مع تفاقم الأزمة السورية خلال الأشهر الماضية ووقوع مدن كاملة تحت وطأة الحصار، سعى العديد من الأشخاص إلى إيجاد حلول تساعد المُحاصرين. كانت هذه المبادرات تهدف لإيصال المواد الغذائية للمحاصرين، وبعد شهرين من وصول المبادرة لهدفها في إطعام نحو 20 ألف طفل سوري لاجئ لمدة عام، أطلق برنامج الأغذية العالمي (WFP) مبادرة جديدة عن طريق الهواتف المحمولة تهدف إلى إمداد النساء والأطفال الرضّع بالطعام الذي يلزمهم في بلدة حمص التي مزقتها الحرب.
هذه المبادرة مُوجهة بشكلٍ رئيسي لمستخدمي تطبيق ShareTheMeal للمساعدة في توفير المواد الغذائية لنحو 2000 من النساء الحوامل والمرضعات، ولأطفالهن الرضّع الذين لا تتعدى أعمارهم الستة أشهر. وهو التطبيق الذي أطلق في يونيو من العالم الماضي لمساعدة طلاب المدارس في ليسوتو الأفريقية، ثم تبناه برنامج الأغذية العالمي لمساعدة الأطفال اللاجئين في المخيمات الأردنية.كل ما يتطلبه الأمر هو نقرة على هاتفكم الذكي، لا تكلّف أكثر من 0.50$، إلاّ أنها ذو تأثير عميق على حياة السوريين الذين يواجهون الجوع الشديد وسوء التغذية. النساء في مركز عون للتوزيع سوف يحصلن على قسائم شراء للتزود بالفواكهة الطازجة، والخضر، ومنتجات الألبان واللحوم، وهذه كلها ستعمل على تحسين التنوع الغذائي لديهم. وهذا التنوع مُهم للأم أثناء فترة الحمل، وفي الأشهر القليلة الأولى بعد الولادة.
تقاسم وجبات الطعام
يسمح التحميل المجاني للتطبيق للمساهمين بمتابعة أثآر تبرعاتهم، ويتوفر على نظامي تشغيل «IOS» و«أندرويد». يعتبر مطوروا التطبيق أن التبرع بمبلغ 0.50$ قد يساعد على توفير ما يكفي من المواد الغذائية للنساء لمدة يوم واحد. وأن هذه الفكرة تسمح للناس في جميع أنحاء العالم بمشاركة وجبات الطعام «رقميًا» أثناء تناولهم وجبات الغداء أو العشاء بطريقة سريعة وسهلة. وهي قد تكون وسيلة ناجحة جداً، إذ أن مقابل كل شخص يعاني من سوء التغذيبة في العالم، 7 أشخاص يملكون هاتفاً ذكياً ويستطيعون التبرع بهذه القيمة البسيطة من المال.
مقابل كل شخص يعاني من سوء التغذيبة في العالم، 7 أشخاص يملكون هاتفاً ذكياً ويستطيعون التبرع بـ0.50$
وتأتي الحملة الأخيرة للبرنامج بعد إطلاق التطبيق بشهرين في منتصف نوفمبر بهدف المساعدة على تقديم الغذاء للأطفال اللاجئين السوريين. ومنذ ذلك الحين، استخدم التطبيق نحو 400 ألف شخص من 197 دول وقدّموا المساعدة في توفير ما يفوق نحو «2 مليونين$» من أجل تجهيز وجبة مدرسية لنحو 20 ألف طفل لاجئ في مخيمات اللاجئين في الأردن لمدة عامٍ كامل، في حين أنهم كانوا يبقون لمدة أسابيع دون طعام.
بحسب برنامج الغذاء العالمي، يجب جمع نحو 25 مليون $ إسبوعيًا لتلبية الاحتياجات الغذائية الأساسية للسكان المتضررين من الأزمة المُتفاقمة والمعقدة في سوريا، والتي أسفرت حتى الآن عن مقتل أكثر من 250 ألفاً.
وكانت الأمم المتحدة صرّحت بأن استخدام الجوع كسلاح هو «جريمة حرب»، وهي تُحارب اليوم من أجل إيصال المساعدات إلى نحو 4.5 ملايين مواطن سوري يعيشون في المناطق التي يصعب الوصول إليها، بما في ذلك نحو 400 ألف شخص في المناطق المُحاصرة.
وقد وصلت الاثنين الماضي أولى قوافل المساعدات إلى بلدة «مضايا»، بالإضافة لدخول شاحنتين من المساعدات إلى المدن الأخرى المحاصرة، والتي يصيبها الجوع بشكلٍ مُوحش. ويوم الخميس، وصلت قافلة مساعدات دولية تحمل المواد الغذائية وغيرها من الضروريات للمرة الثانية إلى بلدة «مضايا» التي نالها النصيب الأكبر من الحصار والجوع.
يذكر أنه من المقرر عقد جولة جديدة من محادثات السلام السورية في وقتٍ لاحق من هذا الشهر، في ظل انتظار وصول قافلة مساعدات أخرى كإجراء أساسي لبناء جسور الثقة.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 14 ساعةبكيت كثيرا وانا اقرأ المقال وبالذات ان هذا تماما ماحصل معي واطفالي بعد الانفصال , بكيت كانه...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 5 أيامرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ أسبوعمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعمقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون