تقرير التعامل مع وسائل الإعلام 2015 هو التقرير الثالث الذي تجريه جامعة Northwestern في قطر. وهو يدرس كيفية تعامل العرب مع وسائل الإعلام، وكيفية تأثيرها في السلوك السياسي والاجتماعي في العالم العربي. الدراسة شملت 6000 عينة من مختلف التوجهات والأعمار في ست بلدان هي السعودية وقطر والإمارات ولبنان ومصر وتونس. شمل البحث دراسة 3 محاور: وسائل التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام ودورها في حرية التعبير والتحفيز السياسي، ومدى مصداقية قنوات الأخبار لدى المشاهد العربي.
وسائل التواصل الاجتماعي
95% تقريباً من مستخدمي الانترنت، يستخدمون إحدى وسائل التواصل الاجتماعي. 79% منهم يستخدمونها بشكل يومي ولمرة واحدة على الأقل. Facebook وWhatsapp
التواصل المباشر Direct Messaging
تعتبر الرسائل النصية وسيلة تواصل رسمية وشخصية بين شخصين، إلا أن التواصل المباشر (أي الرسائل عبر وسائل التواصل الاجتماعي)، بدأت تظهر كوسيلة رسمية وفعالة للتواصل بين الأشخاص أيضاً، بسبب سهولة التواصل مع مجموعات كبيرة من الأشخاص في الوقت والسرعة نفسيهما. أظهرت الدراسة أن 6 أشخاص من أصل 7 أعضاء في نوع من أنواع المجموعات Groups، التي تتواصل مع العائلة والأصدقاء، كما أن 3 من أصل 10 أشخاص أعضاء في مجموعات تهتم بتبادل الأخبار. اللبنانيون هم أقل الأشخاص استخداماً لمجموعات التواصل، مقابل الإماراتيين، إذ 96% منهم أعضاء في شكل من أشكال مجموعات التواصل.
وسائل التواصل الاجتماعي والأخبار
أجاب 62% من أفراد العينة بأنهم يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي كمصدر للأخبار، بالإضافة إلى كونها وسيلة تواصل مع العائلة والأصدقاء. وكانت نسبة من يستخدمون هذه الوسائل للاطلاع على الأخبار أكبر في الفئات العمرية الأقل. نحو 46% من العينة اتفقت على عدم مصداقية وسائل التواصل الاجتماعي كوسيلة للأخبار، واعتقد الثلثان من العينة أن الأخبار المرئية هي الأكثر مصداقية بين وسائل الإعلام، والنصف تقريباً أظهروا ولاءهم للأخبار المقروءة كوسيلة ذات مصداقية.
التواصل مع الآخرين
خلصت الدراسة إلى أن النسبة الأكبر من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي مستخدمون إيجابيون، أي يقومون بالتعليق والتفاعل ومشاركة الأخبار مع الآخرين، كما وجدت أن النساء يقضين وقتاً أكبر لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي مقارنةً مع الرجال الذين يقضون وقتاً أكبر في التواصل بشكل شخصي مع الآخرين.
عدد الساعات الذي يقضيه متوسط المواطن العربي على هذه الوسائل هو 12 ساعة أسبوعياً للتواصل مع الأصدقاء، و7 ساعات للتواصل مع العائلة. العينات العمرية الشابة (بين 18 و24 عاماً) تقضي ضعفٓيْ الوقت الذي تقضيه الفئات العمرية الأكبر (45 سنة وما فوق) على التواصل الاجتماعي. وأجابت المجموعتان أن الوقت الذي تقضيه كل منهما مع العائلة هو 7 ساعات، إلا أن الفئات العمرية الأكبر تقضي معظم ذلك الوقت في التواصل الشخصي مع العائلة. 60% من العينة، قالوا إن وسائل التواصل الاجتماعي تزيد من تواصلهم مع الأصدقاء والعائلة. 41% من العينة أجابوا أن هذه الوسائل تزيد من تواصلهم مع الأشخاص الذين يشاركونهم في المعتقدات الدينية والآراء السياسية، والنسة الأكبر من هؤلاء كانت في السعودية.حرية التعبير وأثرها في التغيير السياسي
لم تتغير نسبة العينة التي تدعم حرية التعبير على الانترنت منذ عام 2013 في لبنان وقطر والإمارات ومصر. وقلّت نسبة الداعمين لها بشكل طفيف في تونس والسعودية. وبالرغم من كون الانترنت وسيلة التواصل الأساسية لدى المستطلَعين، فإن معظم أفراد العينة يدعمون وجود سقف لحرية التعبير على الانترنت، النسبة الأعلى لتلك الأصوات كانت في السعودية وتونس والإمارات.
44% من العينة يعتقدون أن الفرد يجب أن يكون حراً في انتقاد الحكومة في بلده، بينما 24% لايوافقون على ذلك. وأظهرت السعودية وتونس نقصاً ملحوظاً في عدد الأفراد الداعمين لحرية التعبير على الانترنت خلال السنتين الماضيتين. وقد أظهرت الدراسة أن العينة العمرية الشابة عموماً، هم أكثر دعماً لحرية التعبير على الانترنت من الفئات الأكبر عمراً، كما أن دعم حرية التعبير يزداد بشكل ملحوظ مع ارتفاع مستوى التعليم لدى الفرد.
