?What is your mother's name سؤال وجهته الأمم المتحدة لرجال مصريين العام الماضي، في فيديو مصور، لمناسبة الاحتفال بعيد الأم، بقصد دفعهم للمجاهرة بأسماء والداتهم، من دون خوف أو حذر أو إحساس بالإهانة. كما طالبتهم بتغيير صورهم الشخصية على Twitter، إلى صور مكتوب عليها أسماء أمهاتهم. لكن سؤال "أمك اسمها إيه؟"، لا يزال كفيلاً بأن يقلب الدنيا في مصر، ولعدة أسباب نفسية واجتماعية تتعلق بالثقافة والعادات والتقاليد.
السحر والأعمال
للدجل في مصر طلبات كلاسيكية توارثتها الأجيال، بخصوص الأعمال والسحر. فقديماً كان الدجال يطلب اسم الأم، كشرط أساسي في الأعمال التي يقوم بها، وهو ما رسخ في أذهان المصريين أن كشفهم عن أسماء أمهاتهم قد يجعلهم عرضة للأعمال السفلية والدجل والشعوذة، فأصبح اسم الأم محظور تداوله.الخصوصية والستر
أحد الأسباب التي تمنع المصريين من المجاهرة بأسماء أمهاتهم حسب ما أكدت الدكتورة سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع في جامعة عين شمس. وأضافت في حديث لرصيف22، أن هذه الظاهرة متفشية في الصعيد، والريف المصري. موضحةً أن هناك اعتقاداً أن إخفاء اسم المرأة جزء من الستر الذي يجب أن تتمتع به، لافتةً إلى أن الأمر أقل تعصباً في المدن، لكنه موجود في العاصمة القاهرة، أكثر من مناطق أخرى بعيدة عن الريف، مثل الإسكندرية. ويعود ذلك إلى نزوح أبناء الصعيد والريف إلى العاصمة للعمل، ما أدى إلى نقل عادات ريفية إلى القاهرة مع مرور السنين.شرف الرجل
في عادات تراثية قديمة ارتبط اسم الأم بشرف الرجل، وفقاً للدكتورة سوسن فاد، أستاذة علم النفس، التي أوضحت أن الأمر يسبب حساسية مفرطة للرجل، منذ سنوات، وصولاً إلى شباب هذا العصر، الذين يرفضون ذكر أسماء أمهاتهم في ما بينهم. وحتى مع التطور التكنولوجي، وظهور مواقع التواصل الاجتماعى، ظهرت حسابات بأسماء، أم فلان، كي تتمكن من متابعة ما يجري على السوشال ميديا، مع الاحتفاظ باسمها سراً، رغبة منها في عدم مضايقة أبنائها الذكور.المعايرة والسخرية
المعايرة والسخرية من أهم الأسباب، التي تجعل الرجل في مصر يفضل الاحتفاظ باسم والدته، خصوصاً أن بعض أسماء الأمهات قديماً يبدو غريباً. ويخشى الرجل في مصر أن يكون اسم والدته محل سخرية، كما أكدت فاد. بينما رسخت السينما المصرية هذه العقدة، كما ظهر في فيديو الأمم المتحدة، إذ يظهر في مشهد من فيلم مصري قديم، ممثل يعاير رشدي أباظة ويقول له: "يا ابن بسيمة عمران"، ثم ينهال عليه أباظة بالضرب. وفي مشهد آخر من فيلم كلمني شكراً، من إنتاج عام 2010، تتحدث فيه غادة عبد الرازق "أشجان" مع عمرو عبد الجليل "توشكى" عن ابنها وتقول له "مش كفاية بيعايروه وبيقولوا عليه أشجان".ثقافة مغلقة
وتضيف الدكتورة سامية خضر أن الثقافة المغلقة من بين الأسباب المؤدية لهذه الظاهرة في مصر. موضحةً أن التقدم التكنولوجي والانتفاح على العالم، لم يصلا إلى كثير من المصريين، بسبب ارتفاع نسبة الأمية، خصوصاً في القرى والمناطق النائية، وقلة الوعي والثقافة فى أحيان أخرى، والتمسك بعادات وتقاليد توارثتها الأجيال.البطاقة الشخصية
رسّخت الدولة المصرية لدى مواطنيها منذ عقود، ضرورة الحفاظ على اسم الأم وعدم المجاهرة به، ويظهر ذلك من خلال بطاقة الهوية القديمة، التي كانت تشطب فيها خانة اسم الأم ولقبها، حفاظاً على خصوصية المواطن، الذي يظهر بطاقته، أمام معظم جهات الدولة، وإن كانت هذه الشخصية عامة ومعروفة. كما يظهر في الصورة مع الموسيقار محمد عبد الوهاب، ومع تغيير بطاقة الهوية، وظهور نظام الرقم القومي، اختفت خانة اسم الأم تماماً من بطاقات المصريين الشخصية.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...