يمكن للشاب العربي أن ينجح مهما كانت الظروف، بهذه الخلاصة البسيطة، يطل الفيلم العربي الجديد "يا طير الطاير The Idol" على دور العرض، وهو مستوحى من قصة حياة الشاب الرمز محمد عساف، الذي شق طريقه الصعبة نحو الغناء والنجومية من قلب أكثر مناطق العالم العربي ظلماً تاريخياً، من غزة الفلسطينية، برغم البؤس والمعاناة والحزن.
هاني أبو أسعد المخرج الفلسطيني الحائز جائزة "غولدن غلوب" عن فيلم "الجنة الآن”، والذي رشّح لجائزة الأوسكار عن فيلمه "عمر"، قد جال في غزة بعد السماح له بدخول القطاع لتصوير فيلمه. وبين مدينة الناصرة الفلسطينية وبعض المدن العربية، تم تصوير الفيلم الذي يسلط الضوء على حياة الفنان محمد عساف نجم Arab Idol عام 2013.
ولد محمد جبر عساف عام 1989 في مخيم خان يونس جنوبي قطاع غزة، بدأ الشاب الفلسطيني مشواره منذ أن كان طفلاً عندما شارك في أوبريت "طلائع فلسطين"، وغنى فيه من أجل حق الأطفال في التعليم. تأثر بالأغاني الوطنية منذ الصغر إذ غنى لفلسطين أغنية "شدي حيلك يا بلد" عندما كان في الحادية عشرة من عمره، أما الأغنية الأكثر شهرة، "علي الكوفية" فقد بدأ غناءها منذ كان في الـ16 من عمره. كما سبق أن شارك في برنامج "نيو ستار" في فلسطين وغنى فيه للجنة التحكيم عن بعد بسبب تعذر حضوره لاستوديوهات البرنامج نظراً لحصار غزة.
ولكن المشاركة التي غيرت حياته، ووجهت أنظار العالم كله نحو فلسطين، هي مشاركته في "أراب آيدول" وفوزه بلقب محبوب العرب بعد حصوله على أكثر من 68 مليون صوت من جميع أنحاء العالم العربي. تمكن عساف من خطف أنظار الجماهير العربية وغير العربية، إذ تلقى عام 2014، دعوة من جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم للغناء أثناء الافتتاح الرسمي لفعاليات كأس العالم عام 2014 في البرازيل، ليكون بذلك أول مطرب عربي يشارك في افتتاح كأس العالم.
الفيلم مستوحى من قصة صعود ونجاح شاب فلسطيني استثنائي، أو ما سمي بـ"ظاهرة محمد عساف"، انطلاقاً من المحلية الضيقة والصعوبات داخل المخيمات، وصولاً إلى النجومية الأقليمية عبر برنامج "أراب آيدول"، ثم الشهرة العالمية.
يلعب بعض الأدوار شخصيات من الواقع كعضو لجنة التحكيم في برنامج Arab idol الإعلامي علي جابر، والمخرجة اللبنانية نادين لبكي في دور بسيط، كمنتجة في البرنامج، دعماً منها لموهبة محمد عساف ورمزيته. ولكن الأدوار الأكثر تميزاً في الفيلم، هما الدوران اللذان لعبهما طفلان أديا شخصية محمد عساف (قيس عطالله) وأخته نور. تركت الأخت أثاراً كبيراً على حياة الشاب، إذ كانت تحلم معه منذ طفولتهما بالنجومية، قبل أن يأخذها المرض عن عمر صغير جداً. أدّت دورها الممثلة هبة عطالله، نجمة الفيلم الحقيقية، إذ لعبت باحترافية يقل نظيرها لدى الممثلين الأطفال.
لا يوثق الفيلم قصة حياة محمد عساف بشكل دقيق وفعلي، إذ أضاف المخرج بعداً درامياً لبعض الأحداث، ولكن أجواءه مستوحاة من المعاناة التي واجهها الفنان الشاب في حياته. وبرغم كل اللحظات القاسية التي يعيشها الشاب قبل أن يتمكن أخيراً من العبور إلى مصر، والمشاركة في تجارب أداء البرنامج الذي سيغيّر حياته، في الفيلم لحظات كثيرة من الخفة، ومواقف مضحكة تعكس مرح الشعب الفلسطيني.
يستخدم الفيلم في مشاهده الأخيرة لقطات حقيقية من مشاركة محمد عساف في برنامج Arab Idol، والحماسة التي أشاعها هذا الشاب في حياة الملايين من العرب. خيار موفق من المخرج، إذ إنه في نهاية الفيلم، تكتسب دموع محمد عساف لحظة تتويجه باللقب، معناها الحقيقي. من يعيد مشاهدة لحظات التتويج، يستطيع أن يلحظ أن دموعه لا تشبه دموع أي كان لحظة الفوز، ففيها الكثير من تعب الطريق القاسية التي خاضها قبل بلوغه النجاح.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع