دخل المستشفى لإزالة ورم فخرج فاقداً للبصر؛ دخل بمغص فخرج عاجزاً عن الحركة؛ دخل لإجراء جراحة تجميل فخرج ميتاً؛ رفضت المستشفى علاجها من الجفاف فماتت... نماذج لمضاعفات وحالات وفاة تعرض لها مرضى في مستشفيات مصرية نتيجة لأخطاء طبية خلال الأشهر القليلة الماضية.
وأرجع الدكتور عبد السلام الظواهري، استشاري الأمراض الجلدية والذكورة، كثرة هذه الأخطاء في مصر إلى عدد من الأسباب، على رأسها نقص الإمكانات الطبية من أجهزة ومعدات حديثة تساعد في إتمام عملية التشخيص والعلاج بدرجة عالية من الدقة. وأوضح لرصيف22 أن السبب الثاني هو تدني أجور الأطباء المصريين في المستشفيات الحكومية، فـ"الطبيب يحتاج إلى أن توفر له مهنته دخلاً يحفظ كرامته". وبرأيه، هذا ما يجعل بعض الأطباء لا يهتم بالمريض إلا في عيادته الخاصة.
واعتبر الظواهري أيضاً أحد أسباب الأخطاء الطبية في مصر، غياب الضمير عند بعض الأطباء، ما يجعلهم يتعاملون مع المهنة التي هي في الأساس عمل إنساني على أنها وسيلة للربح فقط. وأضاف سبباً آخر هو انتهاء فترة صلاحية بعض الأدوية أو فسادها. هذا بالإضافة إلى نقص الدورات التدريبية المخصصة للارتقاء بمستوى الأطباء في مصر.
عمى طنطا
آخر وأبرز الأخطاء الطبية شهدته مدينة طنطا شمال القاهرة في الشهر الجاري إذ أصيب عدد من المرضى بمضاعفات بلغت انعدام الرؤية في مستشفى الرمد، بعد أن تم حقنهم بعقار الأفاستين.
وعلى إثر الحادث قرر وزير الصحة الدكتور أحمد عماد الدين في الثامن من الشهر الجاري زيارة طنطا وعقد مؤتمر صحافي حول الأزمة التي عرفت إعلامياً بـ"عمى طنطا". وخلال المؤتمر أعلن الوزير إغلاق الشركة الموردة لعقار "الأفاستين"، الذي تسبب في مضاعفات للمرضى، وأحال مدير المستشفى ومعاونينه على التحقيق.
بتر ذراع رضيع
وفي مدينة كفر الشيخ شمال القاهرة، لفظ الطفل ياسين أحمد مروان، أنفاسه الأخيرة، في ديسمبر الماضي، بعد بتر ذراعه نتيجة لتركيب "كانيولا" خطأ في الشريان، بدلاً من الوريد.
وشرحت والدة الطفل آلاء هاشم، خلال اتصال هاتفي مع برنامج "العاشرة مساءً"، الذي تعرضه قناة "دريم"، أن ياسين توفي إثر بتر ذراعه بسبب الإهمال. وأضافت: "ابني أصيب بجلطة في ذراعه، والمصيبة الأكبر أن الدكتور اللي بايت معاه معرفش، ولا عرف يتعامل معاها إزاي، وده ببساطة لأنه غير مؤهل".
وفاة الطفلة "منة الله" بسبب التأخر في العلاج
وفي الإسماعيلية، اتهم محمد الداخلي والد الطفلة منة الله الطاقم الطبي في مستشفى فايد المركزي بالتسبب في وفاة ابنته بعد رفضه استقبالها وإعطاءها العلاج اللازم لحالتها الصحية.
