"سحر الانحناءات في الخط العربي جعلني أتشبث به"، هذا هو السبب الرئيسي الذي دفع الدكتور خديجة طارق، المعروفة بخديجة الغواص، إلى الانفراد بنوع خاص من الفنون هو الخط العربي الضوئي، لتصبح واحدة من ثمانية فنانين فقط حول العالم يتقنون هذا اللون من الإبداع.
مفهوم الخط العربي الضوئي
هو تقنية رسم الخط العربي بالضوء من خلال اقترانه بحركة الجسد، مع الاعتماد على تقنية في التصوير الفوتوغرافي. تمنح هذه التقنية مستخدميها ميزة استعمال الجسد، والعمل على الإيماءات والحركة. إذ يتم تثبيت الكاميرا على حامل ثلاثي Tripod في ظلام تام، ويجري ضبط الكاميرا على مدة زمنية لا تزيد على ثلاثين ثانية. يتحرك الفنان خلالها حاملاً بيده مصابيح من الضوء مختلفة الألوان، لتتحول إلى كلمة بالخط العربي رُسمت في الفضاء.من هي خديجة الغواص؟
خديجة الغواص طالبة في كلية طب الأسنان في جامعة الإسكندرية، تبلغ من العمر 23 عاماً. تقول :"عام 2010 اتجهت إلى فن الغرافيتي على حائط الجامعة، وبعد ثورة يناير، أخرجت رسوماتي إلى جداريات الشارع، مع مجموعة من فناني الغرافيتي في الإسكندرية، وكانت تتعلق دائماً بالتفاؤل". وتضيف: "بدأت أتعرف إلى فن الخط العربي الضوئي من خلال مشروع تخرجي، وبحثي عن شيء غير مألوف، إلى أن حصلت على بعض الفيديوهات الخاصة للفنان الفرنسي جوليان بريتونو، وهو أول خطاط بالضوء في العالم. فعلمت حينها أن هذا ما أبحث عنه". منذ تلك اللحظة، ومع العديد من التدريبات، توصلت خديجة إلى التدريب مدة لا تقل عن 20 دقيقة، قبل كتابة الكلمة بالضوء، وهو ما تسميه جلسة التأمل. ثم تقوم بتنفيذها أمام الكاميرا خلال 30 ثانية فقط. وتوضح الغواص: "ما قبل ذلك كان مجرد كتابة بارعة للخط العربي فقط، إذ انحصر اهتمامي الأكبر في تقنيات الخط العربي، والمسافات المحددة للكتابة، وتقنية التصوير المختارة، كما تفردت بمزج الخط العربي التقليدي والحديث". وتضيف: "كل منا نحن الثمانية فنانين حول العالم، له أسلوب مختلف عن أسلوب الآخر. وأهم ما يميزني حفاظي على الخط العربي بتطبيقاته القديمة، مثل تمارين التأمل قبل بدء الجلسة واعتمادي على الخط السنبلي، وهو نوع من الخطوط الكوفي، عكس بقية الخطاطين. فالبعض يكتب بالخط العربي الحر، والبعض يكتب بخطوط بلاده التراثية، إضافة إلى أنني أدرس التأمل منذ فترة بعيدة، إلى جانب دراسة التكنيك الذي يمكنني من خلاله التحرك على الهواء والرسم عليه" . شاركت خديجة في بعض الورش في القنصلية الفرنسية، وفي المعهد السويدي، والقاهرة والإسكندرية. وتتواصل دائماً مع زملائها الفنانين السبعة، خصوصاً أن ما يميزها، هو كونها الفتاة الوحيدة بينهم، ما دفع بعضهم لمشاركتها في كتابة بعض الكلمات الضوئية على الهواء. وعبّرت عن أسفها لعدم الاهتمام بهذا الفن في مصر، عكس الدول الأخرى. وتقول: "وجدت اهتماماً من بعض طلاب الجامعات في بعض الأحيان، باتخاذي مشروع تخرجهم، فيقومون بتصوير الفيديوهات معي كحالة جديدة يمكن بناء مشروع تخرجهم عليه، وهو الأمر المتعلق بالجانب المعنوي، لكن للأسف أبسط المعدات التي يتم استخدامها في هذا النوع من الفنون غير متوفر لدينا، فلا يوجد الإضاءات التي يجري من خلالها تنوير الصورة". فالإضاءات المتوفرة، التي تعمل بها الغواص، هي من صنعها فقط. إذ تذهب إلى المحال وتختار عدداً من اللمبات وتعمل على تركيبها واستخدامها.كيفية تحويل الهواية إلى عمل
تختم خديجة بأنه يمكن استخدام ذلك الفن عبر تحضير جلسة تصوير من خلال رسم الأسماء حول الأشخاص والتقاط الصور، من دون ظهور الرسام على الإطلاق.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...