كشفت منظمة "Education First" المتخصصة في التدريب اللغوي والسفر التعليمي وبرامج الشهادات الأكاديمية والتبادل الثقافي، في تقريرها لهذا العام، عن مستوى متدنٍ للدول العربية، على صعيد إتقانها اللغة الإنجليزية. ومنح التقرير، الذي شمل 70 بلداً، من بينها 10 بلدان عربية، الريادة عربياً للإمارات، بتصنيفها 42 عالمياً تليها المغرب (52 عالمياً).
ريادة "متدنية"
لتقييم كفاءة الدول في اللغة الإنجليزية، وضعت المنظمة 5 تصنيفات: عالٍ جداً، عال، متوسط، متدن، متدن جداً. وكان نصيب الدول العربية العشر التدني. فنالت الإمارات شارة متدن، بينما كانت درجة متدن جداً من نصيب بقية الدول العربية التسع.
المغرب، التي تلي الإمارت تمركزت الأولى إفريقياً، بينما كان نصيب الأردن (53 عالمياً) المركز الثالث عربياً، ومصر (54) المركز الرابع، تلتهاقطر (63). أما المرتبة الخامسة، فكانت من نصيب الكويت (65)، متبوعة بالعراق (66). في حين كانت المراكز الثلاثة الأخيرة موزّعة على التوالي بين الجزائر (67) والسعودية (68) وليبيا (70).
واختبر التقرير نحو 900 ألف شخص، وقُسّمت البلدان إلى 4 مستويات: أوروبا (27 دولة)، أمريكا اللاتينية (14)، آسيا (16) الشر
وبحسب التقرير، سجّلت الإمارات تطوراً في مستوى كفاءتها بين الدول العربية، بعد أن تمكّنت منذ عام 2013 من مغادرة خانة الدول المتدنية جداً، لترتقي إلى مستوى متدنٍ. أما المغرب والسعودية وقطر ومصر، فقد انخفض مستواها منذ سنة 2013 إلى الآن من متدن إلى متدن جداً. وظلّت بقية البلدان العربية وفية لدرجة متدن جداً.
النساء يتفوقن على الرجال
وأظهرت نتائج التقرير أن المرأة العربية تتقن اللغة الإنجليزية أفضل من الرجل، بحصولها على نسبة 6.22% مقابل 3.48% للرجل. إلا أن مستوى المرأة العربية ما زال بعيداً عن نظيرتها الأجنبية، فالنساء في أوروبا بلغن نسبة 56.56%، متجاوزة المعدل العالمي 53.40. بينما حققت المرأة الآسيوية نسبة 53.87%، في حين بلغت المرأة في أمريكا اللاتينية نسبة 51.56%.
سرّ التدني
على الرغم من التطور الحاصل في فرص تعلم اللغة الإنجليزية، فإن كفاءة بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ما زالت متدنية. وعزت الدراسة ذلك إلى وجود معوقات في المناطق الريفية والقروية. والملاحظة نفسها أكّدها المغربي أمين بوحزام، أستاذ اللغة الإنجليزية، موضحاً لرصيف22 أن المغرب نموذج للبدان العربية، التي أخذت تهتم بشكل كبير باللغة الإنجليزية، غير أن هذا الاهتمام لا يواكبه توفير الظروف اللوجيستية لتمكين كل أطياف المجمتع من تعلم لغة شكسبير. وأشار إلى أن المؤسسات التعليمية في المناطق النائية، تفتقر إلى الوسائل الحديثة لتعليم هذه اللغة. لافتاً إلى أن هذا يعد أحد الأسباب التي تساهم في تراجع مستوى الكفاءة، برغم ارتفاع نسبة المغاربة الذين يقبلون على تعلم هذه اللغة.
وأرجع تقرير المنظمة ريادة دولة الإمارات عربياً كون مجتمع هذا البلد الخليجي متعدد الجنسيات، وهو معطى يساهم في تطوير كفاءة المجتمع الإماراتي في إتقانه للغة الانجليزية. وأضاف أن اعتماد هذه الدولة على اقتصاد ضخم، يتجه نحو التبادل التجاري يسهّل تقدمها عربياً في الكفاءة اللغوية. ويتضح من خلال الدراسة، أن مستوى الكفاءة في اللغة الإنجليزية في الإمارات، لا بد أن يأخذ في الحسبان أن نسبة تقل عن 20% من مجمل السكان، البالغ عددهم نحو 9 ملايين هم مواطنون إماراتيون.