وقال في تصريحات صحافية: "شعرت ابنتي بالتعب مساء الخميس 3 ديسمبر 2015. ارتفعت حرارة جسمها وأصابها إسهال. أخدتها إلى الدكتور "ع. ع" في عيادته الخاصة. ولما كشف عليها قال لي عندها جفاف، ويجب نقلها إلى المستشفى لتعليق مصل لها لأن الأمصال المطلوبة غير متوفرة إلا في المستشفيات الحكومية". وأضاف: "أخدتها إلى مستشفى فايد في العاشرة مساءً، وقابلت الممرض المسؤول وأخبرته عن حالتها لكنه رفض استقبال البنت ما اضطرنا إلى مغادرة المستشفى. انتظرت حتى الثامنة صباحاً، موعد تغيير نوبة الممرض المسؤول، وذهبت إلى المستشفى مرة أخرى، وهنالك كشف عليها الطبيب المناوب وحوّلها إلى مستشفى الإسماعيلية العام".
وختم: "في مستشفى الإسماعيلية تبين أنها تعاني من جفاف شديد. وأبلغوني أن حالتها متدهورة لأنها تأخرت في أخذ المصل، والأمر يستلزم إحالتها على العناية المركزة في أسرع وقت. وهنا بدأ فصل جديد من المعاناة، لأننا لم نجد مكاناً في العناية فماتت".
جراحة تجميل تقتل طفلاً
في القاهرة توفي الطفل رجب المهدي، عشر سنوات، عقب خضوعه لجراحة تجميل في الأذن، في ديسمبر الماضي، داخل مستشفى الساحل التعليمي بشارع شبرا. وقال أحمد المهدي، عم الطفل، إن نجل شقيقه كان يتذمر من سخرية زملائه في المدرسة منه، بسبب شكل أذنه "الخفاشية"، فسارع والده لإجراء عملية تجميل له على يد طبيب يُدعى "محمد. س"، مضيفاً أنه اتفق معه على إجرائها في عيادته الخاصة بمدينة نصر.
وأوضح عم الطفل، أن الطبيب طلب نقل مكان العملية إلى مستشفى الساحل رغم رفض أهل الطفل. وأضاف: "بعد بدء العملية التي لا تستغرق أكثر من ساعة واحدة، فوجئنا بدخول الطفل في غيبوبة ونقله إلى غرفة العناية المركزة، إثر تعرضه لأزمة في التنفس، دون إتمام العملية". وكانت النتيجة أن الطفل فارق الحياة.
ورم أنف يعمي
وفي مستشفى الزقازيق الجامعي في الشرقية، دخل الطفل حسام محمد، في ديسمبر الماضي، لإجراء جراحة إزالة ورم في الجيوب الأنفية لكنه خرج فاقداً للبصر في إحدى عينيه. وقال محمد إبراهيم والد الطفل، في تصريحات صحافية قبل أيام، إن حسام البالغ من العمر تسع سنوات، خضع لجراحة كان الهدف منها إزالة ورم فى الجيوب الأنفية. لكن بعد إزالة الورم، أزال الأطباء معه نور عينه اليسرى، بسبب خطأ طبي جراء عملية القسطرة التي سبقت إزالة الورم.
ألم مستمر
في الإسكندرية اتهمت أسرة الطالب عمر أحمد حمدي طبيباً في مستشفى الطلبة بإجراء جراحة خاطئة لنجلهم، ما تسبب في عجزه عن الحركة وشعوره بألم مستمر.
وقال والد الطفل في تصريحات صحافية، إن نجله شعر بمغص فنقله إلى المستشفى. وقد قرر الطبيب إجراء جراحة استئصال للزائدة الدودية، لكنه تسبب بتلويث الجرح بالإضافة إلى خياطته بطريقة خاطئة أضرت الأمعاء، ما أدى إلى ترك الطفل في حالة ألم مستمر وعجز عن الحركة.
وفاة شاب بشرائح ملوثة
وفي نهاية نوفمبر الماضي، قررت مديرية الصحة في محافظة الغربية إغلاق مستشفى أبو فرحة التخصصي في مدينة طنطا بعد أن لقي شاب حتفه نتيجة إهمال طبي تعرض له في المستشفى.
