عن عمر يناهز 93 عاماً، فارق بطرس غالي الحياة الثلاثاء16 فبراير. بطرس غالي هو الأمين العام العربي الأول والوحيد لهيئة الأمم المتحدة، ومن أوائل الدبلوماسيين المصريين والعرب الذين وصلوا إلى مناصب دبلوماسية على المستوى الدولي، ولعبوا أدواراً مهمة في قرارات عالمية.
منذ أن تم تشكيل هيئة الأمم المتحدة عام 1954 توالى على منصب الأمين العام 8 شخصيات كان بطرس بطرس غالي الشخصية السادسة، في ولاية واحدة بين عامي 1992 و1996.
ينحدر غالي من عائلة سياسية مصرية عريقة، لها تاريخها السياسي والدبلوماسي الطويل. فهو حفيد بطرس نيروز غالي، رئيس وزراء مصر في مطلع القرن العشرين. بعد حصوله على إجازة الحقوق من جامعة القاهرة، وشهادة الدكتوراه من باريس، عمل أستاذاً للقانون الدولي والعلاقات الدولية في جامعة القاهرة نفسها، ثم شغل بضعة مناصب سياسية رفيعة بين الولايات المتحدة ومصر، إلى أن عين أميناً عاماً لهيئة الأمم المتحدة، ثم عاد إلى مصر.
لم يكن بطرس غالي وحيداً في أروقة ومكاتب هيئة الأمم المتحدة في مدينة نيويورك، بل كان هناك العديد من العرب الذين وصلوا إلى المكان نفسه، ليس كأمناء عامين، إنما في مناصب مختلفة، بالإضافة إلى بعض الشخصيات العربية، التي ترأست وكالات دولية مرموقة، أو مثلت الأمين العام للأمم المتحدة في بعثات ومفاوضات للسلام في مناطق النزاع في العالم. إليكم مجموعة من الأسماء العربية التي لعبت أدواراً مهمة في الديبلوماسية الدولية.
محمد البرادعي: رئيس سابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية
بدأ حياته العملية موظفاً في وزارة الخارجية المصرية، ومثل بلاده في بعثتها الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك وجنيف، ثم استقال من منصبه اعتراضاً على بنود اتفاق كامب ديفيد، وسافر للدراسة في الولايات المتحدة ونال شهادة الدكتوراه في القانون الدولي من جامعة نيويورك.
التحق بالوكالة الدولية للطاقة الذرية عام 1984، وشغل مناصب رفيعة، منها المستشار القانوني للوكالة. عام 1993 أصبح مديراً عاماً مساعداً للعلاقات الخارجية، حتى عين رئيساً للوكالة الدولية للطاقة الذرية عام 1997، بعد أن حصل على 33 صوتاً من 34 في اقتراع سري للهيئة التنفيذية، وأعيد اختياره رئيساً لفترة ثانية عام 2001، ولمرة ثالثة عام 2005.
الأمير زيد بن رعد: المفوض السامي لحقوق الإنسان
ولد زيد بن رعد الحسين في عمّان عام 1964، وهو أحد أبناء أعمام الملك الأردني عبدلله الثاني. بعد حصوله على شهادة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة كامبريدج عام 1993، شغل عدة مناصب دبلوماسية مهمة. فعين مسؤولاً للشؤون السياسية في قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في يوغوسلافيا السابقة خلال الصراع في البلقان، كما عمل على العديد من القضايا الأخرى في الأمم المتحدة. وساهم في إنشاء المحكمة الجنائية الدولية، مروراً بالكثير من المناصب الأخرى، إلى أن رشحه الأمين العام الحالي لهيئة الأمم المتحدة بان كي مون عام 2014، ليكون المفوض السامي لحقوق الإنسان، لدورة مدتها أربع سنوات، فيكون بذلك العربي الأول الذي وصل إلى هذا المنصب.
أما الشخصيات العربية التي أرسلت كالمبعوثين الخاصين للأمين العام للأمم المتحدة إلى مناطق وبلاد الصراعات والحروب، في رسالة أممية ومحاولة الهيئة لفض النزاعات بين الأطراف المتقاتلة، فقد برز منها العديد من الأسماء في الأعوام الخمسة الأخيرة بعد الثورات العربية عام 2011.