ويصنف مؤشر EF EPI للكفاءة في اللغة الإنجليزية الطلاب الذين يخضعون للاختبار اعتماداً على بلد الإقامة وليس على أساس البلد الأصلي. وهذا يعطي انطباعاً دقيقاً عن مستوى اللغة الإنجليزية بين السكان البالغين، ولكن لأن معظم الذين خضعوا للاختبار تعلموا في أنظمة تعليمية خارج الإمارات، فإن مستوى كفاءتهم لا يمكن استخدامه في تقييم النظام التعليمي في هذه الدولة.
للخروج من المستوى المتدني
أشارت المنظمة، في دراستها الخامسة، إلى أنه على الرغم من أن بلدان المغرب العربي مرتبطة تاريخياً بفرنسا في مجالات عدة، أبرزها الاقتصاد، فإن هذه الدول بدأت تنظر للإنجليزية كونها السبيل لتحديث القوى العاملة لديها، وتعميق وصولها إلى أوروبا. فمستويات الكفاءة في اللغة الإنجليزية لا تزال منخفضة، ولكن المشاريع الرائدة تهدف إلى رفعها.
وقدمت الدراسة مثالاً للمبادرة التي أطلقها المجلس الثقافي البريطاني والحكومة الجزائرية، ومدتها ثلاث سنوات، تهدف إلى تدريب المعلمين. يسمى البرنامج الاستراتيجي للتربية الوطنية SEEDS ويسعى للوصول إلى جميع معلمي المدارس الثانوية في البلاد، وعددهم 32 ألفاً، وتدريبهم على اللغة الإنجليزية وجهاً لوجه، وعبر الإنترنت من خلال شبكة من المفتّشين والمدربين. وتبقى الغاية رفع مستوى نتائج الامتحانات في الاختبار النهائي للغة الإنجليزية للمرحلة الثانوية. علماً أن هذه النتائج منخفضة مقارنة بأي مادة أخرى.
وأخذ المغرب أيضاً يهتم أكثر بهذه اللغة. فمنذ تولي الحسن الداودي حقيبة وزارة التعليم العالي، وهو ينادي بضرورة التوجه نحو إتقان اللغة الإنجليزية، معتبراً أن الفرنسية "لم تعد لغة علم"، بل حلت محلها الإنجليزية. وسبق للوزير أن صرح بأنه على الطلاب الباحثين الراغبين في نيل شهادة الدكتوراه أن يكونوا مُلمّين باللغة الإنجليزية، وقال إنه لا يُمكن لأيّ أستاذ أن يدرّس في الجامعة، إلا إذا كان متحكّماً بهذه اللغة. معتبراً أن تدريس العلوم بالفرنسية لا يمكن أن يفضي إلى تحقيق النتائج المتوخّاة من العملية التعليمية.
وأشار بو حزام، المعتمد من قِبل سفاراتي الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا في المغرب لامتحان الراغبين في الهجرة إلى هذين البلدين، إلى أن "مستوى المغاربة في إتقان الإنجليزية يتجه نحو الأفضل"، مبيناً أن كل شهر يمتحن ما بين 100 و150 مرشحاً للهجرة نحو الولايات المتحدة الأمريكية أو بريطانيا. وبناء على هذه العملية، اتّضح له تطور مهم في مستوى إتقان المغاربة لّلغة.
وختم: "تحسين كفاءة العرب والمغاربة خصوصاً في إتقان اللغة الإنجليزية يستلزم تطوير المنظومة التعليمية، والاهتمام بتلقين اللغة منذ المستويات الأولى للتعليم، والإعلام له دور مهم في تطوير الأداء العام". واقترح برمجة نشرة واحدة على الأقل يومياً تقدم بالإنجليزية، مع برامج أخرى مصاحبة بالترجمة مكتوبة باللغة العربية.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع