"سيقدّم متحف مكة تفسيراً وانعكاساً فريدين لإيمان ملايين المسلمين الذين يزورون مكة من كل أنحاء العالم، ولم يتوفّر لهم، حتى هذه اللحظة، مؤسسة ثقافية لتعزيز زيارتهم لأكثر المدن الإسلامية قداسة". بهذه العبارة وصفت شركة "موسيسيان" المعمارية البريطانية "واحة الإيمان"، هذا المتحف التي تعتزم بناءه في مدينة مكة المكرمة.
وكانت المجموعة البريطانية الحائزة عدداً من الجوائز العالمية فازت بمسابقة نُظّمت لتحقيق هدف المملكة العربية السعودية، ببناء متحف مماثل لينضم إلى قافلة المتاحف التي تعكس ملامح المدينة التاريخية والثقافية والاجتماعية.
إلا أن "واحة الإيمان" تختلف عن المتاحف الأخرى من ناحية تصاميمها التي تجمع الحداثة والتقاليد أو من خلال أهدافها، وهي أن تكون أول متحف يروي قصة الإسلام.
ولهذه الغاية استعانت الشركة البريطانية بشركة "أدلين ريسبال" الفرنسية للهندسة والتصاميم.
يقع المتحف على بعد 7 كيلومترات من المسجد الحرام، ويفترض أن تبلغ مساحته 5600 متر مربع، وهي مساحة واسعة لاستضافة العديد من المعارض المرتبطة بتاريخ الإسلام وحياة النبي محمد، وممارسة الدين الإسلامي في مختلف دول العالم، وهنالك أيضاً صالة عرض وأخرى للاستقبال وقاعة للدرس وورش العمل والأبحاث ومكتبة.
تتصف "واحة الإيمان" ببعض الميزات التي تجعل منها متفردة. فأرادت الشركتان البريطانية والفرنسية تصميم فراغ وسط المبنى، ليكون أشبه بـ"مئذنة افتراضية" تجمع بين الشكل الدائري الذي يذكّرنا بالكرة السماوية، والشكل التصاعدي الذي يأخذ الزوار في رحلة روحية، من أجل أن يتخطوا كل المخاوف الدنيوية بفضل إيمانهم وأن يبحثوا عن المعرفة إلى ما لا نهاية.
ولا يكشف التصميم الداخلي "مئذنة افتراضية" بل يستطيع الزائر خلال النظر إلى هذه الدوامة تأمل أسماء الله الحسنة التسعة والتسعين.
أما جدران "واحة الإيمان" الخارجية، فستتألف من أحجار تم جمعها من كل دولة في العالم، يُمارس فيها الدين الإسلامي، في حين اختيرت صخور الجبال المحيطة بمكة المكرمة لبناء الأجزاء الداخلية.
ولا يكتفي المصممون بهذا الحد، بل أرادوا إنشاء حديقة "معلقة" على سطح المتحف. وما يميزّها هو نظام تحكّم بدرجات الحرارة لتبقى الأجواء فيها ملائمة لاستقبال الزوار، مهما كانت درجات الحرارة مرتفعة، أو التقلبات الجوية التي تشهدها المدينة.
"واحة الإيمان"، متحف يجمع العصرية والتقاليد والتكنولوجيا في مختلف طوابقه وأجزائه، وهو لم يزل مشروعاً على ورق، إلا أنه، متى تتحقق، سيجذب العديد من الزوار المسلمين فقط.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
mahmoud fahmy -
منذ 5 ساعاتكان المفروض حلقة الدحيح تذكر، وكتاب سنوات المجهود الحربي، بس المادة رائعة ف العموم، تسلم ايديكم
KHALIL FADEL -
منذ يومراااااااااااااااااااااااااائع ومهم وملهم
د. خليل فاضل
Ahmed Gomaa -
منذ يومينعمل رائع ومشوق تحياتي للكاتبة المتميزة
astor totor -
منذ 6 أياماسمهم عابرون و عابرات مش متحولون
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعفعلاً عندك حق، كلامك سليم 100%! للأسف حتى الكبار مش بعيدين عن المخاطر لو ما أخدوش التدابير...
Sam Dany -
منذ أسبوعانا قرأت كتاب اسمه : جاسوس من أجل لا أحد، ستة عشر عاماً في المخابرات السورية.. وهو جعلني اعيش...