مآسي اللاجئين حول العالم لا تنتهي، ومشاكلهم تزداد صعوبة بعد مرور مدة من الزمن بدون أن تحظى بالاهتمام اللازم. ونتيجة الأوضاع المتردية في غالبية البلدان العربية، فإن معاناة اللاجئين إليها تكون أضعافاً مضاعفة. لذا يستحق مشروع مثل #SolarCamp إلقاء الضوء عليه ودعمه، لسعيه للتخفيف عن هؤلاء الناس الذين نبذتهم أوطانهم واضطرتهم لمواجهة الحياة بأقسى وجوهها.
مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين
هناك، في برج البراجنة في بيروت، مخيم للاجئين يعيش فيه 20 ألف لاجئ منذ سنوات في ظروف صعبة، وعلى مساحة كيلومتر مربع واحد. المخيم في حالة يرثى لها من نواحٍ عدة، ولكن أحد الأخطار التي تهدد حيات سكانه هو الكهرباء. بسبب البنية التحتية المتهالكة للمخيم، فإن أسلاك الكهرباء تتقاطع متدليةً بعشوائية بين البيوت. وبعضها متشابكة ومعقدة ويمكن لمسها باليد بسبب تدليها بإهمال عن أسطح البيوت. والمشكلة أن لا أحد يتابع، أو يرى الحالة التعسة التي وصل المخيم لها من عشوائية وتهالك للبنية التحتية. والنتيجة؟ وفاة نحو 20 طفلاً سنويًا بسبب الصاعقات الكهربائية التي تتسبب بها كل تلك الأسلاك، خاصة القريبة من مواسير المياه، والتي لا مفر من ضررها، بالإضافة إلى وجود حالات وفاة كثيرة بين البالغين في تلك المقبرة المنسية.ما هو مشروع #SolarCamp؟
جاءت فكرة مشروع #SolarCamp لتقضي على هذه المشكلة المهددة لحياة اللاجئين، عن طريق توفير ألواح الطاقة الشمسية فوق أسطح المنازل لاستغلالها في توليد الكهرباء والاستغناء عن أغلب الأسلاك المهترئة القاتلة. تخيلوا كم روح سيحافظ عليها هذا المشروع في حال نجاح تطبيقه؟ هل هذه هي فائدة المشروع فقط؟ بالطبع لا، فالمشروع سيقوم بتوفير 80% من النفقات الشهرية التي يتحملها اللاجئون للحصول على الكهرباء وتشكل عبئًا كبيرًا عليهم. فمتوسط دخل الأسرة الواحدة حوالي 400 دولار في الشهر، وتكلفة الكهرباء الشهرية للأسرة تراوح ما بين 70 إلى 150 دولاراً، وهو مبلغ ضخم يقتطع من الدخل الشهري ويؤثر سلباً على قدرة الناس الشرائية والإنفاق على بقية نواحي الحياة. وعند التطبيق، سيساهم المشروع في زيادة دخل الأسر بشكل ملحوظ ورفع مستوى معيشتها. كذلك سيوفر المشروع مصدراً للكهرباء المستدامة، فالمبلغ الذي يتم دفعه للحكومة اللبنانية مقابل الحصول على الكهرباء حاليًا يوفرها من 10 إلى 12 ساعة فقط، أما في الـ12 أو الـ14 ساعة المتبقية فإنهم يستخدمون المولدات الكهربائية بتكاليف تشغيلها الباهظة وضوضائها المزعجة، وتسيطر عليها العصابات التي تحتكرها وترفع أسعارها كما تريد.أين سيتم تطبيق المرحلة الأولى؟
المرحلة الاختبارية للمشروع سيتم تطبيقها فوق سطح إحدى روضات الأطفال بالمخيم، فالأطفال هم أكثر المتضررين من الأسلاك الكهربائية. ويمكن حينها الحد من حوادث الصعق التي يصاب بها التلاميذ وتتسبب بعدد كبير من حالات الوفاة. كما سيساهم ذلك في عمل الروضات ساعات أكثر لتوفر الكهرباء اللازمة، مما ينتج عنه كفاءة أكثر في العملية التعليمية واستيعاب التلاميذ. وسيكون هذا بمثابة إثبات عملي لكفاءة المشروع لدى سكان المنطقة المحيطة ليروا بأنفسهم النتائج ويتشجعوا لتطبيقها والتوسع بها داخل جميع أنحاء المخيم. ليس هذا فقط؛ بل إن القائمين على المشروع سيعدّون موادَّ تعليمية لتلاميذ روضة الأطفال ليتعرفوا جيداً على المخيم الذي يعيشون فيه وعلى أخطار الأسلاك الكهربائية والبيئة بشكل عام، وأيضًا على كيفية الحفاظ على مجتمعاتهم.المشاركون بالمشروع
مشروع #SolarCamp سيكون بالاشتراك مع جهتين هما:
- المؤسسة الأمريكية لإغاثة اللاجئين في الشرق الأدنى ANERA: وهي مؤسسة شهيرة ذات خبرة 48 عامًا في مساعدة اللاجئين الفلسطينيين. وفي عام 2015 أعلنت أنها أنفقت 58 مليون دولار على التعليم والنمو الاقتصادي والصحة. ويأتي تمويلها من جهات متعددة مثل المؤسسات والشركات والحكومات والأفراد...
- شركة SolarLeb: لديها سبع سنوات خبرة في مجال تركيب الخلايا الشمسية. وبما أنها من الرائدات في هذا المجال في لبنان، باتت الآن في عداد أكبر الشركات. وسبق أن تولّت تركيب اللمبات والألواح الشمسية في قرية بقاع للاجئين السوريين.
مؤسس المشروع
وليد خوري ولد لأب فلسطيني وأم لبنانية. نشأ في الولايات المتحدة الأمريكية، ويدرس الماجستير في الشئون الدولية بجامعة جون هوبكينز مع التركيز على الطاقة المتجددة واقتصاديات الطاقة. يتابع أيضًا الماجستير في إدارة الأعمال في INSEAD لإتمام دراسته، وليستخدم نماذج الأعمال في نشر التكنولوجيا صديقة البيئة عالميًا. يُعرف بمشواره الطويل كناشط اجتماعي وفي تنظيم المجتمع والتنمية الدولية، وعمل في حملتي الرئيس الأمريكي أوباما في قناة الجزيرة الإنجليزية ومقاولاً في وكالة الولايات المتحدة للتنمية الدولية USAID. وقد رصد وليد 500 ألف دولار لتمويل المنح الدراسية للطلاب الفلسطينيين للدراسة في أرقى جامعات الولايات المتحدة الأمريكية، وعمل أيضاً في مخيمات اللاجئين في لبنان.دعم المشروع
مشروع #SolarCamp يحتاج إلى التمويل للبدء بمراحله الأولى، وقد تم إطلاق حملة تمويل جماعي للمشروع على المنصة الشهيرة Indiegogo للوصول إلى مبلغ 70 ألف دولار خلال شهرين. يستحق هذا المشروع الدعم لهدفه النبيل، وهو إنقاذ الأسر المتشردة من وطنها والتي هي عُرضة لأخطار شتى، وتوفير حياة أفضل لها. يمكنكم التبرع للمشروع من خلال الضغط هنا.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
HA NA -
منذ 3 أياممع الأسف
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت بكل المقال والخاتمة أكثر من رائعة.
Eslam Abuelgasim (اسلام ابوالقاسم) -
منذ أسبوعحمدالله على السلامة يا أستاذة
سلامة قلبك ❤️ و سلامة معدتك
و سلامك الداخلي ??
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعمتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ أسبوععظيم