هل تحلمون بإنشاء مشروعكم الخاص؟ هل تقلقكم التكاليف أو تقلل من حماستكم لبدء حلمكم كي تكونوا رواد أعمال؟ في هذا التقرير نعرفكم كيف تنشئون مشروعكم وتوفرون النفقات.
الفكرة الجيدة
تحتاج الشركة الناشئة الناجحة إلى فكرة جيدة، أو أن تنتهزوا فرصة احتياج السوق لسلعة غير متوفرة فيه من الأساس، كتقديم خدمة الانترنت في منطقة لا يوجد فيها انترنت. ليس بالضرورة أن تكون الفكرة التي تبنى شركتكم عليها لم يسبقكم إليها أحد على الإطلاق. فالفكرة الجيدة قد تقوم على حل لمشكلة موجودة في السوق فعلاً، كارتفاع عدد المواليد في منطقة، يُنتج فيها عدد محدود من حفاضات الأطفال. محمد البيك، مؤسس مشروع «فابريكا» لصناعة الإكسسوارات الخشبية، جاءته فكرة مشروعه، كما يقول لرصيف22، بعدما صنع نظارة خشبية لنفسه، وذهب بها إلى حفلة فلاقت إعجاب جميع أصدقائه. أسس "فابريكا" التي بلغ عدد المعجبين بصفحتها على Facebook أكثر من 79 ألفاً.فهم السوق
حين يكون السوق كبيراً، تكون فرص نجاحكم أكبر، ولكن لا بد أن تسألوا أنفسكم هل هناك "حواجز دخول" تقف أمام فكرتكم، وهل تمتلكون فريقاً قوياً، وشبكة اتصالات كبيرة، والمعرفة الجيدة بالمنتج الذي ترغبون في إنتاجه؟ مثلاً، سيكون مصيركم الفشل إذا فكرتم في إنشاء موقع للبيع عبر الإنترنت وأنتم لا تمتلكون رأس مال كبيراً، ومعرفة، وفريقاً قوياً يؤهلكم للمنافسة في السوق، وشبكة اتصالات كبيرة، ومخازن في مختلف المدن العربية. مؤسس "فابريكا" الذي يستخدم آلة القطع بالليزر «laser cutting» في صناعة الإكسسوارات الخشبية، يشير إلى أنه عندما نظر إلى السوق وجد أن التجار يستخدمون الـ«laser cutting» من دون ابتكار. ويضيف: "لو التاجر عمل أباجورة خشب حلوة واتباعت يفضل يصنع أباجورات بس بالـLaser cutting". وليكون مختلفاً ويكسب شريحة كبيرة من العملاء في السوق، اعتمد "البيك" على صناعة منتج مختلف، والتطوير والابتكار باستمرار، ما جعل مشروعه الذي بدأ مطلع 2015 مستمراً حتى الآن، ويحقق مكسباً جيداً له.العملاء
لا بد أن تعرفوا عدد الأشخاص المهتمين بمنتجكم، والقادرين على دفع قيمة المنتج للحصول عليه، وأن ترسموا صورة للعميل الذي تستهدفونه بمنتجكم، إذ لا يوجد منتج يستهدف الكبير والصغير، الغني والفقير. فإذا كنتم مثلاً ستؤسسون شركة لتصنيع السيارات، يجب أن تعرفوا من ستستهدفون من العملاء. نورا جلال، صاحبة مشروع "رافيه، وهو علامة تجارية تقدم ملابس للسيدات عالية الجودة وبأسعار معقولة، تستهدف عملاء بعينهم. تقول إنها تخاطب النساء من 18 حتى 40 عاماً، اللواتي يفضلن الشراء عبر الانترنت، ولديهن القدرة على شراء منتج بجودة عالية بأسعار تراوح بين 300 لـ400 جنيه. وتضيف أن العملاء الذين تستهدفهم أيضاً هم من الفتيات اللواتي لا يجدن مقاساتهن (صغيرة أو كبيرة) بسهولة.التقييم والتجربة
من الأمور المهمة التي قد تجنبكم خسارة الكثير من الأموال، هو تجربة منتجكم. فبدلاً من بناء مصنع لإنتاج سلعة ما وشراء الآلات وتوظيف العشرات، قوموا بتصنيع عينة من سلعتكم وقدموها للجمهور، وتعرفوا إلى رد فعل العملاء على هذا المنتج. هل منتجكم مرغوب فيه أم لا؟ إذا كانت الإجابة لا، فأنتم تجنبتم خسائر كبيرة، ومن المرجح أنكم ستفكرون في تطوير الفكرة أو في فكرة جديدة كلياً. مؤسس فابريكا بدأ بصناعة عدد محدود من الإكسسوارات الخشبية، وعرضها على بعض الأصدقاء وآخرين، قبل البدء بمشروعه، فوجد إقبالاً على منتجه، وأسس المشروع.التمويل