الأخضر الإبراهيمي
سياسي ودبلوماسي جزائري بدأ رحلته الدبلوماسية بتمثيل جبهة التحرير الوطني في جاكارتا إبان الثورة الجزائرية، وشغل العديد من المناصب السياسية، فكان وزيراً للخارجية الجزائرية بين عامي 1991 و 1993، مبعوث الأمم المتحدة في أفغانستان والعراق. عين الإبراهيمي مبعوثاً مشتركاً للجامعة العربية والأمم المتحدة إلى سورية عام 2012 بهدف إيجاد حل للحرب الأهلية الدائرة هناك، خلفاً للمبعوث السابق للأمم المتحدة كوفي عنان الذي استقال من منصبه.
جمال بن عمر
تولى الدبلوماسي المغربي بضع مهمات على مستوى المنظمة الدولية، إذ تولى الملف العراقي بداية. وشارك في تسوية نزاعات دولية في كوسوفو والبوسنة جنوب أفريقيا. وما بين عامي2011 و2015 كان بن عمر مستشاراً خاصاً للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون اليمن، وقاد الوساطة بين نظام علي عبدالله صالح وشباب الثورة اليمنية، وقوى المعارضة المساندة لها. ثم رعى الحوار السياسي بين حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي والأحزاب السياسية من جهة، وجماعة الحوثيين من جهة أخرى، قبل أن يقدم استقالته عام 2015.
طارق متري
شغل طارق متري منصب رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ليرافق العملية السياسية هناك ويشرف على المساعدة الفنية الإدارية (العدالة والشرطة)، وينسق عمل وكالات الأمم المتحدة في ليبيا. عمل هذا المثقف اللبناني، الحاصل على دكتوراه في العلوم السياسية من جامعة باريس، كأستاذ زائر في جامعة هارفارد عام 2003، وعمل أيضاً كأستاذ في جامعة جنيف وجامعة البلمند. وكان مسؤولاً عن العلاقات المسيحية - الإسلامية في مجلس الكنائس العالمي بجنيف، ولديه العديد من المؤلفات في الفلسفة والأدب والشعر.
علي الزعتري
ما زال الأردني علي الزعتري في قائمة المبعوثين الخاصين للأمين العام للأمم المتحدة حتى اليوم. عين علي الزعتري من قبل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في 24 أبريل 2015، نائباً جديداً للممثل الخاص للأمين العام ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ويشغل منصب المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية والممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
عبدلله المعتوق
أما عبدلله المعتوق فهو مبعوث الأمين العام للشؤون الإنسانية في الكويت منذ عام 2010، وهو دبلوماسي وسياسي كويتي شغل عدة مناصب سياسية داخلية في الكويت، قبل أن يصبح مبعوثاً أممياً، منها وزارة العدل ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.
مناصب أخرى يشغلها العرب اليوم
في مواضيع أخرى تهتم بها منظمة الأمم المتحدة، يمارس العديد من الشخصيات العربية الدبلوماسية مناصب مختلفة اليوم:
ناصر عبد العزيز النصر
دبلوماسي وسياسي قطري شغل عدة مناصب كمبعوث قطر إلى الأمم المتحدة، وسفير قطر إلى الكويت، قبل أن يشغل منصب الممثل السامي للأمين العام للأمم المتحدة لتحالف الحضارات في يناير 2013.
ليلى زروقي
بعد بضعة مناصب متعلقة بالسلام في دول العالم، عُيِّنت الجزائرية ليلى زروقي في سبتمبر 2012، ممثلة خاصة للأمين العام معنية بالأطفال والنزاع المسلح، برتبة وكيل أمين عام. وهي، بهذه الصفة، صوت أخلاقي وداعية مستقلة للتوعية وإعطاء أهمية لحقوق وحماية الأولاد والفتيات المتضررين من النزاعات المسلحة، وهي المرأة العربية الوحيدة المتولية واحداً من مناصب الأمم المتحدة العليا.
أحمد الهنداوي
في سبيل موضوع "العمل مع ومن أجل المرأة والشباب"، الذي طرحه الأمين العام بان كي مون في خطته الخمسية عام 2013، قام بتعيين الأردني أحمد الهندواي مبعوثاً خاصاً للشباب له في 17 يناير 2013. شغل الهنداوي قبل ذلك عدة مناصب في برامج تابعة لهيئة الأمم المتحدة في العراق.
وفي مناصب مشابهة يشغل المصري ماجد عبد العزيز منصب المستشار الخاص للأمين العام لجنوب إفريقيا، والجزائري سعد جنيت المبعوث الخاص لمنطقة البحيرات الكبرى، والتونسي منجي حمدي الممثل الخاص للأمين العام ورئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع