وفي 16 أكتوبر، أخلى القضاء سبيل 3 معتقلين باستثناء الناشطيَن "وارف سليمان" و"بيار الحشاش". وفي وقفة تضامنية مع المعتقلَين أمام المحكمة العسكرية في بيروت،أضرم الشاب اللبناني "محمد حرز" النار في نفسه احتجاجاً على إبقاء المتظاهرَين موقوفين.
كانت قضية الشاب التونسي محمد البوعزيزي، الشرارة التي أطلقت الثورة التونسية عام 2011، أو ثورة الياسمين، لتلحق بها ثورات أخرى في دولٍ عربية عدة، في ما سميّ الربيع العربي آنذاك. ففي 17 ديسمبر 2011، أشعل البوعزيزي النار في نفسه، أمام مقر ولاية سيدي بوزيد، بعد أن صادرت الشرطة العربة التي كان يبيع عليها الخضر والفاكهة. وبعد 18 يوماً، توفي الشاب التونسي متأثراً بالجروح التي أصيب بها، وكان موته من أهم أسباب اندلاع الثورة التونسية.
مقالات أخرى
هل بدأ ربيع أكراد العراق أم هو صراع على النفوذ بين الأحزاب؟
ابتسامة الشباب الفلسطيني لحظة اعتقالهم، ما الذي تعنيه؟
بعد البوعزيزي، تأثر عدد كبير من الشبان العرب، من موريتانيا وتونس والجزائر واليمن والأردن ومصر وفلسطين ولبنان، بطريقة الاحتجاج تلك. إذ ذكرت صحيفة Washington Post في مقالٍ نُشر في مايو 2013 أن عدد الذين أقدموا على إضرام النار في أنفسهم على غرار البوعزيزي، وصل إلى 178، توفي منهم 143. مرت أكثر من 4 أعوام على الحادثة، وما زال المحتجون العرب يضرمون النار في أنفسهم، لأسباب مطلبية ومعيشية. إليكم بعض الذين اعتمدوا أسلوب البوعزيزي في الاحتجاج، وأحرقوا أنفسهم لتحقيق مطالبهم.
عبده عبد المنعم جعفر - مصر
بعد شهر تماماً على حادثة البوعزيزي، أشعل مصري يبلغ من العمر 48 سنة، ويدعى عبده عبد المنعم جعفر، النار في نفسه أمام مجلس الشعب في وسط القاهرة، مردداً هتافات ضد الشرطة والحكومة، مثل: "أمن الدولة يا أمن الدولة حقي ضايع جوا الدولة"، والسبب رفض المسؤولين منحه حصته من الخبز لمطعمه. وتعدّ هذه الحادثة واحداً من العوامل الكامنة وراء اندلاع ثورة 25 يناير التي أطاحت الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك.
أحمد روبين - الأردن
في حادثة لا علاقة لها بالربيع العربي، ولا بالتظاهرات في الأردن، أضرم الشاب الأردني اليتيم أحمد روبين البالغ من العمر 23 سنة النار في نفسه أمام مبنى وزارة التنمية الاجتماعية في عمان، بعد أن رفضت الوزيرة ريم أبو حسان مقابلته. ونقل الشاب إلى المستشفى مصاباً بحروق بالغة انتشرت في 90% من جسمه، وتوفي بعد أقل من أسبوع.
مغربي يحرق نفسه في ألمانيا
أصيب شاب مغربي يبلغ من العمر 36 عاماً بإصاباتٍ بالغة، بعد أن أضرم النار في نفسه على مرأى من المارة في جنوب ألمانيا، بسبب رفض السلطات الألمانية طلب اللجوء السياسي الذي كان قد تقدم به. وقبل إقدامه على إضرام النار في نفسه، كان الشاب قد اتصل بمركز الشرطة في ولاية ساكسونيا في جنوب ألمانيا، وهدد بالانتحار قبيل موعد ترحيله إلى المغرب.
توفيق خوام - لبنان
في ظل التظاهرات التي تشهدها بيروت منذ أغسطس 2015، أقدم العجوز المقعد توفيق خوام البالغ من العمر 87 سنة، على إحراق نفسه تحت جسر البسطا، غرب بيروت، في 19 سبتمبر، بعد أن شرب بنزيناً، وسكب ما تبقى من القارورة على جسمه. والسبب الذي دفعه إلى الانتحار، أوضاعه الاجتماعية والاقتصادية الصعبة، وخصوصاً مع غياب ضمان عادل ومردود مالي للمقعدين والمسنين في لبنان.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...