أنظمة الرقابة على الانترنت
أعرب 38% من العرب في العينة عن قلقهم إزاء مراقبة حكومات بلادهم جميع نشاطاتهم على الانترنت، وهذه النسبة لم تتغير منذ إعداد التقرير الأول عام 2013. 47% من السعوديين لا يشعرون بالارتياح من أنظمة المراقبة الممارسة عليهم من قبل الحكومة، فيما اللبنانيون والمصريون عموماً بدوا أقل حساسيةً تجاه موضوع الرقابة، فأعرب 26% من الأفراد في البلدين عن قلقهم من موضوع الرقابة. أما في قطر وتونس فيبدو المواطنون الآن أكثر قلقاً مما كانوا عليه عام 2013.
خلصت الدراسة أيضاً إلى أن معظم الأفراد الذين يعتقدون أن الإنترنت يمكن أن يحدث تغييراً في القرار السياسي هم أنفسهم الذين أبدوا قلقاً من مراقبة الحكومات لنشاطاتهم على الانترنت. والأشخاص الأكثر نشاطاً على مواقع التواصل الاجتماعي، كانواً أكثر قلقاً من موضوع الرقابة، من الأشخاص الأقل نشاطاً. ووجدت الدراسة أن الأفراد المقيمين في البلاد العربية من غير العرب، أكثر قلقاً إزاء موضوع الرقابة من المواطنين الأصليين في تلك البلاد، وعزت الدراسة ذلك إلى أن سمعة البلدان العربية بأنها من أكثر البلدان في العالم مراقبةً لأنشطة المواطنين الإلكترونية، جعلت الوافدين إليها أكثر حرصاً وقلقاً من المواطنين أنفسم.
وقد اختلفت آراء العرب حول النشاطات التي يمكن فعلها على الانترنت، فعبّر 39% منهم عن أنهم لا يجدون مشكلة في التعبير عن معتقداتهم السياسية على الانترنت (كانت النسبة 44% عام 2013)، وقد قلّت هذه النسبة بشكل كبير في مصر وتونس. كما أن 48% من العينة يعتقدون أن استخدام الإنترنت يجب أن يخضع لقوانين ناظمة أكثر مما هو عليه الآن. النسبة الأكبر لهؤلاء كانت في قطر والإمارات ومصر، مقابل أعداد أقل في كل من لبنان والسعودية وتونس.
مصداقية قنوات الأخبار لدى المتابع العربي
بالرغم من أن وسائل الإعلام في العالم العربي لا تتمتع بالاستقلالية، فإن الدراسة أظهرت أن معظم الأشخاص قيد العينة (78%) يثقون إجمالاً بالقنوات الإخبارية في بلدانهم، ويعتقدون أنها تحاول جاهدةً تحري الدقة والمصداقية في نقل الأخبار.
آراء العينة حول جودة الأخبار اختلفت بشكل ملحوظ باختلاف الدولة قيد الدراسة، فقد أظهر المواطنون في دول الخليج العربي عموماً رأياً إيجابياً حول القنوات الإخبارية، وأجابت الغالبية أنهم يعتقدون بأنها مصادر موثوق بها. على العكس، في لبنان وتونس ومصر أظهرت غالبية المستطلعين عدم ثقتهم بالقنوات الإخبارية، إذ وافق أقل من نصف العينة فقط على أن قنوات الأخبار موثوق بها. كما أظهرت الدراسة أن الأشخاص الأكبر عمراً هم عموماً أكثر ثقةً في قنوات الأخبار من الشبان. وأجاب الإماراتيون واللبنانيون بأنهم يعتقدون أن وسائل الأخبار أصبحت أكثر مصداقية عام 2015 مما كانت عليه عام 2013، ولم يوافق السعوديون والقطريون والمصريون والتونسيون على ذلك.
بغض النظر عن آراء العينة حول القنوات الإخبارية الوطنية، عبّر الغالبية عن أنهم يتابعون الأخبار الوطنية ويثقون بالقنوات المحلية بشكل أكبر من القنوات الإقليمية أو العالمية، لكن الاستثناء كان في السعودية، فأجاب نحو نصف العينة بأنهم يفضلون قنوات عربية أخرى على القنوات السعودية المحلية. 43% من العينة أوضحوا أنهم يتابعون قنوات أخبارية إقليمة، مقابل 34% يتابعون قنوات أخبار عالمية.
النسبة الأعلى لمتابعي القنوات غير المحلية كانت في السعودية، والنسبة الأقل للمهتمين بالقنوات العالمية والإقليمية كانت في مصر. معظم المستطلعين يفضلون متابعة الأخبار عبر قنوات تملكها الحكومة، خصوصاً في الإمارات. بينما السعوديون واللبنانيون يفضلون القنوات الإخبارية الخاصة.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...