وكان الشاب محمد العسال قد خضع لجراحة تركيب شرائح في القدم بالمستشفى، إلا أن المسامير التي استخدمت في العملية كانت ملوثة، الأمر الذي تسبب في إصابته بـ"غرغرينا". وبرغم خضوعه لعملية بتر قدمه، لفظ أنفاسه الأخيرة بعد 20 يوماً من الجراحة بسبب انتشار الغرغرينا في كامل جسده.
تبديل مولودتين
وفي محافظة البحيرة، شهد مستشفى كفر الدوار العام واقعة تبديل طفلتين حديثتي الولادة وتسليمهما إلى غير أسرتيهما. وتعود أحداث الواقعة إلى ديسمبر الماضي، بعد خروج إحدى الأسر بطفلتها من المستشفى، لتفاجأ بوجود سوار في يد الطفلة مدون عليه اسم مغاير لاسم الأم.
وحرر الأب شعبان عبد العال محضراً في قسم شرطة كفر الدوار، يفيد بوجود سوار على يد الطفلة باسم الأم هانم فواد إبراهيم، مع أن اسم زوجته هو نجاة جمال صلاح، موضحاً أن الطفلة التي تسلمها ليست ابنته. وبعد استدعاء أحد المختصين في المستشفى للاستعلام، تم تدارك الأمر واستحضار أسرتي الطفلين وحصول كل أسرة على طفلتها الحقيقية.
خرجت عقيمة
أما في محافظة المنيا جنوب القاهرة، فقال المواطن ياسر أبو العز شحاتة، في سبتمبر الماضي، إن زوجته شيماء دخلت مستشفى المنيا الجامعي وخرجت مصابة بالعقم وتجمع صديدي (خراج) على الكبد جراء تعرضها لخطأ طبي.
وأوضح شحاتة في تصريحات صحافية أنه أخبر الطبيب قبل أن يجري لها عملية "فتاق سري" أنها تعاني من فقر دم حاد، وأنه أحضر أربعة أكياس دم على نفقته الخاصة، إلا أن الطبيب امتنع عن مدها بالدم خلال الجراحة. وذكر أنه بعد الكشف الطبي عليها، تبين أنها تعاني من خراجات على أعضاء داخلية وأنها فقدت القدرة على الحمل مرة أخرى، وذلك بسبب عيب تعقيم.
حقنة تصيب طفلاً بالعمى
وفي المنيا، فقد الطفل فارس أبو النجا، خمس سنوات، بصره بعد أن شعر بمغص شديد في مايو الماضي، فحمله والده مسرعاً إلى مستشفى مغاغة العام، بحثاً عمن يسكن ألمه، أو يوقف صراخه.
وبدلاً من أن تعطيه الممرضة علاجاً أو حقنة تسكن ألمه، أعطته حقنة أخرى أفقدته بصره، في أقل من 15 دقيقة، بحسب والده أبو النجا محمد علي الذي حرر محضراً ضد إدارة المستشفى اتهمها فيه بالتسبب في إصابة نجله بالعمى.
الإمكانات هي الحل
وللقضاء على الأخطاء الطبية، قال الظواهري إن الحل يتمثل في ضرورة تصحيح المنظومة الطبية من خلال الارتقاء بمستوى المستشفيات العامة والمراكز الطبية من خلال توفير الإمكانات والمعدات الحديثة اللازمة، وتوفير إجراءات السلامة المهنية.
كما أشار إلى ضرورة الارتقاء بمستوى الأطباء، من خلال توفير الدورات التدريبية اللازمة لجعل الطبيب مواكباً للتطور الطبي في العالم، وإلى ضرورة زيادة أجره ليعيش حياة كريمة تجعله يتفرغ للاهتمام بعمله. وشدد على ضرورة عقاب الطبيب الذي يتسبب بخطأ طبي بعد توفير جميع الإمكانات اللازمة والمناخ المناسب لنجاح المنظومة الطبية.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع