ما يجعل مصطلح الإثارة مختلف لدى الفريقين.

يقول المركيز دو ساد إن النساء يشعرن بذروة النشوة الجنسية من آذانهن، وبالفعل النساء هن أكثر سمعاً والرجال أكثر بصراً.

بالغوص في فكرة أن بعض الكلام الجنسي يحفز انتقال الدوبامين لدى الشخص، تقول أخصائية العلاقات الجنسية في نيويورك Logan Levkoff إن العبارة الجنسية المفضلة لدى الرجال هي "أنا أصل للذروة"، وكأنها البرهان الأكبر أنه يعرف إمتاع حبيبته، وتدفعه هو حتى على الوصول إلى النشوة معها. بينما النساء يحببن سماع عبارات تعطي الأفعال للأحاسيس وتصف المشاعر، تماماً لو كان أحداً يأكل طبقاً لذيذاً ويصف في الوقت نفسه كم هو شهي، ما يجعله حتى أكثر شهية بعد، على نسق "أحب ماذا تفعل بجسدي الآن/ أحب لما تقبلني هكذا".

الأمور تختلف في الأماكن العامة لتقرّب ألفاظ الجنسين الجنسية أكثر بعضها من بعض، ما يفتح الباب لألفاظ أكثر تحفظاً مما يقال داخل السرير، وتكون بمثابة مقدمة وحوارٍ للقاء الجسدي، على أسلوب "أتوق أن نصبح وحدنا/ لا تنظر(ي) إلي هكذا تعرف(ين) أن ذلك يثيرني/ أريدك الآن، لنذهب".

الكلام البذيء بطريقةٍ أو بأخرى يسمح للفرد أن يستسلم لأعمق أفكاره الجنسية الخيالية، أليس هذا هو الجنس في النهاية؟

والحكم الشرعي؟

الفتاوى الكثيرة على صفحات الانترنت تتفق نوعاً ما على حكم لفظ الكلام البذيء في الفراش، واصفةً إياه أنه يجوز استخدامه بين الزوجين شرط ألا يتعدى حدود الاحترام.

موقع fatwa.islamweb يجيب عن أحد الأسئلة المطروحة على صفحته: "زوجتي تحب سماع الكلمات الفاحشة أثناء عملية الجماع فما الحكم في ذلك وهل هذا المقصود بالرفث؟ وما حكم هذا الكلام؟" بالتالي: "إذا كان المقصود بالكلمات الفاحشة الكلام عن الجماع أو وصف المرأة أو الزوج ونحو ذلك فهذا مباح بين الزوجين، وهو من الرفث المنهي عنه حال الإحرام. وإن كان المقصود استعمال ألفاظ السب والشتم فهذا من الفحش المحرم عند الجماع وغيره، لأن الله يكره الفاحش البذيء، وهو الذي يقول القبيح ويفعله، وقد روى الترمذي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس المؤمن باللعان ولا الفاحش ولا البذيء".

وروى الترمذي أيضاً عن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن، وإن الله يبغض الفاحش البذيء".

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image