شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
حكاية

حكاية "عواد" الذي باع أرضه وتصدّر أزمة "تيران وصنافير"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأربعاء 20 أبريل 201610:39 ص
"عواد باع أرضه يا ولاد، شوفوا طوله وعرضه يا ولاد"، جملة ضمن أوبريت إذاعي شهير، لطالما رددها المصريون كلما لزم الأمر. وقد تصدر هاشتاغ #عواد_ باع_ أرضه، الترند العالمي، بعد قرار الحكومة المصرية تسليم جزيرتي تيران وصنافير إلى السلطة السعودية، واعتراف مجلس الوزراء في بيان رسمي بأحقية ملكية السعودية للجزيرتين الواقعتين في البحر الأحمر، ما أثار موجة غضب في مصر، ظهرت جلية في مواقع التواصل الاجتماعي. لكن من هو عواد الذي باع أرضه، وما هو الأصل الشعبي والتاريخي لقصته؟ يقول الكاتب مؤمن المحمدي، في كتابه "كل العواطف"، إن الحكاية بدأت مع ظاهرة بيع الفلاحين المصريين أراضيهم الزراعية في الستينيات، والعمل في مجال الإعمار والبناء. ويطلق في مصر على من يعمل في هذا المجال "عامل تراحيل"، وقد أثارت هذه الظاهرة حينذاك غضب الكثير من الفلاحين المصريين، خصوصاً أن الفلاح المصري يعتبر الأرض الزراعية جزءاً من عرضه وشرفه، ولا يمكن التفريط فيها. من هذا المنطلق، ظهرت أوبريت عواد الإذاعي، التي كتبها مرسي جميل عزيز، ولحنها كمال الطويل ومدتها 26 دقيقة، وتحكي عن أهمية الأرض وتوريثها للأولاد والأحفاد. في السياق نفسه، يقول الدكتور محمد أحمد عبد الرازق، المتخصص في الأدب الشعبي، إن عواد شخصية افتراضية من وحي خيال الكاتب، تم استخدامه للحديث عن التفريط في الأراضي الزراعية. لكن، بحسب عبد الرزاق، لا يوجد واقعة تاريخية تقول إن هناك شخصاً يدعى عواد باع أرضه، إنما كان مثالاً مجازياً للحديث عن الظاهرة ومواجهتها. ولفت عبد الرزاق في حديث لرصيف22 إلى أن كاتب القصة، بعيداً عن الأوبريت، هو زكريا الحجاوي، الذي جاءت إليه الفكرة نتيجة نشأته في الريف المصري. وأن الحجاوي رأى ظاهرة بيع الأراضي الزراعية حينها وكان هناك رفض شعبي لها، عكس الحال الآن. فغالبية أصحاب الأراضي الزراعية باعوها لآخرين من أجل استخدامها في بناء أبراج سكنية للحصول على أرباح لا يتم تحقيقها من الزراعة. ومع مرور الزمن، أصبح بيع الأرض الزراعية أمراً عادياً وليس عيباً، كما كان ينظر له في الماضي. واتفق معه الشاعر زين العابدين فؤاد، الذي أكد أن عواد هو شخصية وهمية تجسد حالة ظهرت في ذلك الوقت، رغم حرص السلطة المصرية على أحقية الفلاح في تملك أرضه مع ظهور قانون الإصلاح الزراعي بعد ثورة 23 يوليو، الذي كان يمنح الفلاح حق امتلاك أرض زراعية ومحاربة الإقطاعيين الذين أخذت منهم الدولة أراضيهم، وتركت لهم مساحة لا تذكر من المساحة الأصلية قبل الثورة. وتنتهي أوبريت عواد باستعادته أرضه بعد مساعدة ابن عمه في شرائها مرة أخرى، وتركه لمهنة عامل التراحيل، وعودته مرة أخرى إلى مهنته الأصلية. لم تقتصر شخصية عواد على الغناء الإذاعي فقط، إذ عادت بعد سنوات لتظهر عام 2003، في مشهد من فيلم عاوز حقي على لسان الممثل الكوميدي الراحل عبد المنعم مدبولي، الذي كان يلوم هاني رمزي، بطل الفيلم الذي يجمع توكيلات لبيع مصر لدول أجنبية، مقابل حصول كل مصري على مبلغ من المال. ومع تصاعد أزمة جزيرتي تيران وصنافير، كتب الشاعر هشام الجخ قصيدة جديدة بعنوان عواد، واستعاد فيها هذه الشخصية، إذ يقول في نهاية القصيدة "لكن ماقبلش بعد العزم والنخوة أموت عواد".  
إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image