كي تكونوا رواد أعمال، لا يشترط أن تؤسسوا مشروعاً بأموال كثيرة، وأن يكون لديكم مقر فخم والكثير من الموظفين، فمن الممكن أن تبدؤوا مشروعاً بـدولار واحد فقط، ويكون مقركم منزلكم. فالبيك، احتاج إلى 7 جنيهات فقط كلفة أول منتج، ولم يبدأ في مقر. كان يستأجر في البداية آلة القطع بالليز، وكان هو المدير والمصمم والعامل على الآلة. والآن يستأجر مساحة في مقر مؤسسة شبابية، ويعمل معه 4 أفراد.خطة العمل
وجدتم الفكرة، وحددتم عملاءكم، وقمتم بالتجربة، عليكم الآن أن تضعوا خطة عمل. فإذا أسستم مشروعكم بلا خطة وأهداف مرحلية، لن تستطيعوا أن تضعوا يدكم على الأخطاء التي قد تؤدي إلى فشل المشروع بعد شهور من بدئه.كيف تصلون إلى عملائكم؟
قنوات توزيع المنتج مهمة جداً، وقد تكون هي الميزة التي تمتلكها شركتكم، أو قد تكون سبب في توفير الكثير من النفقات عليكم. فليس من الضروري أن تمتلكوا قناة توزيع لبيع سلعتك. ممكن أن تعرضوا سلعتكم في قنوات موجودة بالفعل، ومن الممكن أن تبيعوها على الإنترنت. ميلاد سعد جرجس وساندرا مجدي قرياقس صاحبا محل LA VIE FLEURIE لبيع الزهور في منطقة مصر الجديدة، وجدا تراجعاً في إقبال المواطنين على محل الورد، الذي يملكانه منذ 5 سنوات. فكرا في الخروج لبيع الورد من خلال عربة صغيرة، ولكن قبل صناعة العربة، قاما بتجربة فكرتهم بدراجة، ولاحظا نجاح الفكرة، فشرعا في صناعة العربة التي أصبحت تجذب الكثير من الزبائن. لم يضف ميلاد وساندرا فقط ميزة تنافسية جيدة لهما من خلال قناة التوزيع الجديدة، لكنهما طبقا شيئين مهمين في ريادة الأعمال. الأول هو تجربة الفكرة بـالدراجة، والثاني هو التطوير للحفاظ على بقاء المؤسسة.تسعير المنتج
هناك العديد من طرق تسعير المنتج، منها التسعير على أساس الكلفة، وفي هذه الحالة ستبيعون السلعة بسعر الكلفة. والتسعير على أساس القيمة، وفي هذه الحالة ستبيعون سلعتكم على أساس قيمتها وعلامتكم التجارية. وهناك التسعير المنافس، كأن تضعوا سعراً أقل من سلعة منافسكم في السوق، والتسعير الطارد للمنافسين، وهو أن تضعوا سعراً يمنع دخول منافس لكم في السوق. وآخر طريق للتسعير هو التسعير على أساس كشط السوق، وهو باختصار وضع أعلى سعر أولي قد تحصلون عليه من العميل (الشريحة الأولى المستهدفة)، ثم تخفضون السعر لجذب شريحة ثانية (الشريحة التي تتأثر بخفض السعر). وخير مثال على ذلك شركات الاتصالات، كانت سابقاً تبيع خط الهاتف بمئات الجنيهات في مصر، حتى وصل سعر الخط إلى 2 جنيه في بعض الأوقات. لا تضعوا صاحبة مشروع رافيه سعر منتجاتها على أساس الكلفة، إنما على أساس قيمة المنتج، بالنظر إلى العلامة التجارية الخاصة بها، التي وصلت قيمتها لـ300%، عما كانت عليه في السابق، كما تؤكد.التسويق
كل النماذج الذين تحدثنا معهم، أكدوا أن التسويق من خلال مواقع السوشال ميديا، خصوصاً Facebook، ودائرة أصدقائهم، ساعدهم بشكل كبير في الانتشار والنجاح.الخلاصة
رائد الأعمال شخص يملك زمام "المبادرة" ولا يخشى "المخاطرة" ويحرص على "انتقاء الفرص". ويؤسس مشروعه ويحقق النجاح، إذا اتبع ما سبق.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...